الجمعة 13 آب (أغسطس) 2010

الرئيس سليمان : بانتظار القرار التاريخي

الجمعة 13 آب (أغسطس) 2010 par سعد محيو

مرة أخرى، تعود «مسألة» الجيش اللبناني إلى واجهة الأحداث. ومرة أخرى، يجد هذا الجيش نفسه وسط غابة من الإرادات المتناقضة.

فبعد موقعة العديسة، التي بادر فيها الجيش للمرة الأولى منذ حرب 1948 إلى فتح النار على القوات «الإسرائيلية»، أطلق الرئيس اللبناني ميشال سليمان دعوته إلى سرعة إقرار خطة تسليح الجيش اللبناني.

بيد أن «إسرائيل» كانت أسرع منه. إذ هي دعت، على العكس، إلى تجريد الجيش اللبناني من أسلحته الأمريكية والفرنسية، وضغطت بقوة على واشنطن وباريس لهذا الغرض. وما هي إلا أيام حتى قطفت «تل أبيب» الثمار اليانعة لهذه الضغط، فجمّد الكونغرس الأمريكي 100 مليون دولار من أموال المساعدات للجيش.

ويُرجّح الآن ألا تتوقف «إسرائيل» عند هذا الحد. فهي تريد أيضاً تجريد جهاز قوى الأمن الداخلي واستخبارات الجيش من معدات الإتصالات التقنية التي تسلماها من الولايات المتحدة، بعد أن نجحت هذه المعدات في كشف العشرات من شبكات التجسس «الإسرائيلية»، في حين كان المأمول أن تراقب هذه المعدات «حزب الله».

الآن، تبدو الصورة كالآتي : الجيش اللبناني بعد عملية العديسة بات جزءاً من الاستهدافات «الإسرائيلية» الأساسية، وكان يمكن أن يتعرّض إلى ضربات عسكرية «إسرائيلية» قوية لولا التدخل السريع لقوى دولية وإقليمية نافذة. وهذا مايوجب على الرئيس سليمان وقيادة الجيش القيام بتحرّك سريع في اتجاهين : تزويد القوات المسلحة بالعتاد الذي يمكنّه على الأقل من الدفاع عن نفسه، وإعادة تنظيم الوحدات العسكرية على نحو تكتيكي جديد لمنع «إسرائيل» من استفرادها في حرب نظامية قد تتعرّض إلى السحق فيها، بسبب الاختلال الكبير في موازين القوى.

لكن، كيف سيكون بمقدر الرئيس والقيادة فعل ذلك؟

لن يكون من السهل عليهما البتة إدارة الظهر لواشنطن. فالعلاقات بين الجيش اللبناني والولايات المتحدة تاريخية، ليس فقط على صعيد العتاد والتدريب بل أيضاً على الصعيد السياسي، حيث كانت هذه الأخيرة السند الأول للجيش، إلى درجة أن كل الأطراف الإقليمية والدولية المعنية قبلت اعتباره «الحصة الأمريكية» في لبنان.

بيد أن الضرورات تبيح المحظورات. وبما أن هذه الضرورات باتت مسألة حياة أو موت بالنسبة إلى الجيش اللبناني، بعد أن أصبحت المواجهة بينه وبين الجيش «الإسرائيلي» أمراً محتوماً، قد يكون لزاماً على الرئيس سليمان أن يقفز فوق بعض المحظورات.

نقول «بعض» المحظورات، لأننا نعي طبيعة النظام اللبناني وتاريخه. ولذلك، وإذا كان من الصعب كسر احتكار السلاح الأمريكي عبر قبول عروض التسليح الإيرانية، على رغم أن واشنطن لاتزوّد الجيش إلا بفتات الأسلحة الخفيفة، فإنه ليس من المستحيل الحصول على أسلحة من دول حليفة أو غير عدوة لأمريكا كمصر، وتركيا، وروسيا، والصين.

لقد سبق للرئيس التركي غول وللحكومة المصرية أن عرضتا تسليح الجيش. وكذلك فعلت روسيا التي عرضت العام 2008 منح لبنان عشر طائرات من طراز (ميغ-29). وهذا يعني أن الأبواب ليست موصدة أمام خطة تسليح الجيش. لابل يمكن لقرار الكونغرس الأمريكي أن يكون «ضارة نافعة»، لأنه يُسهّل قرار التسلّح.

الكرة الآن في ملعب الرئيس سليمان، بوصفه رئيساً وقائداً سابقاً للجيش. فهل يُقدم على هذه الخطوة التاريخية المهمة، قبل أن تحث «إسرائيل» الخطى نحو استفراد الجيش؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2165381

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165381 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010