الأربعاء 21 كانون الثاني (يناير) 2015

غزة والانتخابية الصهيونية

الأربعاء 21 كانون الثاني (يناير) 2015 par جمال أيوب

دورتان انتخابيتان سابقتان ترافقت فترة حملتيهما الانتخابية بعدوان عنيف على القطاع ، ففي ذروة الحملة الانتخابية 2008
قامت حكومة أولمرت – باراك – ليفني بحرب على غزة ، وأيضاً في ذروة الحملة الانتخابية للكنيست 2012 شنت حكومة نتنياهو– باراك حرب على غزة التي بدأت باغتيال القائد الجعفري ، فهل يمكن ان يشكل ذلك مؤشر لتكرار سيناريو الحرب في ظل الانتخابات ، لا سيما في ضوء التصعيد والتسخين والقصف الأخير الذي استهدف حسب الناطق العسكري الصهيوني؟

استناداً الى التاريخ والتجارب مع حكومات العدو في الفترات الانتخابية ، فمن الطبيعي ان نشعر ان موسم الانتخابات هو موسم لزيادة التصعيد ، وبات من الصحيح القول ان الدم الفلسطيني والكيان الفلسطيني كله يعتبر مكوناً رئيسياً في بورصة الانتخابات الصهيونية ، حيث يصبح الفلسطيني كيساً للكمات يتنافس المتنافسون في الحلبة الانتخابية على ضربه ، وأحياناً عند بعضهم على تجاهل وجوده. فأجواء الانتخابات الصهيونية تضاعف مقدار الحساسية تجاه الموضوع الأمني تحديداً ، لا سيما من قبل أحزاب الائتلاف الحاكم الذي
لا يريد ان يظهر بمظهر الضعيف أو من يهمل أمن المواطنين الصهيوني ، كما ان للحروب في ظل الانتخابات تأثير مباشر على أجندة الانتخابات وعلى نتائجها ، وذلك ارتباطا بنتائج الحرب وفقما يراها الناخبون ، ففي حرب الأيام الثمانية عامود السحاب أطلق
نتنياهو حملته الانتخابية فور انتهاء الحرب تحت شعار نتنياهو قوي ضد المقاومة ةرغم ان باراك انسحب من الانتخابات . لذلك نعتقد ان ثمة رابط حقيقي بين الانتخابات والحرب لا يمكن تجاهله ، ففي حرب 2008 كان بإمكان الحكومة الصهيونية احتواء ما اعتبرته تصعيداً فلسطينياً عبر رفض تجديد التهدئة كما كان يحدث سابقاً ، لكنها قررت اعلان حرب بشعة حددت توقيتها وأدواتها ، فقتلت في الضربة الجوية الأولى أكثر من ثلاثمائة شرطي ومدني ، وفي حرب 2012 بادرت الى حرب مباغتة باغتيال الشهيد أحمد
الجعبري رغم ما ساد آنذاك من أجواء انفراج وتهدئة ، ويبدو ان نتنياهو وباراك كانا متيقنين من ان رأس الجعبري يساوى الكثير من
المقاعد الانتخابية.

في هذه الأيام بات هاجس حرب قريبة على غزة يأخذ حيزاً أكبر في الاعلام ، ولدى المحللين العسكريين الصهاينة ، ويزداد صداه اتساعاً في أوساط المواطنين والفصائل في غزة ، وأيضاً في أوساط المستوطنين الذين يعيشون داخل المستوطنات المحاذية للقطاع ،
يتغذى ذلك من المبالغة في الحساسية الأمنية تجاه الموضوع الأمني في ظل الحملة الانتخابية ، ومحاولة فرض هاجس التهديدات الأمنية على أجندة الانتخابات.

التصعيد الخطابي لنتنياهو ؛ حيث لو حب توجيه ضربات عسكرية إلى قطاع غزة ، لوضع المأساوي للقطاع في ظل الحصار وتأخير إعادة الاعمار , تأجيل المفاوضات غير المباشرة لاستكمال اتفاق وقف إطلاق النار ، حيش يعيش القطاع تحت وطأة نتائج حرب مدمرة دون تحقيق أي انجاز ، مما يجعل مشاعر المرارة والخيبة والاحباط والغضب تشكل وقوداً لمرجل يغلي مهدداً بالانفجار ، لا سيما مع استمرار العدوان الصهيوني باختراق التهدئة قصفاً وإطلاقاً على الصيادين والمزارعين وتجريفاً للأراضي , الأمر الذي يترجمه قادة في المقاومة بالتهديد والتحذير من الانفجار في حال استمرار الوضع المأساوي والخروقات الصهيونية ، وقد فهم العدو رسائل القطاع على انها الإعمار أو الانفجار .

تركيز وسائل الاعلام الصهيونية تحديداً على ما تعتبره قيام حركات المقاومة بترميم وزيادة قدراتها التسليحية وحفر الأنفاق الهجومية ، وتركيزها على الاستعراض العسكري ، وقراءته على انه رسالة باقتراب ما أسمته بجولة العنف القادمة ، فضلاً عن ربط كل ذلك مع ما تعتبره تآكل وفشل الردع الصهيوني ، وهنا نلاحظ ان وسائل الاعلام الصهيونية ، التي توظف صفحاتها وشاشاتها لتسليط الضوء على فشل الردع ، وعلى تعاظم القدرات العسكرية للمقاومة , تقوم بذلك ليس بهدف التحريض على حرب جديدة بقدر ما توظف ذلك لإظهار فشل نتنياهو في تحقيق الهدوء والاستقرار الأمني رغم الحرب الكبيرة التي خاضها على مدار واحد وخمسون يوماً ، حيث غالبية الاعلام الصهيوني يتوحد في تحريض الناخبين على نتنياهو ، التقديرات الخاطئة في قراءة كل طرف للطرف
الآخر في ظل الاجواء الانتخابية والمناكفات السياسية الصهيونية تجعل كل إطلاق فلسطيني أو خرق صهيوني ، مع غياب لوسيط القادر على التهدئة والاحتواء، قادراً على إشعال حرب جديدة. غزة تبقى جبهة حرب مفتوحة ، وكل أوقات التهدئة هي عبارة عن وقت مستقطع بين حربين , حرب انتهت وأخرى قادمة ، والحرب خيار قائم ، وهو الثابت الوحيد في العلاقة بين القطاع والعدو طالما بقيت العلاقة الضدية بين الاحتلال والمقاومة المسلحة ، وخيار الحرب لن يزول إلا بزوال الاحتلال ، أما الأسباب المباشرة فيكمن دورها في تحديد توقيت الحرب ووتائرها . العقلية الاحتلالية لا تريد ان ترى السبب الحقيقي لكل الحروب ..



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 23 / 2165997

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع جمال أيوب   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2165997 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 25


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010