الاثنين 15 حزيران (يونيو) 2015

تحطيم الوحدة الوطنية شرط الانتصار الأساس هو منجزكم أهل أوسلو...

الاثنين 15 حزيران (يونيو) 2015 par رئيس التحرير

الوحدة الوطنية الفلسطينية ليست شعاراً، وهي ليست أيضاً فخاً منصوباً تدعو إليه قوى سياسية فلسطينية بإلحاح، وتحاذر عنه قوى سياسية فلسطينية أخرى بإلحاح، تنادي الأولى به شرطاً لازماً لتثبيت الكيانية السياسية الفلسطينية، أساساً لا بد منه لتحقيق شروط استمرار النضال الوطني الفلسطيني، حتى تحقيق الحقوق الوطنية الفلسطينية كاملة، وترى مقابلتها أنها ليست بحاجة إلى هذا النوع من الوحدة لقناعتها أو إقناعها بأنها وحدها قادرة على هذا الهدف، وبالتالي ثمة مساحة واضحة أصبحت اليوم مكشوفة في الساحة الفلسطينية تجاه واحدة من أهم بديهيات العمل السياسي، وواحدة من أهم ركائز وممارسات هذا العمل فلسطينياً طيلة العقود الماضية، مع أنها كذلك عند القوى السياسية، إلا أنها شعبياً ليست كذلك رغم المرارات.

الوحدة الوطنية التي يقال بأنها يجب أن تكون بلا اشتراطات مسبقة، هي تلكم الوحدة التي لا تكون فيها نوعية الاشتراطات من هذه النوعية التي تجرّد الشعب الفلسطيني ما تبقى من كفاحيته، تجربة أوسلو أفضت إلى تحطيم لحمة شعبنا بين الشتات والداخل وبين أجزاء الداخل نفسه، مسؤول عن ذلك من اختار هذه النجربة ويجب عليه أن يعتذر لشعبه عن منجزه الأبرز في تحطيم لحمة هذا الشعب ، الشروط المتقابلة اليوم والتي يلقي بها كل طرف في وجه الآخر هي من نمط تلك التي إما أن تجعلنا نخلع أجسادنا أو نخلع أرواحنا، هذه شروط على الجميع الكف عنها ومن عين المحظور أن يتحدث بها أحد إن كان صادقاً في الذهاب إلى وحدة حقيقية، الشروط الباقية كلها ساقطة ولا معنى لها، ولا يمكن أن تجد تفسيرات لها إلا تفسيرات وحيدة في نطاق التطاحن الفئوي، والفصائلي، وربما القبلي، والعشائري، والشخصي، أحياناً كثيرة وكلها ملعونة، وشعبنا يدينها حكما، والوطنيون في هذا الشعب سواء أكانوا في الفصائل والقوى أم خارجها من المستقلين، عليهم أن يعلوا الصوت بإدانة هذا وعدم الصمت على استمراره، ليس فقط لأن استمراره مصيبة وطريق نحو الكارثة، ولكن أيضا لان عدم الوضوح في الموقف منه ربما سيقنع بعض ممارسيه أن ثمة فسحة أكبر لإشاعة الغبار في عدم وضوح من هذه المسألة، والوقت ليس في مصلحة أحد، ولا لزوم لتوضيح الموضّح.

الوحدة الوطنية يجب أن تقوم على أساس شراكة كاملة من الألف إلى الياء، في وضع برنامج وطني فلسطيني ملزم للجميع بحده الأدنى الرافض لطريق التفريط أساسا وللمفاوضات العبثية بأنواعها سواء أكانت بالعلن أم بالخفاء،مع العدو أو وكلاء العدو، لتحقيق الهدن أو لتحقيق المعايشة مع العدو، والبرنامج الوطني الحقيقي هو الذي يقوم على أساس أنه برنامج كفاحي صلبه المقاومة بكل أنواعها،، على أن تكون هذه القواسم نفسها هي القواسم التي يعاد فيها تشغيل ماكينة منظمة التحرير الفلسطينية ، لا بأس من إعادة النظر والمراجعة التامة بكل صغيرة وكبيرة، في التجربة الماضية منذ أوسلو وحتى الآن، ممارسة النقد والنقد الذاتي، الذهاب تجاه تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وبناء مقاومته وبناء أسس كفاحه اليومي أيضا، في ذات الوقت الذي تكون فيه الصورة الفلسطينية حاضرة بشروط يحسن أن تكون هي الشروط التي يتنافس على وجودها الكل الفلسطيني: أن تكون فلسطينية أولاً وأخيراً، أن لا يكون فيها تفريط ولا إفراط، أن تحقق الممكن ولا تسقط ما لم يمكن حتى الآن تحقيقه، وأن تحرص على لحمة هذا الشعب، وأن لا تكون على قاعدة المحاصصة، وأن لا تسمح بالثقوب، وإلا فنحن على أبواب فصول سوداء قادمة، أرجو الله أن لا يسمح بها.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 60 / 2165450

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2165450 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010