السبت 20 حزيران (يونيو) 2015

العدو يرفض مبادرة فابيوس القادم لتسويقها اليوم

السبت 20 حزيران (يونيو) 2015

في خضم الحرب التي تعصف بالمنطقة، تبدو البوصلة اليوم، بالنسبة إلى المنهمكين بـ“داعش” وحروبه، وإعادة رسم لخريطة العالم العربي بتوازنات جديدة، بعيدة جداً عن فلسطين، القضية المركزية، التي تخطت 60 عاماً من دون أن تخفت، ولكن من دون أن يتمكن المجتمع الدولي المنحاز إلى إسرائيل، من إيجاد حل عادل لها.
واليوم، تخرج فرنسا بمبادرة سلام جديدة، تسعى إلى تسويقها في زيارة مرتقبة اليوم السبت لرئيس ديبلوماسيتها لوران فابيوس إلى الشرق الأوسط، من خلال جولة له على عواصم عربية، بالرغم من عدم تفاؤل باريس كثيراً بشأنها، لا سيما في ظل المماطلة الإسرائيلية الدائمة والتهرب من أي التزام بإعادة الحقوق إلى الشعب الفلسطيني ووقف الاستيطان، وفي ظل عدم ثقة بالأميركيين لجهة عدم عرقلة المشروع في مجلس الأمن.
وتقوم الفكرة الأساسية للمشروع الذي سيدافع عنه الوزير الفرنسي خلال زيارته الرابعة للمنطقة منذ العام 2012، على استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المجمدة منذ أكثر من عام تحت رعاية دولية ووفق جدول زمني محدد.
وكانت صحيفة الـ“فيغارو” الفرنسية كشفت عن مسودة المشروع الفرنسي، الذي يقضي بأن تكون القدس عاصمة لدولتين فلسطينية وإسرائيلية، وأن يكون هناك حلاً “عادلاً وواقعياً” لمسألة اللاجئين، على ألا تتخطى محادثات السلام بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني 18 شهراً، وذلك قبل أن تنتهي ولاية الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بحسب ما يقول مطلعون على الجهود الفرنسية.
وينص المشروع، الذي تسعى فرنسا إلى طرحه على مجلس الأمن الدولي، ولكن بعد الاتفاق النووي المرتقب بين الدول الكبرى وإيران، وذلك بطلب من الولايات المتحدة، التي قالت إن المشروع قد يؤثر على جهودها من أجل التوصل إلى الاتفاق مع طهران، على إقامة دولة فلسطينية بحدود ما قبل العام 1967، مع ضمانات أمنية قوية إلى الجانب الإسرائيلي.
ومع ذلك، ليست لدى باريس أوهام حول نتائج جولة فابيوس المرتقبة، التي تستمر يومي السبت والأحد، وتشمل مصر والأردن والأراضي الفلسطينية وإسرائيل، فالوزير الفرنسي نفسه قال مؤخراً أمام الجمعية الوطنية الفرنسية إن “لا احد يمكنه أن يعرف إن كانت النتيجة ستكون ايجابية”، مشدداً على ضرورة التحرك “أمام مأساة تهدد كل يوم بالاشتعال”.
وسيكون الهدف الرئيسي هو الدفع باتجاه استئناف المفاوضات، وهو “أمر بعيد اليوم”، وفق ديبلوماسي فرنسي أبدى أسفه لحالة “الجمود القاتل”.
وتبدو الأوضاع الراهنة غير مؤاتية: فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقود منذ أيار الماضي حكومة هي بين الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل في إطار ائتلاف ضعيف، في حين تستمر حركة بناء المستوطنات بلا توقف رغم أنها تعتبر العقبة الرئيسية أمام حل الدولتين المتفق عليه أساساً للتفاوض.
وفي الجانب الفلسطيني، يواجه الرئيس محمود عباس أزمة سياسية عميقة، ولم ينجح في تحقيق المصالحة بين حركة “فتح” التي يرأسها والتي تتولى السلطة في الضفة الغربية، وحركة “حماس” التي تدير قطاع غزة الذي يعيش حالة غليان بعد سنة تقريباً من الحرب الإسرائيلية الدامية في صيف العام 2014.
أما العالم، فيبدو أنه حول اهتمامه إلى الوضع في العراق وسوريا، حيث بات تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”- “داعش” يشكل التهديد الأول على مستوى العالم.
ويقول الديبلوماسي الفرنسي مبدياً قلقه من ازدياد قوة الجماعات السلفية المعارضة لحركة “حماس” في قطاع غزة، إن باريس ترى “انه لا يمكن عزل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي عن التطورات الدولية والإقليمية”، لافتاً إلى أن “داعش قد يبدي اهتماماً اليوم بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وهذا سيعرض المنطقة كلها لخطر الانفجار”.
وبدأت فرنسا تنشط لتحريك عملية التسوية الفلسطينية الإسرائيلية التي تعتبر تقليدياً من اهتمامات واشنطن بعد فشل وساطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري في ربيع العام الماضي.
وتقول باريس إن “طريقة الحوار المباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أميركية فشلت. الأمر يحتاج إلى مرافقة دولية متزايدة، ينبغي الخروج من صيغة اللقاءات المنفردة بين الطرفين”.
لكن الفلسطينيين فشلوا في نهاية كانون الأول عندما قدموا قراراً إلى مجلس الأمن الدولي حصل على دعم فرنسي، وينص على التوصل إلى اتفاق سلام خلال 12 شهراً وعلى انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة قبل نهاية العام 2017.
منذ ذلك الحين، استأنفت باريس المشاورات في الأمم المتحدة للدفع باتجاه تبني قرار جديد ينص على استئناف المفاوضات على أساس المعايير التي تتيح التوصل إلى حل على أساس الدولتين، مع مرافقة دولية - جامعة الدول العربية، الاتحاد الأوروبي، الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن - وجدول زمني.
وفيما يتطلب المشروع موافقة الولايات المتحدة، ترى باريس في التصريحات الأميركية الأخيرة التي قالت إن واشنطن قد تراجع موقفها بشأن تأييدها الراسخ لإسرائيل في الأمم المتحدة “انفتاحاً غير مسبوق ينبغي استغلاله”.
ومع ذلك، اقر فابيوس بأنه “من غير المجدي تقديم مشروع قرار إذا كان هناك من سيستخدم حق الفيتو”.
ويقول المقربون منه انه لن يتم تقديم مشروع قرار “بهدف فرضه على الجميع”، وان جولة فابيوس هدفها التعرف على “هوامش المناورة”.
وتعارض حكومة الاحتلال أي توجه لاستصدار قرار عن الأمم المتحدة، وغاظها العام الماضي تصويت البرلمان الفرنسي على قرار يطالب الحكومة الفرنسية بالاعتراف بفلسطين.
ويعتبر الاعتراف بفلسطين الورقة الديبلوماسية الأخيرة التي يمكن أن تلعبها باريس في حال فشل المفاوضات.
وعدا عن الأمم المتحدة، يتم تداول فرضية “إعادة إحياء مبادرة السلام العربية” لسنة 2002 والتي عرضت على إسرائيل توقيع اتفاق سلام شامل وإنهاء الاحتلال مقابل علاقات طبيعية مع الدول العربية.

ورداً على زيارة فابيوس، أعربت إسرائيل عن رفضها للمبادرة الفرنسية امس الجمعة.

وقالت نائب وزير الخارجية الإسرائيلية تسيبي هوتوفلي لصحيفة “لوفيغارو” إن “المبادرة الفرنسية غير مثمرة لأنها تمنح الفلسطينيين وهماً بأنهم سيحصلون على شيء من المجتمع الدولي دون تقديم تنازلات”، معتبرة أن “المفاوضات المباشرة بين الجانبين هي وحدها التي يمكن أن تحل الصراع”.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2165631

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار فلسطينية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2165631 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010