الخميس 25 حزيران (يونيو) 2015

ماذا يجري في المخيمات الفلسطينية؟

الخميس 25 حزيران (يونيو) 2015

شهد الأسبوع الأول من رمضان العديد من الأحداث الأمنية في المخيمات الفلسطينية في لبنان، لاسيما في مخيمي عين الحلوة والبداوي، وكاد الوضع الأمني أن يتفجر، لولا وعي وقدرة الشعب الفلسطيني على مواجهة الفتنة.

لطالما اعتُبرت المخيمات الفلسطينية رمزاً لحالة اللجوء والصمود، ومنذ النكبة عام 1948 كان التخلص منها أحد الأهداف الاستراتيجية للكيان الصهيوني، من خلال قصفها ومحاولات تدميرها؛ كما حصل في مخيم النبطية، ولاحقاً مع عدد من مخيمات قطاع غزة، كذلك على المستوى السياسي عبر طرح مشاريع وسناريوهات لإلغاء وكالة الغوث - الأونروا؛ تمهيداً لإلغاء المخيمات التي تمثّل هوية اللجوء، وما فشل فيه الصهاينة خلال عقود نجحت فيه بعض الجماعات المتطرفة التي تتقاطع مصالحها مع الكيان الصهيوني، فكان الضحية مخيم نهر البارد عام 2007، كذلك مخيم اليرموك اليوم، وحالة الدمار الهائل الذي أصابه، وتهجير أهله، وبالأمس محاولة تفجير الوضع في مخيم عين الحلوة؛ عاصمة الشتات الفلسطيني، ولولا تصدي وصمود ووعي الشعب الفلسطيني وتمسّكه بمخيماته لكان مصير معظمها الزوال..

وبالرغم من المآسي والمعاناة التي يعيشها أهالي المخيمات؛ من فقر وعدم توفر أدنى شروط الحياة الكريمة، شكّلت المخيمات خزان شهداء الثورة الفلسطينية، كمخيمات شاتيلا والرشيدية وبرج البراجنة وعين الحلوة وجنين ومخيمات غزة.. وغيرها، وغدا المخيم رمزاً للهوية الوطنية وعنواناً للتضحية والنضال في سبيل تحقيق التحرير والعودة، لذلك يُعتبر استهداف المخيمات الفلسطينية استهدافاً لقضية اللاجئين، بهدف التخلص من الأساس الوطني والقانوني لحق العودة، وإفراغ المخيمات من أهلها، خصوصاً مخيمات قطاع غزة ولبنان وسورية التي تعيش ظروفاً سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية صعبة قابلة للتفجير في أي لحظة.

لا شك أن توقيت الأحداث التي تشهدها المخيمات اليوم يطرح الكثير من علامات الاستفهام، في ظل تفعيل المقاومة الشعبية في الضفة الغربية من جهة، وحالة الحِراك الشعبي الفلسطيني بشكل موحَّد دفاعاً عن حقه في العودة، من خلال مواجهة تخفيض خدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، والتهديد المستمر بحلّ هذه الوكالة الدولية التي تُعتبر الشاهد على مأساة الشعب الفلسطيني، ودليل اعتراف المجتمع الدولي بحقوقه الوطنية، لاسيما حق العودة متمثلاً بالقرار 194.

لقد نجح الفلسطينيون في لبنان بتحييد المخيمات عن مختلف التجاذبات والصراعات التي شهدتها الساحة اللبنانية خلال العقدين السابقين، وتصرفوا بمسؤولية كبيرة على قاعدة مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، لذلك فقد بات مُلحاً التوافق بين جميع القوى الفلسطينية على هدف تحصين المخيمات، من خلال تدعيم الوضع الأمني، وصيانة العلاقات الأخوية مع الجوار اللبناني، من خلال تفعيل دور الفصائل واللجان الشعبية ولجنة المتابعة بعيداً عن التجاذبات السياسية والتحريض السياسي والإعلامي، وتعزيز مكانة القوة الأمنية المشتركة في عين الحلوة، وتعزيز دورها وعددها وعتيدها، ورفع الغطاء عن أي عابث بأمن المخيمات، وتعزيز الموقف الفلسطيني الداعي إلى النأي بالنفس عن الصراعات المحلية والإقليمية.

- سامر السّيلاوي



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2165961

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع مواجهة   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

2165961 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010