الأربعاء 11 آب (أغسطس) 2010

زيارة القدس بفيزا «إسرائيلية» تطبيع صريح

الأربعاء 11 آب (أغسطس) 2010 par زياد أبو شاويش

لا يمكن تسمية زيارة القدس تحت أي ذريعة وفي هذه الظروف وبتأشيرة «إسرائيلية» سوى تطبيع مجاني، يتساوى في هذا الزائرون الرسميون أو العاديون رجالاً كانوا أو نساءً، مسيحيين كانوا أو مسلمين.

الأنبا شنودة الثالث رئيس الكنيسة القبطية المصرية والمسيحي الصادق في حبه لأمته العربية كان قد أعلن قبل سنوات طويلة أن زيارة الأماكن المقدسة المسيحية حتى تحت عنوان الحج محرمة على أتباع كنيسته وأفتى بأن مثل تلك الزيارات لا تجوز للمسيحيين والأماكن المزارة تحت الاحتلال أو يتحكم في الوصول إليها هذا الاحتلال وبهذا اتخذ الرجل الحكيم موقفاً وطنياً وقومياً صحيحاً عززه باجتهاد ديني لا لبس فيه.

اليوم تبرز مناظرات حول إن كانت زيارة القدس والمسجد الأقصى بأي طريقة حتى لو كانت بفيزا صهيونية تعني التطبيع أم تعني المساندة لها ولأهلها واستمعنا وقرأنا الرأيين، فهل هناك حقاً فرضية تنسجم مع المنطق تعزز الرأي الثاني وبأن مثل هذه الزيارات تدعم صمود الأهل هناك؟

إن العقل والقياس يقولان أن من يذهب اليوم للقدس بفيزا «إسرائيلية» والعدو يقوم بتهويدها وطرد سكانها وتدمير بيوتهم والتعدي على حرمات الأماكن المقدسة إنما يعطي موافقته على تلك الممارسات ولا يوجد معنى للأمر بخلاف ذلك، ورفض تلك الممارسات يتضمن حكماً الامتناع عن تلك الزيارات.

إن هناك ألف بديل عن زيارة القدس من أجل مساندة أهلها ودعم صمودهم ومن يتذرع بحجة الدعم للقدس بهذه الطريقة إنما يتهرب جدياً من الطرق والوسائل الأخرى الأكثر نفعاً والأجدى.

إن لم يكن الذهاب لسفارة العدو لأخذ تأشيرة الزيارة منها وإن لم يكن المرور على حواجز قوات الاحتلال والسماح بالتفتيش وغيره وإن لم يكن التعامل بقوانين تفرضها سلطات الاحتلال التي قامت بضم القدس وطبقت عليها القانون «الإسرائيلي» منذ سنوات بعيدة، إن لم يكن كل هذا تطبيعاً مع هذا العدو فماذا يمكن ان يكون التطبيع؟ ولماذا برأي المطبعين يمنع رجال دين مسيحيين ومسلمين مرموقين مثل هذه الزيارات؟

في فترة الاحتلال السابقة وحين كانت الأمور منوطة بسلطات الاحتلال واتفاقية أوسلو المشؤومة لم توقع ، ولم تكن هناك سلطة فلسطينية شكلية في رام الله وغزة كان الناس يتعاملون مع التصريح «الإسرائيلي» كما العمل في «إسرائيل» باعتباره سلوكاً اضطرارياً تدعو إليه طبيعة الحياة ومتطلباتها تماماً كدخول البضائع من معابر تتحكم فيها سلطات الاحتلال لغزة رغم أن ذلك يدخل تحت قائمة المحذورات، فهل زيارة القدس والأماكن المقدسة فيها أو في أي بقعة من فلسطين تخضع للاحتلال أمراً اضطرارياً؟

لندعم القدس وأهلها الصامدين بمزيد من المقاطعة والحصار للكيان الصهيوني، وبالمطالبة الملحة والضاغطة من أجل وقف التطبيع الذي يجري بطرق مختلفة من هذه الحكومة أو تلك وخاصة الدول التي وقعت معاهدات صلح معه بدل إضاعة الوقت في جدل عقيم حول ماهية التطبيع لأنها واضحة كالشمس.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2165638

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2165638 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010