الثلاثاء 7 نيسان (أبريل) 2015

هذا ما تتمناه غزة من الجزائر

الثلاثاء 7 نيسان (أبريل) 2015 par صالح عوض

كأن أهل الجزائر خرجوا جميعاً إلى صعيد واحد فاشهدوا الله وملائكة المكان والناس أجمعين: أن هذه فلسطين نوالي من والاها ونعادي من عاداها.. وجاءهم رجع الصوت من جبال فلسطين وسهولها وصحرائها، من مدنها وقراها وباديتها ومن مسجدها الأقصى ومن تحت خرائب بيوتها ومن أجداث الشهداء وزئير الأبطال في السجون الصهيونية ومن شعب شتتته يد الشر، ووحده الهم والأمل: ونحن على عهد المحبة يا جزائر والوفاء لعهد الرباط والصمود.

حل فلسطينيون في الجزائر.. سكنوا هضابها وجبالها وسهولها وصحراءها فعشقوا بلدا لم يترك لهم فرصة أن ينسوا وكيف ينسون وطنا سكنهم؟.. في جبال تيزي وزو وبجاية إلى المسيلة والجلفة من شرق الجزائر تبسة وعنابة وقسنطينة وسوق اهراس والأوراس إلى غرب الجزائر، تلمسان ووهران ومعسكر.. وعاد معظمهم إلى أماكن عديدة يحملون حبا لبلد أكرمهم لانتمائهم لفلسطين فما دفعوا ضريبة لفلسطينيتهم كما يضطرون في كثير من بلدان العرب..

أحب الفلسطينيون الجزائر وأحب الجزائريون فلسطين وتشكلت المعادلة الصلبة.. إنه حب من نوع خاص.. يفتخر الفلسطينيون بالجزائر ويعتز الجزائريون بفلسطين.. والحب هنا مسؤولية والتزام، فكانت الجزائر وهي مخضبة بدمائها ولم تنته بعد من إحصاء شهداء ثورتها المجيدة، تنهض لتدرب أشبال فلسطين وشبابها على حمل السلاح.

ولان موقف الجزائريين أصيل من فلسطين وقضيتها، فهم لم يديروا ظهرهم قطّ للقضية المقدسة ولشعبها المظلوم مهما لاحت في الأفق سحب من سوء التفاهم في جزئيات وتكتيكات هنا أو هناك، فكانت الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة.

من هنا بالضبط يتقدم القلم ليخط أمنيات عميقة لأهل فلسطين وبالذات في غزة المنكوبة المدمرة المحاصرة.. يخط القلم أملا يسكن أبناء غزة نحو إخوانهم في الجزائر.. وعندما يكون القلم بيد جزائري قلبه فلسطين أو فلسطيني روحه الجزائر، لا تتلعثم الكلمات بل تكون واضحة مختصرة تمنح العلاقة التاريخية فرصة أن تُترجم في الميدان..

يتمنى أهل غزة لتعزيز رباطهم وصمودهم أن تستقدم الجزائر ألفيْ معلم من الخريجين الجامعيين الأكفاء للقيام بمهمة التعليم في ربوع الجزائر.. ويتمنى أهل غزة أن تستقدم الجزائر ألفاً من قطاع الصحة: أطباء وصيادلة وممرضين ومهن طبية للعمل في العيادات والمستشفيات الجزائرية.. ويتمنى أهل غزة ان تستقدم الجزائر 10 آلاف مهندس ومهني وتقني وصنائعي في شتى المهن ليُسهموا في نهضة الجزائر.. إن ذلك يعني باختصار أن 150 ألف شخص في غزة قد توفرت لهم معيشة كريمة.. وتتمنى غزة أنبوب غاز بتدخل جزائري عن طريق مصر من خلال ميناء العريش أو أي كيفية يضيء ليل غزة ويساهم في رفع الظلم عنها.. وتتمنى غزة وتتمنى غزة وتتمنى غزة... إني على ثقة أن هذه الأمنيات لن تذهب أدراج الرياح بل ستجد من الرجال الكرام في مراكز صنع القرار كما عوّدونا التصرف المناسب.. فمن سواكم أيها الكرام يهتم بشعب فلسطين؟ تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 57 / 2178528

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2178528 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40