الخميس 4 حزيران (يونيو) 2015

«عباس» حماس يعاتب....

الخميس 4 حزيران (يونيو) 2015 par أيمن اللبدي

اطلعت على عتاب السيد أحمد يوسف القيادي الحمساوي «المغرّد منفرداً» والذي عنون فيه مادة مكتوبة للأخ منير شفيق كانت الموقف قد نشرتها في عموده فيها قبل عدة أيام حملت العنوان “إللي يجرب المجرب..”، وفعلا اعترتني الدهشة لما حمل هذا العتاب الذي لا علاقة له بأدبيات العتاب إلا أنه استخفّ به فأطاحه مقتولاً كعادة المغرّدين المنفردين في الجرأة على كلّ اصول، وتوقّفت أمام قفلة التهديد والوعيد المصاحبة لقلة الأدب المبروزة في ختام هذا «الفحيح» العتابي!

مسألة أحمد يوسف أفندي ليست بدعة جديدة في عالم شواذ المحمولين والمحسوبين على مقاومي حماس وحملة البنادق فيها، فهذا في النهاية هو مربط الفرس وموضع الحسم في مثل هكذا حسبة يحبّ هؤلاء دوما الرقص بالحنجلة في هذا المربع المأمون العواقب وعلى حساب غير حسابهم، تماما كما فعلها شواذ حركة «فتح» والمحسوبين عليها قبل ذلك بأربعين عاما عندما كان كثير من أصحاب الصنف الحمساوي لا زالوا يستخدمون مصطلح «لم يحتن الأوان بعد» في مسألة الكفاح الوطني ويعتبرون شهداء الثورة الفلسطينية وصفاًُ لا أستطيع إدراجه هنا وهم يذكرونه جيدا على كلّ حال.

لا يهمني ما قاله «المغرّد الشاذ» المنفرد محاولا تبريراً ، والوصف ليس لي على كل حال بل وبحسب ما وصفه السيد ياسر زعاترة في مقالة له بعنوان حول «دردشات أحمد يوسف» وردود السلطة ، فالسيد احمد يوسف ليس مخترعا جديداً في عالم« الحنجلة » الحمساوية وأرشيف الحنجلات واسع وليس هذا موضعه ويمكن العودة إلى عدة أدلة عليها كانت تستدعي ربما «عتابات» وعتابا في حينه، إلا أن أحمد يوسف أصيب فجأة بالرغبة في« العتاب» على هذه المادة الأخيرة لسببين : الأول أن شطحته الأخيرة ليست خالصة الانتاج لوقع أقدامه الرشيق في «الحنجلات» فهي قادمة من رغبات الدردشات السياسية وساحة رقصها المؤكد والثاني: أن هذه الرغبات لا تريد كما يبدو أن ترعوي عن جرمها المرتكب وتمهّد لفصول فيه.

الواقع أن المعلّم منير شفيق كان كما هو دائما منحازا بشكل كبير لديبلوماسية منقطعة النظير في مسألة الكتابة حول أخطاء وخطايا يرتكبها نفر هنا أو هناك باسم المقاومة أو باسم الاسلام، ويغرق في طوباوية ثورية وقداسة ثورية ليس هذا زمنها ولا هو مكانها ومع ذلك تشرئب المشرئبات من ذوات المشربيات في التطاول والغمز واللمز كعادة وأسلوب صاحبات الرايات، أما أنا يا أخي الحبيب أبا فادي فأقول على طول الخط ودون أي دبلوماسية من أي نوع كان، جلوس الانبياء إلى الشياطين يخرجهم من الملة ومن أول الخط ودون مواربة، لو حسمت «فتح» ذلك وأقصد «فتح» المقاتلة في الخنادق يومها لما رأينا لا أوسلو 1 ولا وما تبعه، فالذاكرة لا زالت حيّة والسرطاوي وملحقات مكتب الشهيد أبي إياد« لفحص» امكانية توظيف اليسار الصهيوني لخدمة القضية أحبلت فأنتجت أوسلو1 وقتلت خلف وعرفات والوزير جملة واحدة لتبقي مهندس الفحوصات.

تخطئ حماس ويخطئ غيرها إن ظنّ أن هناك شيك على «بياض» في هذه المسألة بالذات فمن« لسعته الشوربة سينفخ بالزبادي » وإن كانت ستون عاما بكل ما فيها من عظمة الخلق الأول لم تشفع ولن تشفع للشوربة فإن أصحاب نصفها أو ربعها لن تشفع لهم قصة «الزبادي»، ولذا فإن المسألة ليست مكان اجتهاد في هذا الأمر تحديدا ولن يكون هناك وقت لحبل جديد بأوسلو 2 لا على الطريقة الصوفية ولا على الطريقة الاخوانية ولا غيرها، فليرتاح الجميع في هذه المسألة والمفاوضات ملعونة وملعون أبوها وأمها و«عشيرتها » على قياس كلمة مرسي في العشيرة وصاحبه المرشد بتاع اتركونا 15 عاما لنغازل الوضع وسترون الخير الكثير، فعلا رأيناه لان من يتكل على أمريكا لا يكون متكلا على الله وإن حلف وصام وصلّى وعدد في الكتب والمقالات، ولذل فالنهج كله من الاصل للنسخة مضروب دون فذلكات الشطحات والعتابات.

في عتاب السيد أحمد يوسف« العضلاتي» والذي يهدّد بفرد عضلاته في عتابات جديدة كما يبدو وأول مرة ظهور في فيلم «الفحيح» على أحد قديسي الثورة الفلسطينية واحد أبرز مفكري هذه الأمة القاتلة لأنبيائها، يذكّرنا يوسف أنه تتلمذ على قراءات الأخ منير شفيق كما أجيال بكاملها فعلت ذلك ولكنه بالرغم من ذلك يفرد عضلاته على مدرس من مدرسيه وهي علامة في الطريق على قلة «الأدب» التي لا تكون إلا لمغردي «الحب الصهيوني» وهؤلاء لهم سمة بارزة في طحن وعجن منتوجهم الفاسد بما تيسّر من إرث غيره ونتاج غيره، لا شأن لنا بما يشير له السيد يوسف من وضعه في الاخوان أو وضعه في المغردين او المحنجلين، ولكن لنا شأن أن نقول ليوسف وأشباهه أنه يفترض وهم يدخلون محراب أساتذتهم أن يخرسوا وأن لا يرفعوا أصواتهم لا سيما إن كانوا للتو قد بالوا على أنفسهم وبالوا على موقع ما وضعهم فيه إلا تضحية غيرهم وبالقطع ليس شطحاتهم ولا ما تستخدم لأجله حمساوياً أو أخوانياً أو غير ذلك في مروحة الاحتمالات.

الكلمة سلعة عند أمثالك يا احمد اليوسف وسجل شطحاتك الصهيونية يؤكدها، وحقا مادة مقززة وقبيحة هذه العتابية الشطحانية لكن ما وجدته فيها حقيرا بكامل ثقل هذه «الكلمة» سلعة الغمز واللمز في شبهة «استرزاق» من قامة بطول ظل منير شفيق ملفوفة« بكثير مما يكتبه المفكرون العرب» كما وضعها المفكر المقلّد على طريق الأوسلوية، عذر احمد اليوسف الوحيد أن القلم عنه مرفوع هذه الأيام فعباس ليس الوحيد المتسلح بالجغرافيا وعين العدو، فأمثال يوسف الممتلئ رقصا على وقع الايحاء بأنه مقاتل في الصفوف الأولى ومرابط في الخندق الأول والمقبول صهيونيا إن لم يكن المتحوّط عليه لدور أوسلو2 هو وأمثاله ممن يقولون بذلك علنا وليس مواربة حتى بالدعوة للاعتراف وللدردشات وللهدن وللتعايش ومسلسل الشطحات المثبتة على لسان حماس نفسها بحقه قبل غيرها.

أنت أكبر من ذلك أخي منير و منير شفيق الذي قلت ولا أزال أنه لو وجد قديسون في هذه الثورة الفلسطينية لكان منير شفيق علمهم ومعلمهم، وما يجهله هذا «الشطيح» من فضل أثر فكر وقامة الاخ منير على مسارات وطنية وقومية وإسلامية مخلصة وصادقة بعدد شعر رأسه أو شعر لحيته معاً ، فلا بارك الله بتلميذ خائب وكاتب عتابات بئيسة مثل شطحاته البئيسة وأفكاره العباسية الحمساوية، «عباس» حماس يتحضّر كما يبدو يا شباب لأوسلو 2.

عيب يا احمد يوسف عيب عليك وعلى الطربين لشطحاتك بالخفاء ويعلمون انفسهم....



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 68 / 2165638

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع مستشار التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2165638 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010