الأربعاء 8 تموز (يوليو) 2015

تموز القابل أنتظرك لأحبّك....

الأربعاء 8 تموز (يوليو) 2015 par أيمن اللبدي

تموز الذي مضى، تموز الذي أجدب....
لم أحب تموز هذا، تموز الذي ودّعنا فيه غسان، ثم تموز الذي ذهب فيهناجي، تموز الذي لم يصالحنا يوما، ربما باستثناء تموز الماضي الذي كسر أنف نتنياهو على ابواب غزة، وتموز الذي قدّم بين يديه قدرة غزة أن تصافح القدس وحيفا ويافا بكل اقتدار، هذا هو تموز الوحيد الذي اضطرني أن أتراجع عن مقولة تموز أنا لا أحبّك.....

لكنّ تموز اليوم يأتي ناقضا كلّ محاولة لمصالحة معه، فهو تموز خرافي غريب صاحب نكاية لا مثيل لها، هو تموز يرمي صورا لعائلات فلسطينية بأكملها تفطر رمضان تحت أنقاض بيوتها المدمّرة بفعل غربان الحقد الصهيوني، والتي لا زالت على وضع تهاويها بفعل غربان النفوس المريضة والغريبة في رام الله، هذه التي كانت تمشي على وقع الغربان الأولى خطوة بخطوة، تحاول أن تستطلع متى تستطيع غربان صهيون أن تقتلع رأس اصقور المقاومة ونسور الثورة المغدورة، فلمّا خاب سعيها وطاش رميها، مشت إلى تعطيل انتصار دم غزة على سيف العدو وأنياب غربانه، قالت أن العدو خرج سليما حتى اعترف أنه خرج مضرّجا بدمه وبيأسه، ثم هللت أن غزة لم تدرك منجزا ذا بال، حتى اعترف العدو بأن لديه بدلا من شاليط واحد ثلاثة شاليط، وحتى كتبت صحافة العدو بالصوت والصورة مئات المعوقين من جنود العدو، وكذلك المصابين بالأمراض النفسية ، فماذا عساها تفعل غربان رام الله ؟...

لم تكتف بعقاب غزة وقطع الطريق على إعادة إعمار بيوتها المنهارة، ولم يشف غليل حقدها وعجزها أن ترى رأس مقاومة غزة مقطوعا بتعطيل الحياة في غزة، بل سعت إلى كلّ حصار وكلّ نكاية ممكنة، هكذا هو دور غربان رام الله، لا عودة عن طبع الغربان ولو يوما واحدا....!

في تموز هذا يبدو أن هذه الغربان اهتدت إلى طريقة جديدة في عقاب غزة، ليس عليها أن تذهب إلى هناك فقد يئست أن تجد منفذا، عبر العواصم والبحار، غزة استطالت على قامات أعلى فكيف لا تستطيل على قامات الأقزام؟

تموز هذا شهد غربانا تنفخ حقدها في الضفة المحتلة، شهد حملات تحاصر المقاومة وترصف القيود والسلاسل حول أيدي وأرجل أنبل ما في الضفة المحتلة، ولا تجد وازعا من خلق أو من عرف حتى تلقي القبض على نساء فلسطين وترمي بهن في رمضان المبارك هذا خلف قضبان زنازين غربان رام الله، لن ينتقص فعل غربان رام الله هذا من تاريخ البطولة ولا من صبر وعظمة زناد غزة، ولن يرهب مشوارها لاستنقاذ وطن مغتصب تسرح فيه غربان صهيون، ولن يرهب أيضا نسور وصقور القدس والضفة المحتلة صاحبة الصولات والجولات من القسطل إلى اللطرون إلى مخيم جنين وجبل النار ،كل ما سوف يسجله تموز هذا أن غربان رام الله تحاول اليوم الثأر لهزيمة غربان صهيون في تموز الثاني كما تحاول تأخير تموز خراب هيكلها ولكنها ستخيب وستنطلق نسور وصقور الضفة محلّقة فوق القدس رغم أنف الغربان، وإذا كان هذا التموز شهد سقوط هذه الغربان سقوطا لا مجال فيه لشك خلقيا ووطنيا وإنسانيا، فإن تموز القادم سيشهد هروبها من ضفة الفداء وخراب أعشاشها إلى الأبد....

تموز القابل أنتظرك لأحبّك....



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 81 / 2165872

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع مستشار التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2165872 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010