الخميس 26 شباط (فبراير) 2015

نتنياهو.. حكومة رابعة!

الخميس 26 شباط (فبراير) 2015 par جواد محمود مصطفى

كانت دعوة رئيس وزراء إسرائيل لإجراء انتخابات مبكرة للكنيست العشرين، أي قبل موعدها بنحو شهرين، لعبة شيطانية، وفيها مغامرة على مستقبله السياسي، إلا أنها محاولة من نتنياهو في كل الأحوال للخروج من الأزمة التي تعصف بحكومته الائتلافية الحالية.
تصدع الائتلاف الحكومي الراهن، أو الحكومة الثالثة التي يرأسها نتنياهو، والتي وضعته على رأس قائمة رؤساء الحكومات في إسرائيل بهذا العدد، ولم يسبقه إلى ذلك سوى ديفيد بن جوريون، يبدو أنه سيدخله التاريخ الإسرائيلي، إذا ما نجح في رئاسة ائتلاف حكومي رابع بعد الانتخابات التي ستجري في 17 مارس المقبل.
يجب التذكير أن الخلافات التي عصفت بائتلاف نتنياهو لم تكن على خلفية سياسية عميقة ذات علاقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومفاوضات التسوية التي أغلق نتنياهو أفقها السياسي، بل هي مسائل داخلية صرفة تتعلق بالموازنة العامة وأعباء البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وموازنة المؤسسات العسكرية والأمنية المتعددة، إضافة إلى العزلة الدولية لتي وجد الإسرائيليون أنفسهم فيها بسبب سياسة حكومة اليمين الحالية.
إسرائيل إذاً، الذاهبة إلى انتخابات مبكرة، لا يبدو أن أحدا من قادة الأحزاب كان يريدها، سوى أحزاب اليمين المتطرف (إسرائيل بيتنا والبيت اليهودي وشاش، ائتلاف الحزب الصهيوني)، وغيرهم من قادة الاستيطان لأنها ستكون انتخابات مختلفة هذه المرة، سيسعى اليمين المتطرف إلى كسب المزيد من الجماهيرية، خاصة بين المستوطنين، من أجل العودة إلى الحكم بصورة أقوى، وبالتالي منحه المزيد من القوة لمواجهة الضغوط الدولية، فهل يستطيع معارضو نتنياهو تشكيل الحكومة الجديدة ؟
القراءة الأولية لخارطة الأحزاب الإسرائيلية تشير إلى أن تحالفا بين حزب (هناك مستقبل) الذي يتزعمه يائير لبيد مع تسيبي ليفني زعيمة حزب (الحركة)، مع حزبي (العمل وميريتس) والأحزاب العربية،فان باستطاعتهم أن يحقّقوا مجتمعين قوة مؤثرة في (الكنيست العشرين) ما يتيح لهذا الائتلاف تشكيل الحكومة. وإلا فستعزز الانتخابات المقبلة قوة الأحزاب اليمينية مثل (ليكود وإسرائيل بيتنا والبيت اليهودي) وبخاصة زعماء الاستيطان وغيرهما على قاعدة “قوننة يهودية دولة إسرائيل”.
هناك من قرأ دعوة نتنياهو إلى إجراء انتخابات مبكرة، انقلاب الصهيونية الدينية اليمينية بقيادته، على الصهيونية العلمانية المعارضة التي كان يمثلها من داخل الحكومة الثالثة وزير المالية لبيد والوزيرة ليفني، هذا بحسب تحليلات الإسرائيليين أنفسهم.
ويقول البعض من محللي السياسة الإسرائيلية، إن إصرار الرباعي نتنياهو وليبرمان، بينيت ويعالون على يهودية الدولة جعلوا من إسرائيل دولة معزولة ومنبوذة، وإنه إذا نجح نتنياهو برئاسة الحكومة مجددا، فإن وجود إسرائيل سيصبح في خطر، أو مصدر قلق للإدارة الأمريكية الحالية والقادمة.
باعتقادي أن الخارطة السياسية الإسرائيلية المقروءة للمراقبين، رغم عدم توافر الكثير من التفاصيل، ترجّح فوز الليكود بزعامة نتنياهو في هذه الانتخابات، لكنه لن يستطيع تشكيل حكومة منفردا، إلا إذا تحالف مع اليمين الصهيوني مجددا، وبالتحديد مع أحزاب مثل (إسرائيل بيتنا والبيت اليهودي وشاش) بشكل أساسي، وهي الأحزاب المتطرفة المتجانسة المواقف بالنسبة لقضايا الوضع الداخلي وطريقة إدارة الصراع مع الفلسطينيين.
من هنا من الممكن أن نتوقع تشكيل حكومة تحمل معها المزيد من الميل نحو اليمين.. واليمين الفاشي، وحكومة مطلقة اليد في تعميق الطابع العنصري للكيان الصهيوني. وإغلاق باب التسوية نهائيا مع السلطة الفلسطينية، والاستمرار في تأزيم العلاقات بين إسرائيل والإدارة الأمريكية الحالية.. وإلى الخميس المقبل.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2165415

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع جواد محمود مصطفى   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165415 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010