الاثنين 16 آب (أغسطس) 2010

من المسؤول عن جريمة الذبح المستمر لفلسطين؟!

الاثنين 16 آب (أغسطس) 2010 par راكان المجالي

كما في الرياضيات، كذلك على أرض الواقع، حيث أقصر مسافة بين نقطتين، وينطبق ذلك على السياسة حين تكون النوايا حسنة، أما عندما تكون غير ذلك كما هو الحال في القضية الفلسطينية، فإن الطرق الالتفافية الخادعة والملتوية تضيع فيها كل الجهود والمبادرات والاتصالات ومشاريع الحلول والمؤتمرات والبيانات في متاهة خريطة الطريق وغيرها لتأكيد الامتناع عن السير في الطريق المستقيم الذي يفضي إلى حل واضح وضوح الشمس وهو العودة إلى حدود 4 حزيران مقابل كل ما حققته «إسرائيل» وما تطلبه.. و.. و.

ولأن «إسرائيل» لا تقر بإعادة الأراضي التي احتلتها في العام 1967 فإن الأمر احتاج 43 عاماً من الدوران في طرق الضياع والحلقة المفرغة، وسيستمر كذلك إلى ما شاء الله، ولا يحتاج الأمر إلى ذكاء وفصاحة لاكتشاف أن القرار «الإسرائيلي» يتم فرضه بإرادة أمريكية غربية تندفع في تضييع القضية الفلسطينية وفق الأهواء «الإسرائيلية»، هذا عدا عن أن «إسرائيل» نفسها هي صناعة أمريكية غربية بامتياز.

ذروة الخداع أن أمريكا استمرأت خداعنا وبيعنا نفس الشراب كل مرة، ولكن في زجاجات جديدة، وأمريكا ومعها التحالف الغربي هي التي تستميت لتنفيذ كل ما تريده «إسرائيل» وهي أيضاً التي لا تتردد في التغطية على جرائمها ومباركتها وتشجيعها على الغطرسة والاستكبار وممارسة حروب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني الذي تنكر «إسرائيل» حقوقه ووجوده متسلحة بالتأييد الأمريكي.

بعد حرب «إسرائيل» الإجرامية على «أسطول الحرية» واستذكار تداعيات محرقة غزة، سألت صحفية في جريدة «لوس انجلوس تايمز» الفنان الأمريكي الكبير «روبرت دينيرو» عن رأيه في الممارسات العدوانية «الإسرائيلية» فأجابها أنه لا يعرف عما تسأل فردت بتذكيره بسلسلة الجرائم فقال إن السؤال نفسه خاطئ لأن اقتصار الحديث على «إسرائيل» الصغيرة جريمة أيضاً لأنه يخفي دور القوة الكبرى التي تقف وراء كل الجرائم، فقالت له الصحفية إنها لا تفهم، فرد عليها بأنه سيبسط الأمر عليها بمثال ملموس وسألها سؤالاً وهو عندما تكونين تسيرين بأمان الله في الشارع ويمر قربك رجل معه كلبه المربوط بسلسلة في يد الرجل ثم فجأة ينطلق هذا الكلب نحوك ويبدأ فافتراسك، وفي هكذا حالة هل تعتبرين الكلب هو المسؤول وتبدأين بمحاسبته أم صاحب الكلب هو المسؤول؟. أذن أمريكا هي صاحبة الكلب المسعور الطليق الذي لا يتوقف عن افتراس أهل فلسطين.

في القرآن الكريم، هنالك آية معبرة عن حال اليهود وهي الآية «112» من سورة آل عمران حيث يقول الله تعالى : (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ).

واليهود في كل ما عصوا وكانوا يعتدون، بل في كل وجودهم الإجرامي العنصري هم يمارسون طبيعتهم، وفي هذه المرحلة تنطلق شرورهم ضد فلسطين وأمتنا بحبل من أمريكا والغرب الذين هم مع اليهود وقبلهم يتحملون وزر جريمة العصر بحق فلسطين وبحق أمتنا.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 40 / 2177746

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2177746 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40