الثلاثاء 28 نيسان (أبريل) 2015

رهانات من داخل “حماس”

الثلاثاء 28 نيسان (أبريل) 2015 par د.احمد جميل عزم

في لقائه مع وكالة “معاً” الفلسطينية، يقدّم القيادي في حركة “حماس” أحمد يوسف، مجموعة مؤشرات تعكس العقل الحمساوي الراهن، في عدة مجالات؛ أهمها مراهنات الحركة الإقليمية على الدور السعودي، من دون إنكار “دردشات” مع الإسرائيليين عبر الأوروبيين.
لا يعبّر يوسف عادة عن الموقف الرسمي النهائي لحماس. وكثيراً ما تكون مواقفه اجتهادات شخصية، أو بمثابة بالونات اختبار يطرحها هو، أو تطرحها الحركة بواسطته. لكن في نص المقابلة معه، معلومات وتوقعات مصاغة بنوع من اليقين، أكثر منها مواقف نظرية وأفكارا.
أول ما يلفت في المقابلة، هو ما لم يرد فيها؛ أي المسكوت عنه، وهو آفاق المصالحة والعلاقات الفلسطينية-الفلسطينية. وربما يكون محرر “معاً” الذي أجرى المقابلة، هو الذي أغفل المسألة، سوى عند نقاش زيارة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، المرتقبة لقطاع غزة، وأنّه قد يطرح أفكاراً في المصالحة. وغياب الحديث في التفاصيل عن العلاقة مع رام الله، يقود إلى افتراض أنّ جزءا كبيرا من تركيز “حماس” الآن هو: هل إيجاد حلول مع وعبر أطراف خارجية، سيقلص الحاجة إلى تفاهمات واتفاقات مع حكومة الوفاق، والرئيس الفلسطيني، وحركة “فتح”؟ ومن هنا يمكننا فهم عدم المرونة مع وزراء الحكومة الذين جاؤوا غزة مؤخرا لمحاولة حلحلة ملف الموظفين، مع التسليم بأنّ الطرف الفلسطيني الآخر غير مرن أو مقبل على المصالحة مع “حماس”.
في الموضوع الإسرائيلي، قال يوسف إنّ هناك “دردشات” تتعلق بملفي التهدئة والميناء، تنقلها جهات أوروبية بيننا وبينهم. ويقول: “الهدف إيجاد مخرج لقضية الحصار، بفتح ممر بحري للتواصل مع العالم الخارجي”. مضيفاً: “ما يزال كله في طور البحث والنقاشات”. وأشار أيضاً إلى “توسط أطراف خارجية للتفاوض حول موضوع الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى الحركة”. وقال: “في يد حماس العديد من الأوراق المهمة والمفاجآت في موضوع الجنود المفقودين”.
أكثر تفاصيل التوقعات/ المعلومات إثارة في حديث يوسف، هي ما يتعلق بمأزق العلاقة مع مصر. فقد قال يوسف إن هناك اتصالات لتشكيل محور جديد بتحالف سعودي-تركي-قطري لمصالحة مصر وتركيا وقطر. وأضاف: “بالتأكيد هذا سيحسن العلاقة بين حماس والقاهرة”.
وقال: “عند انتهاء الحرب على اليمن ستعمل الدبلوماسية السعودية على تحسين العلاقات بين مصر وحماس”. كما قال إن جهاز المخابرات العامة المصرية طمأن القيادي في “حماس” موسى أبو مرزوق، خلال لقاء مؤخرا، إلى قرب طيّ صفحة الخلاف السابقة وفتح صفحة جديدة. وقال يوسف إن القطريين والأتراك تحدثوا مع الملك السعودي للتدخل لفتح معبر رفح، وأوضح انتظار “حماس” انتهاء انشغال السعودية في اليمن لبدء التعامل مع الملف الفلسطيني.
بناءً على ما سلف، يتضح وجود ثلاثة رهانات لدى “حماس”، هي: أولاً، فك الحصار بصيغة دولية جديدة، مثل ممر بحري. ثانيا، تحقيق انتصار معنوي-شعبي عبر بوابة ملف الأسرى. وثالثا، وساطة سعودية تخرج الحركة من الحصار والأزمة مع مصر.
هذه الرهانات، خصوصاً الرهانين الأول والثالث، وهما اللذان قد يعرف يوسف فيهما أكثر من ملف الأسرى الذي هو على الأغلب في عهدة ومعرفة نخبة عسكرية تعمل بسرية حتى داخل “حماس”، يعكسان في الواقع تكرارا لرهانات سابقة لم يكتب لها النجاح.
فقضية الممرات كانت “حماس” قد طرحتها على شكل منطقة حرة للتجارة مع مصر، إبّان حكم محمد مرسي في مصر. وحتى الإخوان المسلمون في مصر رفضوها، وكان الموقف الرسمي علني؛ أنّه لن تتم مخالفة الاتفاقيات مع إسرائيل. وهناك أمر آخر واضح، هو عدم التعامل مع “حماس” مباشرة، والإصرار على قناة الرئيس الفلسطيني. وسيكون مستبعداً موافقة وتسهيل الأوروبيين شيئاً شبيهاً بما رفضه الإخوان المسلمون يوم كانوا في الحكم في مصر.
أمّا الرهان على تخلص سريع من ملف اليمن من قبل الرياض، ففيه مغامرة كبيرة، فضلا عن افتراض أنّ فلسطين هي الوجهة بعد اليمن؛ فهناك ملفات أخرى متفاعلة، مثل “داعش” داخل السعودية، وملفات سورية وليبيا وغيرها.
مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الطرف الفلسطيني الآخر ليس حريصاً على تفاهم تام وسريع مع “حماس”، فإنّ رهانات الأخيرة تبدو أيضاً تعزيز موقفها فلسطينياً من بوابات أوروبية وعربية، ومن بوابة الأسرى.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 20 / 2181524

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع احمد جميل عزم   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

48 من الزوار الآن

2181524 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 53


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40