الجمعة 20 آذار (مارس) 2015

الهزيمة الكامنة .....

الجمعة 20 آذار (مارس) 2015 par رئيس التحرير

لسنا من الذين انتظروا انتخابات العدو الصهيوني ، ولا من الذين راهنوا على حزب صهيوني، أو شخصية صهيونية في كل المهرجان الذي عبر للتوّ هذا المشهد، ولا من المغرمين بتحضير التحليلات الانتخابية وما بعدها عن نوع الحكومة الصهيونية المقبلة أو برنامجها، ولا من المراقبين كذلك على علائق وصياغات التحالفات بين الاستراتيجية والتكتيكية وما هو فوق ذلك أو أدنى منه، بين العدو الصهيوني وبين معسكره التحالفي القائم في العالم أو الأقليم، ومع ذلك راقبنا الصورة الفلسطينية في هذا الجوّ العام لنستخلص حجم الهزيمة النفسية والسياسية بل وحتى الشخصية عند مفرزة واسعة في تيّأر التصفية والتفريط، والذي بات اليوم يشكّل عقبة كأداء أمام حقوق الشعب الفلسطيني وطريقه بالتحرر والانعتاق.

نتائج انتخابات العدو الصهيوني لا تقول إلا بوجود برنامج واحد لكل هذا الطيف السياسي الصهيوني اختصرته كلمات نتنياهو، وفي الواقع هذا الوضع كان هو ذاته منذ اغتصبت عصابات شتيرن وهاجناه والبالماخ المدعومة من قوى الاستعمار القديم الأرض العربية فلسطين وقدّمتها بوظيفة رأس الحربة المتقدمة لها في هذا الشرق العربي، واستمرت في مرحلتها الثانية مغيّرة من التسميات السابقة إلى تسميات جديدة تحمل عناوين هذه العصابات التي صارت أحزابا تجدّد في التسميات حسب الظروف والاحتياجات السياسية الداخلية الصهيونية وتبقي على الجوهر المدعوم من قوى الاستعمار الامبريالي والاستكبار العالمي، والصهاينة جميعا ً يتفقون على هذا الجوهر ويخادعون في المساحيق والأقنعة.

إن جوهر برنامج العدو الصهيوني قائم على الاقتلاع والتهويد والعدوان، وبكلمات بسيطة قائم على حماية النصب والسرقة والجريمة التي تمت عام 48 ، والمتغيّر في هذه البرامج هو كيفية إطالة عمرها ووسائل تحقيق أهدافها باستخدام عامل الزمن وعامل التخريب والتمويه في ذلك، وهنا تختلف جرعات تسارع التنفيذ أو تغيّر أشكالها لخدمة الجوهر وليس العكس، وما حصدته تجربة تيّأر التصفية والمساومة والتفريط وعلى الأقل منذ أوسلو يعتبر فائض الأدلة عن هذا المسار بما هو موجود حقائق متجسّدة على الأرض اليوم.

في قضايا الشتات حدّث ولا حرج عن التضييع والتخريب، وفي فلسطين المحتلة عام 48 العدو لا يعدم وسيلة لتنفيذ برامج العنصرية والاستهداف، أما القدس فقد ابتلعها العدو ، والضفة المحتلة قطّعها إلى الكانتونات والجيتوهات، وعدد المستوطنين المسلّحين في الضفة قارب المليون مستوطن ، والموارد الفلسطينية بكاملها رهينة عند العدو ، والاقتصاد الوطني تم تدميره وتحويله الى الشكل الذيلي الطفيلي المعتمد على رغبة العدو وشروطه، والوحدة النضالية والمجتمعية الفلسطينية باتت من الماضي، والمقاومة أصبحت مطاردة وعدوة، وكامل القضية الوطنية أصبحت رهناً بما ينعم به العدو على شخوص ورموز يرضى عن مستوى التنازلات المقدّمة منها ليمرر عبرها بعض الفتات الخدماتي ليتم لهم تكبيره وتهويله وتصويره على أنه مكتسبات تاريخية وهذا هو قوام المشهد القائم بلا رتوش.

قبل الانتخابات الصهيونية ودوراتها وبعد الانتخابات الصهيونية وتشكيلة عصاباتها التي تطلق عليها حكومات، كما قبل الانتخابات الامريكية ودوراتها وبعد الانتخابات الامريكية وتشكيلة اداراتها التي تقوم ببمارسة فنون الاحتواء الشامل لناظم المشهد السياسي في فلسطين تحديدا، فإن البرنامج الوحيد والفعّال للرد على أصل وجوهر البرنامج الصهيوني اليوم وغداً وحتى إنجاز تصحيح الجريمة التاريخية التي افتعلتها قوى الاستعمار وارتكبتها بحق الوطن فلسطين وبحق الشعب الفلسطيني فإن البندقية الثائرة المرتكزة إلى المبدأ الواضح بتصفية وجود العدو عن كل فلسطين هو الرد الحقيقي والفاعل على هذا الواقع ،وهو وحده الكفيل بالوصول إلى حرية الارض الفلسطينية وحرية الشعب الفلسطيني ، واعادة عصابات شتيرن وهاغناه والبالماخ التي تسمي نفسها اليوم بالليكود والمعسكر الصهيوني وغيرها من أسماء التمويه،إلى المكان الذي قدمت منه دون عودة ، وهذا البرنامج هو البرنامج الوحيد الذي على شعب فلسطين أن يعيده إلى زخمه ، وأن يقطع لسان الهزيمة في تيار التصفية ، الذي كان دائما يمثّل الهزيمة الكامنة في مسيرة هذا الشعب العظيم ، والهزيمة التي لا قعر لها ولا حدود......



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 72 / 2166017

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

26 من الزوار الآن

2166017 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 26


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010