الثلاثاء 31 آذار (مارس) 2015

إسرائيل: الاتفاق النووي ليس سيفاً مسلطاً علينا

الثلاثاء 31 آذار (مارس) 2015 par حلمي موسى

عاد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وحمل بشدة على أي اتفاق نووي قد تبرمه القوى العظمى مع إيران، معتبراً أن مثل هذا الاتفاق يمثل جائزة لإيران على عدوانيتها، وأن إسرائيل هي أول المتضررين.
ومع ذلك يرى خبراء في إسرائيل أن الاتفاق الغربي مع إيران ليس سيفاً مسلطاً على عنق إسرائيل. ويشير آخرون إلى أن بوسع إسرائيل أن تندد وتصرخ ضد الاتفاق، لكن ليس بوسعها شن هجوم عسكري على إيران.
وحمل نتنياهو بشدة مجدداً على الإدارة الأميركية والدول المشاركة في المفاوضات النووية مع طهران، وزعم أنها تمنح إيران جائزة على عدوانها. وقال، خلال حفل في مقر رئاسة الحكومة الإسرائيلية في القدس المحتلة، إن «الاتفاق المتبلور في لوزان يبعث برسالة تفيد بأن لا ثمن للعدوان، بل على العكس، ثمة مكافأة على عدوانية إيران. والدول المعتدلة والمسؤولة في المنطقة، وعلى رأسها إسرائيل وأيضا دول كثيرة أخرى، هي أول المتضررين من هذا الاتفاق».
وأضاف نتنياهو أنه يستحيل فهم كيف أنه فيما تستمر القوات المدعومة من إيران في اليمن باحتلال المزيد والمزيد من الأراضي، يغمضون في لوزان عيونهم عن هذا العدوان. واستدرك قائلا: «لكننا لا نغمض عيوننا، وسنواصل العمل ضد كل تهديد».
وتزداد المخاوف في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من احتمال إلغاء العقوبات الاقتصادية على إيران، الأمر الذي يعيد إطلاق يدها لتطوير أسلحة دمار شامل. ونقل المراسل العسكري لموقع «والا» الإخباري أمير بوحبوط، عن مصدر أمني رفيع المستوى قوله «رغم أن الاتفاق لن يكشف أبعاد المشروع النووي، إلا أن تقديرها هو أن مجلس الأمن الدولي، بضغط أميركي، سيلغي العقوبات التي تشمل تجارة النفط والعلاقة بين شركات إيرانية وغربية. وعمليا، الولايات المتحدة ستخرج إيران من العزلة.. كما أننا نعلم أن أميركا ستتجاهل موضوع تطوير ونشر الأسلحة الإيرانية، وضلوعها بالإرهاب في الشرق الأوسط. هذا الاتفاق لن يمنع إيران من نشر الإرهاب، ومن التحول إلى دولة نووية».
وأشار المصدر الأمني إلى واقع أن الولايات المتحدة تتطلع لاتفاق مع طهران، فيما حلفاؤها في المنطقة يحاربون حلفاء إيران الحوثيين في اليمن. وتعتبر أن التحالف «السني ـ العربي» مأساوي لأنه يتكون من حلفاء لأميركا يصارعون إيران، فيما واشنطن تدير حوارات معها للتوصل إلى اتفاقات.
من جانبه، اعتبر المعلق العسكري لموقع «إسرائيل ديفنس» عمير ربابورات أن العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران هي الملاذ الأخير لإسرائيل. وأوضح أن إسرائيل تشعر بالإحباط جراء احتمال التوصل إلى اتفاق نووي مع طهران يبقيها دولة حافة نووية. ومع ذلك كتب أن هناك في المؤسسة العسكرية رأي أقلية، يرى أن الاتفاق مع إيران هو «أهون الشرين» لأنه يساعد في نهاية المطاف بتأجيل المشروع النووي الإيراني، وهو أشد نجاعة من الغارات الجوية. لكن رأي الغالبية في المؤسسة الإسرائيلية هو أن الاتفاق سيدفع إلى تفاقم الأوضاع وتدهور الأمن في الشرق الأوسط.
وأكد المعلق العسكري لصحيفة «هآرتس» عاموس هارئيل أن إسرائيل، وفق العديد من شخصياتها الرفيعة المستوى، كانت ستعارض الاتفاق مع إيران بغض النظر عن تفاصيله وبنوده. ولاحظ تراجع نتنياهو في الشأن الفلسطيني، وخصوصا عن تجميد تحويل أموال السلطة تجاوبا مع مطالب المؤسسة الأمنية وخشية تصعيد الخلاف مع الإدارة الأميركية. وانطلق من ذلك ليقول «بالطريقة نفسها يمكن أن نبدي شكوكنا بشأن التخويفات التي يتم نشرها الآن من القدس بخصوص الاتفاق النووي. تجربة الماضي تبين أنه، أكثر من مرة، تصريحات الوزراء ليست بالضرورة تتساوق حتى النهاية مع موقف المهنيين على أنواعهم».
وبعد أن يعدد المخاطر في المشروع الإيراني على إسرائيل، يقول هارئيل إنه ليس بوسع إسرائيل سوى مواصلة التنديد. أما التهديد بخطوة عسكرية من طرف واحد فهو أمر غير مدرج على جدول الأعمال حالياً. وكتب أن «هجوماً جوياً من طرف واحد على المنشآت النووية يبدو غير معقول تماماً، في الوقت الذي تتحد فيه كل الدول العظمى في دعمها للاتفاق. في واقع كهذا ستواصل إسرائيل التحذير من الأخطار، وفي الأساس ستزيد من جهودها في جمع المعلومات من أجل إثبات أن إيران لا تتحايل على الاتفاق بحيث تكون إسرائيل هي الأولى التي تقوم بتشخيص ذلك إذا قررت القيام به».
أما المعلق الأمني لصحيفة «معاريف» يوسي ميلمان، فكتب «صدفة، في الوقت الذي وصلت فيه التقارير من لوزان عن اتفاق الإطار المتبلور حول البرنامج النووي الإيراني، أجريت أمس في قاعدة لسلاح البحرية في حيفا جولة بالغواصة الجديدة تنين. وحسب در شبيغل الألمانية فإنها الغواصة الخامسة التي اشترتها إسرائيل بسعر مدعوم جداً بفضل السخاء الألماني، النابع من عقدة المحرقة. ثمن كل غواصة أكثر من نصف مليار دولار. الغواصة السادسة راهف ستصل إلى إسرائيل في الصيف. في إسرائيل يعتبرون أسطول الغواصات، الأسطول 7، كذراع استراتيجية».
ويرى ميلمان أنه «مع وجود الغواصات الست للذراع الاستراتيجية فإن إسرائيل تستطيع، سوية مع سلاح الجو، أن تعمل إذا اتخذ المستوى السياسي قرارا بمهاجمة إيران من اجل أن تمنع عنها قدرة الوصول إلى السلاح النووي. لهذا كان يشير رئيس الموساد السابق مئير دغان عندما تحدث عن أن الهجوم العسكري هو الوسيلة الأخيرة الواجب استخدامها فقط عندما يكون السيف موضوعاً على رقابنا. الصفقة الآخذة في التبلور في سويسرا (ليس هناك أي تأكيد أنها ستتحقق في النهاية) بين الدول العظمى وإيران، وأيضا حتى لو لم تكن مثالية، لا تعتبر ضمن مفهوم السيف المسلط على الرقبة».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 35 / 2165831

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع حلمي موسى   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

23 من الزوار الآن

2165831 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 23


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010