الخميس 12 آب (أغسطس) 2010

لأول مرة ..سأدق ناقوس الخطر يا «حماس»..!!

الخميس 12 آب (أغسطس) 2010 par علاء اسعد الصفطاوي

ترددت كثيراً قبل أن أكتب معاتباً إخوة الزنازين والبندقية وسجادة الصلاة، ويعلم المولى عز وجل كم يعتصر قلبي من الألم كلّما سمعت خبراً هنا وحادثة هناك يتولد لدى المرء من خلالها انطباع أن سلطة حركة «حماس» في غزة بدأت تتغوّل وينفلت زمام الحكمة من بين يدي بعض المتنفذين فيها..!

ثلاثة أحداث وقعت في قطاع غزة مؤخراً تؤكد ما قلته في سياق هذه الكلمات ..

أولاً : حادثة اطلاق النار المتبادل بين عنصر من «سرايا القدس» وعناصر من «كتائب القسام» مؤخراً ..حين أقدم بعض أفراد «القسام» على اطلاق الرصاص على ساقي عنصر «الجهاد» وهو بين يدي الشرطة والذي يبدو أنه كان البادىء باطلاق الرصاص على عناصر «القسام» بعد مشادة كلامية وقعت بينهم وأدت الى اصابة اثنين منهم بجراح، وذلك بعد أن تم تسليمه للشرطة وهو على ذمة النيابة العامة ..غير مكتفين باعتقاله وتوقيفه من قبل الشرطة بعد ضربه ضرباً مبرحاً ..

هذا يعني أن سلطة القانون توقفت وتجمدت أمام سلطة الميليشيا ..(!!) ..، وأن الاحتكام لأحكام القانون لم يعد أولوية حتى من قبل من يفترض أنهم يسهرون على تطبيق أحكام القانون..!! وأن كل شخص أو جهة أو تنظيم يمكن له أن يباشر بأخذ حقه بيده في ظل وجود الشرطة أو عدمها..!

ثانياً : قيام بعض أفراد «السلطة» في غزة بمصادرة مئات الفانيلات التي تحمل شعار منظمة التحرير الفلسطينية ومعها الأحذية الرياضية الخاصة باحدى جمعيات المجتمع المدني التي كان يفترض أن تقوم بتوزيعها على بعض أطفال الأسر اليتيمة (!!) .. وهنا لا أود أن أعّلق ..باستثناء القول بأن عدم دخول حركات المقاومة في هذه المنظمة لا يعني بالمطلق أنها أصبحت جهة معادية أو خارجه عن القانون!!

ثالثاً : قيام عناصر من السلطة في غزة مؤخراً بضرب نشطاء ومعتصمين أثناء تجمع نظمته الجبهة الشعبية في باحة الجندي المجهول بغزة احتجاجاً على استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي طالت كل مناحي الحياة، وبغض النظر إن كان هذا التجمع لجهة لا زالت محسوبة على المقاومة الفلسطينية مرخصاً لها من قبل الشرطة أم لا ..لكن التعامل بهذه القسوة والقوة مع المعتصمين يشي بأن هناك شيئاً في النفس أكبر من كونه مخالفة صغيرة حجتها عدم وجود ترخيص لتجمع سلمي مدني ..!!

وبالطبع هناك عشرات الحوادث الأخرى الصغيرة والفردية التي يمكن للمرء أن يتوقف عندها كثيراً محللاً ومتأملاً، ولكني في هذه الحوادث الثلاثة التي أعتبرها خطيرة أطالب أخي رئيس الوزراء اسماعيل هنية والأخ وزير الداخلية «فتحي حماد» بسرعة فتح تحقيق لتقويم الأمور وتصحيح الإعوجاج ..لأن هذه الأمور يمكن اليوم تدارك آثارها السلبية وتداعياتها على الجسم الفلسطيني الداخلي ..أما غداً ..فالله وحده أعلم.

لا نريد للتجربة الأولى أن تفشل، رغم الحصار، ورغم المؤامرة، بل نريدها أن تكون مثالاً يحتذى به ..كيف تخرج الزهور من صبّار المحنة؟، ولا نريد للمقاومة أن تصطدم مع سلطة القانون ..بل أن تكون رافعة له..!، ولا نريد لرفاق الزنزانة والسلاح المتوضىء أن تتحول لغتهم الجهادية الجميلة..الى لعنة تطارد الجهاد والمجاهدين..!

أنا أعلم أن هذا المقال قد يستغله بعض المحسوبين على تيار «الأسرلة» المتصهين في سلطة أوسلو في رام الله وغيرها من دول النفاق حولنا ..تحت شعار : «من فمك أدينك».. لكن حركه «حماس» تستطيع أن تعتمد في تأكيد استقامتها ومصداقيتها على أكثر من الكلمات، ويكفيها رصيدها النقي من العمل الصادق والجهاد المستمر الذي سطره ثُلّة من الشهداء والقادة والرجال الأفذاذ الأحباء وعلى رأسهم الشهيد الشيخ أحمد ياسين والعزيز الدكتور الرنتيسي والكثيرين غيرهم ممن غادروا وتركوا لنا في القلب وحشة..!

لكن الماضي وحده يا سادة لا يصنع التاريخ..!، كل عام وفلسطين والأمة بخير.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 4 / 2165521

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2165521 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010