الأربعاء 15 تموز (يوليو) 2015

ويا بلدي الحبيب.. لك الله

الأربعاء 15 تموز (يوليو) 2015 par علي عقلة عرسان

قبل أيام قليلة، انهار أحد جدران قلعة حلب التاريخية، بسبب تفجير المعارضة لنفق تحت الأرض.. ملتحقا بالجامع الأموي، وبخرائب حلب القديمة الأخرى: السوق العتيق الذي لا مثيل له، وفندق الكارلتون، وما تم تدميره في المدينة الثانية في سوريا، من عمران حديث، ومتوسط العهد، وقديم.. وهو أكثر من أن يُحصى. وفي تدمر تتعرض المدينة الأثرية وتراثها العريق لمخاطر جمة، ولا تقل المخاطر على التراث الثقافي – السوري- الإنساني، عن كل ما أصاب وما يمكن أن يصيب، الكنوز الحضارية السورية، وهذه الأماكن المهمة وغيرها، في مواقع أخرى من الوطن، مثل: قلعة الحصن، وايبلا، وماري، وتل حَلَف، والمدن المنسية، وبُصرى، والأماكن الأثرية في مدينة درعا، وفي الجولان كله.. هذا عدا عن دمار المساجد والكنائس، والأسواق القديمة، في معظم المدن، لا سيما في: حمص، وحماة، وإدلب، ودرعا، ودير الزور، والحسكة.. إلخ.. وما أصاب العمران السكني، والمؤسسات، والبنى التحتية، والمصانع، والمعامل، والمزارع.. والقوة المادية والمعنوية للجيش والقوات المسلحة، تلك التي بناها الشعب السوري بدمه، لتكون: للتحرير، والمحافظة على الوطن “أرضا، وشعبا، وسيادة، وكرامة”..
وإذا أضفنا إلى هذا الذي لحق بالتراث العريق، وبالعمران بأنواعه وأشكاله وبناه، بالمعنى الخَلْدوني للعمران، وما أصاب الاقتصاد، وظروف العيش، ومكانة البلاد، وما لحق بالإنسان السوري الكريم، وبالشعب السوري العظيم من: قتل، وتشريد، وتعذيب، واستباحة شاملة، وهدر للحريات، والحقوق، ومنها حق الحياة، والحق في التعلّم، والأمن، والاستقرار في البيت والوطن.. وما أصاب الأطفال وأجيالا من الشباب.. لوجدنا أن ما أصاب البلاد وشعبها أكثر بكثير من كل ما يمكن أن يتصوره عقل، ويسجله تاريخ، وتحيط بوصفه لغة. فعلى مدى سنوات مرة، في مدة أطول من المدة التي استغرقتها الحرب العالمية الثانية، تجتاح سوريا الكوارث، ويتجدد فيها اشتعال النار.. مع تركيز للكوارث وتمركز لها في بقعة جغرافية، لا تقارن بتلك التي امتدت إليها نيران تلك الحرب العالمية.؟! ورغم ذلك كله، ورغم وجود أكثر من أربعة ملايين سوري في الشتات، والقهر، وتحت خطر الموت غرقا وجوعا ومرضا وبؤسا.. ورغم وجود ما يقرب من ضعفهم من السكان في النزوح الداخلي، بعيدا عن البيت، والأمن، وفي ظروف لا تقل بؤسا عن ظروف الذين في الشتات الخارجي.. رغم ذلك كله، فإن الدرس الكارثي العملاق لم يصل بعد إلى بشر، سوريين وغير سوريين، يشعلون النار في سوريا أرضا وشعبا ودولة، ويسفكون دماءهم ودماء الأبرياء من أبنائها ومن يصطفون مع أبنائها في فرق موت، تجسد الفتنة المذهبية علىالخصوص، وتضاعف مدى الجنون.. مما يسمح بالتساؤل الجاد: هل لؤلئك الذي يستبيحون الدم ويقتلون الحياة، ويدمرون مظاهر الثقافة والحضارة في سوريا.. هل لهم صلة بالبشر، وبالأسوياء من بني البشر على الخصوص، من حيث: الروح، والدين، والشعور، والعقل، والوجدان، والتفكير، والتقدير، والتدبير..؟!.. ولا نتكلم هنا عن المادة التي تكوِّن الأجساد، فتلك متاحة لكل المخلوقات من النملة إلى الفيل.. ولكن الله كرم بني آدم، فهل أولئك من بني آدم الذين كرمهم الله.؟! وهم يتقاتلون بما يزهق الحياة، ويقتل النفس التي حرم الله، ويستبيحون ما حرَّم الله استباحته إلا بالحق.. ويفعلون ذلك باسم الله، أو بدافع من ” إيمان بالله ودين الله.؟!
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد المفزع، بكل المقاييس والدلالات والانعكاسات، بل يتعداه إلى تصريحات وإعلانات وتحركات وتحشدات واستعدادات.. كلها تصب في نهر الموت الذي يجتاح هذا البلد العريق: سوريا، في فيضان بعد فيضان. فالمعارك لا تهدأ، وما نُنذَرُ به منها، يفوق، من بعض الوجوه، ما شهدناه واكتوينا بناره مما مرَّ علينا حتى الآن.. ويبدو أنها الحرب التي ما بعدها سلم ولا حرب، حيث ينهي المتقاتلون البلد ويتركونه للغربان. في جنوب البلاد عاصفة المعارضة التي تقابلها عواصف النظام، وفي الكل موت.. وفي الزبداني، بعد القلمون، تشتعل الطرقات والحارات والتلال والجبال، لأن بعض الأطراف الغارقة في الحرب، قررت أن يكون من هناك، من الزبداني، ومن المواقع والأماكن السورية كافة وصولا إلى الرقة والحسكة ،الجنوب والشمال.. أن تكون الطريق إلى القدس المحتلة؟!.. بينما تبقى القدس محتلة، و”عاصمة مستقرة” للعدو الصهيوني.؟! وهذا الذي نسمعه اليوم صورة تضيق وتضيق عما كنا سمعناه من كلام القادة العرب، منذ احتلال القدس، من دون أن يفضي إلا إلى مزيد من الضعف والتراجع والاستسلام والقهر!! فمن منا لا يذكر يا ترى، ما كان يُقال بملء الصوت، وعلى مستوى وطن العرب والعالم أجمع، تلك الأصوات التي قالت: طريق القدس تمر من بغداد، من دمشق، من عمَّان، من بيروت، من الرياض، من.. إلخ، لقد قيل ذلك، وما زال حبل القدس هذا على الجرار، يفرم عربا ومسلمين، ولا يطال المحتلين العنصريين الصهاينة، الذين يهوّدون، ويتوسّعون، ويقتلون، ويضطهدون، ويطورون أسلحة نووية وغير نووية، ويعيشون بأمان، ويضاعفون قوتهم العدوانية عاما بعد عاما، ويساهمون في إضعافنا، وقتلنا، وتفتيتنا، آنا بعد آن.؟!.
تكرُج في سوريا كرةُ النار، وتسبب حريقا هائلا بعد حريق هائل، تحرق البشر والأرض والدولة، الآمال والأحلام، الماضي والحاضر والمستقبل.. تحرق وتحرق، وهي في دورانها المجنون، تصيب السوريين بما هو أكثر من الإرهاب والرعب اليأس والموت، وتصيب بعض المراقبين الخيرين النبهاء بالدوار، ولا توفر عمن يدحرجونها أثواب العار. وفي أثناء تحركها الجهنمي ذاك، تتفتت الأرض والشعب، وتدمر مقومات الدولة التي تكاد تنهار.!! في الشمال من سوريا عاصفة تتزامن تقريبا مع عاصفة الجنوب، لكنها، فيما يبدو، “تركية على عربية سورية”، و” كردية على تركية”، و” وكردية على عربية”.. فالاختلاط العجيب، والخلط المريب، والعبث السيزيفي.. كل ذلك يشمل الكل بالمعنى المادي والمعنوي؟! ومن جرابلس يبدأ الأميركي البغيض، الذي لا يريد للحرائق في بلادنا أن تتوقف، يبدأ تمهيده لمنطقة عازلة، أو منطقة حماية، تعمل تركيا على إقامتها، ويُقال إنها تمتد، في مرحلتها الأولى، إلى “إعزاز” وما بعدها.. ويتزامن مع ذلك زلزال حلب المتكررة ارتداداته، أو أنه يحرك تلك الارتدادات ويدفعها بقوة.. وقد دوّت في أفقه تصريحات معلنة، من حلب المعارضة: “أنه في مطلع أغسطس ٢٠١٥ سيبدأ التداول بالليرة التركية، في العاصمة الاقتصادية لسورية، حلب، في إشارة ذات دلالات بعيدة جدا، ومؤثرة جدا؟؟ ولهذا معناه الجغرافي والسكاني، وله دلالاته وأبعاده التي لن تتوقف عند حدود حلب.. ومن القراءات الممكنة، لهذه المعطيات والتحركات والتصريحات، القول: بأنها تُنذر بتمدد التوغل التركي المُحتَمل، ليصل إلى أكثر من الثلاثين كيلوا مترا طوليا التي تم حديث عنها، حيث قيل سابقا إن القوة التركية المنتشرة على الحدود الشمالية لسوريا، سوف تدخلها، لتشكل منطقة عازلة أو منطقة حماية، داخل الأراضي السورية، حتى ذلك العمق.. ويقول الأتراك: إنهم قد يضطرون إليها، لحماية حدودهم من..؟!.. ممن؟ ليس من الجيش العربي السوري بالتأكيد، فهو مشغول بأكثر مما يمكن أن يُشغَل، وربما بما هو أخطر وأهم. إنهم يقولون إنها للحماية: من داعش، ومن غيرها من القوى المتصارعة في سوريا.. وأنها لردع الأكراد، من جماعة عبد الله أوجلان، الـ p.k.k وغيرهم، الذين ينتشرون في مواقع على الحدود السورية التركية، ويحتلون مدنا وقرى، ويقومون بتطهير عرقي، ويهجرون العرب والاتراك من أماكن سكناهم ، ” تل أبيض مثلا”، ليشكلوا “دولة كردية” على جزء من الأرض السورية، لن تسمح تركيا بقيامها. وفي هذا السياق التصارعي الدموي الرهيب، المنذر بالمزيد من الويلات والكوارث والدماء والدمار، لا في سوريا والعراق واليمن وحدها، بل في المنطقة كلها، في هذا السياق يقول بعض من تشتد حرارة رؤوسهم من الإيرانيين، وتبلغ حدَّ الغليان، بناء على ذلك أو بمواجهته.. يقولون، وفي كلام ذي مغزى، وذي خطورة فائقة، ودلالات تمددية واستفزازية فاقعة: “.. إنهم لا يريدون أن تكون الأرض السورية مقبرة للجيش التركي؟!”. وهم يعرفون، ويعلنون، ويذكِّرون، على هذا النحو أو ذاك، وبهذا الأسلوب أو ذاك، بأنهم وحلفاءهم، ومن يُقاتل معهم وباسمهم، وبما يملكون من مال وقوة وتقنيات.. موجودون في كل الأرض السورية، من الشمال إلى الجنوب، ومن الغرب إلى الشرق.؟! وفي بواطن ذلك تحذير لتركية، وإعلان عن إمكانية تطور الأحداث إلى مواجهة ” إيرانية – تركية”، مع ما تضمه وتتضمنه وتمثله كلٌ منهما من تحالفات واستنفارات وإمكانيات، على خلفيات سياسية، وتاريخية، ومذهبية ” سنية شيعية”، على المستوى الإسلامي العام، وامتداد العلاقات والمصالح والتحالفات الدولية؟! فإلى أي شيئ يفضي ذلك كله؟! وإلى أين نمضي يا ترى في ظل ضلال ما بعده ظل لعقل ولا عودة لمآل يقبله أهل الدين والحكمة والوجدان والعقل؟! وإلى أين تمضي المنطقة كلها، بما فيها الوطن العربي والعالم الإسلامي، ياترى.؟! وهل بعد ذلك، إن حدث – لا سمح الله بحدوثه – هل بعده من تحرير، وحرية، وعدالة، وحقوق، ونهضة، وتقدم.. وهل بعده من دين، أم هي مذاهب في صراعات دامية لم يعرفها الدين/الإسلام، وعلى حساب الدين/ الإسلام؟! وهل بعده من عرب ومسلمين، وعروبة وإسلام، ودول وحكومات وأوطان.. أقصد بعد أن يقضي الكل على الكل، أو يضعف كل فريق الآخر، ويبلغ الفرقاء جميعا حدَّ الموات؟! وهل في ذلك مصلحة لغير الكيان الصهيوني، والغرب الاستعماري، وعلى رأسه إمبراطورية الإرهاب، ودولة الشر الأميركية، التي تشعل المنطقة، وتحرص على استمرار الاقتتال فيها، وتبقي جميع الأطراف تحت السيطرة، وتحت الأمر بالاستنزاف؟!.
لا يوجد في الأفق القريب، أو حتى المنظور، ما يمكن عقد الآمال عليه، بوصفه حلا يفضي إلى وقف للموت والدمار والإرهاب والاقتتال في سوريا، بمعنى يستتب الأمن، ويتوقف نزيف الدم، وتراكم المأساة والمعاناة، كخطوة جادة مسؤولة على طريق الحل النهائي. إذ لا توجد في الأفق إرادة سورية، أو عربية، أو إقليمية، أو دولية، خيرة يطمئن إليها الناس، وتعمل بجدية ومسؤلية أخلاقية وتاريخية وإنسانية، على وقف الاقتتال، ووضع حد للتدهور، والوصول إلى حل نهائي عادل ومستقر ومستمر، لما يجري في سوريا منذ سنوات، وما ينذرها بانفجارات أعنف.. بل هناك على العكس من ذلك نُذُرٌ بما هو أشنع، وأرهب، وأفظع من كل ما مضى في هذه الحرب/الفتنة المجنونة.
ولطالما ذكرنا ذلك، وذكَّرنا به، وأنه يهدف فيما يهدف إليه، إلى تدمير سوريا وتفتيتها وإخراجها من المواجهة مع الاحتلال الصهيوني، وإضعافها وتفتيتها.. هذا إذا بقيت ذات كيان يذكر.. ولطالما قلنا: إن المسؤولية التاريخية والأخلاقية، والوطنية، والقومية، والدينية، والإنسانية، لمن يدرك قيمة المسؤولية، ويدرك المعاني الجليلة، والتضحيات الكبرى التي يتطلبها تجاوز المحنة، والوصول بقارب الوطن إلى شط الأمان.. إن تلك المسؤولية ترتفع بأصحابها، وترفعهم، إلى أعلى بكثير من المستوى الجاري الأخذ به، ذاك الذي لا يعتمد سوى الحلول التدميرية، التي يريدها أعداء سوريا والأمة العربية، وأعداء العرب والمسلمين، لسوريا والسوريين.. ولكن..
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
في مطلع آب/ أغسطس القادم، سيعلن المبعوث الدولي، السيد ديمستورا، “مقترحا، مشروعا، برنامجا، مبادرة.. إلخ”، لن تكون أكثر من مادة للاستهلاك السياسي والإعلامي. وما سيعلنه وقد يتضمن ما يراه “حلا أو مشروعا للحل” في سوريا.. ولكن هذا الذي وصل إليه بعد استشارات واجتماعات طويلة وكثيرة، مع الأطراف المعنية في الحرب السورية، سيضاف إلى مبادرته وقف القتال في حلب، وإلى غير ذلك من جهود له ولمن سبقه، تبقى في ملفات الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، الذي لا يريد حلا سياسيا في سوريا، بل صراعا بين القوى الكبرى يستهلك سوريا والسوريين، ويزهق أرواح من يُقاتلون ويَقتتلون في سورية، ويستنفد مواردهم وقدراتهم وما يكونون، ويغرقهم في الحقد والدم والثأر والفتنة، ويبقيهم في الساح أشلاء.. ليكون الحل النهائي: الموت والدمار والاستعمار والعار.؟! فيا له من فوز، وياله من انتصار؟!
لقد فقد السوريون المعنيون الإرادة الحرة، والمبادرة الحرة، ومن ثم الاستقلالية، والخيارات التي ترتب المسؤولية، وتفضي إلى ما ينقذ ويبني.. وجاء ذلك بعد أن باع فرقاء منهم نفسه للشيطان، والشيطان هنا شياطين وشياطين وشياطين. إن كثيرين منهم، يشعرون اليوم، بعد “خراب البلاد”، بأن الهروب إلى الأمام مثل الرجوع إلى الخلف، غير ممكن، أو هو حتف الحتوف.. فيهرب من يهرب، ويتخلى من يتخلى، ويغير جلده من يغير.. ويبقى الأبرياء الفقراء وقود النار، ومن يأتمر بأوامر من يؤزها.. فيغرقون في مستنقعات الدم والبؤس واليأس.. لكن تبقى في رؤوس بعض الحماسة لتستكمل التعاسة.. فالوطن يغرق، وهم يموتون، والسيطرة على الأمور خرجت من أيدهم، ومعظمهم في الشطين وعلى الجالين: بيادق على رؤوسها بيارق.. والنار في الوسط وعلى الجالين، من أمامهم ومن خلفهم، وعن شمالهم وعن جنوبهم، ومن فوقهم ومن تحت أرجلهم.. تشتعل، وتنتهبهم، ولا خلاص لهم.. فالحرب من أمامهم، والعدو من خلفهم، ولا صدق لهم ولا صبر، إذ هم في الفتنة القبر، وفي معركة هي الفتنة لا يوجد إلا الخسران المبين. ومن يخض في الفتنة تلتهمه نار الفتنة.
أريد أن أقول، ولدي الكثير مما أقول.. لكن في فمي ماء، ومن حولي مناقع الدماء.
ولله الأمر، من قبل ومن بعد.
ويا بلدي الحبيب.. لك الله.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 40 / 2166047

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع علي عقلة عرسان   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

2166047 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010