الأربعاء 15 نيسان (أبريل) 2015

من فجّر الحروب العربية !

الأربعاء 15 نيسان (أبريل) 2015 par زهير ماجد

بعد أربعين سنة على الحرب اللبنانية مازال اللبنانيون يسألون عمن فجرها، يناقشون في تفاصيلها، ينقدون هذا المنحى أو ذاك، يرون فيها عبرة لكن من يعتبر. كل هذا التاريخ الطويل والجرح مازال ساخنا يؤشر إلى حاله، يطالب بأن لايمر دون حساب، لكن من يحاسب من، ومن يقدم الحقائق.
إذا كانت هي حال الحرب اللبنانية، فما بال الحروب العربية الدائرة اليوم التي نشهد لها انها مركبة تماما. فليس هنالك في قاموس الحروب ماهو خارج قواعد اللعبة الكبرى او هي المصادفة وحدها.
غدا سيسأل السوري وهو بدأ سؤاله عمن سبب حربه ومن فجرها ومن امدها بهذا الزخم ومن وضع لها تلك الاشكال من التطورات، وماهي الأموال التي دفعت ومن دفعها، ومن سلح، ولماذا هذا الكم من الشهداء، وكيف هو الخراب الخطير الذي يحتاج لعلاج طويل من اعادة البناء. ستسأل الاجيال اللاحقة او تلك التي ستتحمل وزر اعادة الوطن الى حالته الطبيعية ان كان ذلك في وقت قريب او بعيد لا فرق.
وسيسأل العراقي الأسئلة ذاتها، وربما مالايخطر على بال لماذا فرطتم اذن بصدام حسين حتى وصل العراق الى هذه النتائج الكارثية. ولما سمح العرب باحتلال هذا البلد، بل لماذا جارى بعض العرب وصول الاحتلال الى ذروة ماوصل. سيسأل ابن الرافدين عمن خرب بلاده اثناء الاحتلال وبعد انسحابه، ولماذا اختاروه لكي يكون مساحة لتنظيم إرهابي يحتاج كل تلك النخوة وتلك السنين والشهداء والخراب من أجل اعادة خلعه.
وسيسأل الليبي عن انتمائه العربي اذا كانت جامعة الدول العربية من اعطى حلف الاطلسي السماح بتدمير ليبيا، وقصف عمر معمر القذافي، ثم كيف ومن رتب الأمور كي تصل الى تلك النتائج الرهيبة التي استبيح فيها وطن بكامله من قبل قوى مسلحة متعددة الأسماء وكلها معروفة الانتماء والممول والداعم. ولماذا لايريدون لليبيا ان تعود كما كانت، مع ان هنالك قوى ليبية تريد اعادة الدولة اليها.
وسيسأل اليمن المظلوم من أوصله الى هذا الدرك، ومن لعب بسعادته وسماجته كي يعم خرابا ثم من فجر حروبه ومن أوصله الى تلك النتيجة.
وستسأل مصر ايضا عمن يتلاعب بأمنها الداخلي، هل هم الاخوان كما يشاع ام قوى أخرى، ام انه الاشغال الذي يراد له ان يحجب مأساة الوجع المصري في اقتصاده وطعام بنيه ومستقبلهم الوطني.
اسئلة لاحصر لها في فم كل مواطن ينتمي لأي قطر عربي مسته يد الجريمة التي استباحته ليظل كنه السؤال الذي لايخفى على بال ،من فجر تلك الحروب ومن مازال يمولها ويدعمها ويتابعها ويغدق عليها ماتحتاجه .. انها لأمور سوف يسأل عنها .. من عاشوها يعرفون بعض الجواب، واما الاجيال القادمة فعليها ان تبحث في كل ارشيف تختبيء فيه الحقائق.
بعد أربعين سنة اذن على حرب لبنان ، هي هي الأسئلة التي قيلت منذ بدايتها وظلت بعضها بجواب وبعضها الآخر بلا جواب، ومن فعلها في لبنان، يفعلها اليوم في بلاد العرب ، هم أنفسهم من أذاقوا اللبنانيين الويل ، يطعمون العلقم أيضا لتلك الأقطار العربية المعذبة ، وكلنا يعرف من هؤلاء ولأي سبب..!.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 38 / 2177685

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع زهير ماجد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2177685 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40