الجمعة 16 كانون الثاني (يناير) 2015

الصهاينة يستثمرون في “شارلي إيبدو”

الجمعة 16 كانون الثاني (يناير) 2015 par صالح عوض

ليبرمان، وزير خارجية الكيان الصهيوني، يعلن عن ضرورة تغييب الرئيس الفلسطيني من المسرح ونتنياهو يذهب إلى باريس معزيا، مع أنه مثل إحراجا كبيرا للفرنسيين الذين رأوا في تواجده في الصف الأول عيبا في الموقف بعد أن شهد العالم جرائمه في غزة وقرصنته في الضفة وإرهابه غير المحدود بخطف الأسرى واحتلال فلسطين وغير ذلك من ملفات الجريمة.. نتنياهو وقف على جثت القتلى اليهود ليعلن أن “إسرائيل” بيت لكل اليهود في العالم وأنه على يهود فرنسا أن يعودوا إليها.. كما أرسلت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مئات العناصر لتشكيل طوق أمني على اليهود ومعابدهم ومحالهم التجارية.

وفي مطار ابن غوريون اجتمع حشد من قادة الصهاينة يستقبلون الموتى اليهود لدفنهم في القدس الشريف.. وتداولت كلمات الصهاينة الذين استغلوا الحدث على أوسع نطاق فشنوا الحرب على الإسلام وعلى المقاومة الفلسطينية ولم يسلم الرئيس الفلسطيني من هجوم عنيف من قبل نتنياهو وليبرمان وبقية القادة الصهاينة حيث رأوا أن الظرف مناسب تماما أن يتغطوا بالموقف الغربي المشحون ضد الاسلام فيصبوا جام نارهم على السلطة الفلسطينية التي نالت منهم في تداولات مجلس الأمن والأمم المتحدة.

إن عملية شارلي إيبدو المشبوهة في الإحالة على متهمين بعينهم أصبحت كأي حجة يبنى عليها من أجل إنشاء واقع يفقد الفلسطينيين كل مكتسباتهم السياسية التي أحرزوها في الآونة الأخيرة وأن يجروا إلى مربعهم الموقف الأروبي كله بعد أن رأوا فيه انفراجا ما لصالح الفلسطينيين والذي توج بموقف فرنسي وسويدي بتأييد خطة لانسحاب إسرائيل من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.

الكيان الصهيوني متورط تماما في عمليات تشويه الإسلام والمسلمين وكما هو واضح فإن هذا يبدأ من إهانة المسلمين بالاعتداء المستمر على مقدساتهم المركزية في القدس الشريف وتوعدهم بأن خطوات ستكون قيد التنفيذ في المدينة المنورة وباقي مناطق الجزيرة العربية بل إن ليبرمان طالب بوضوح بتعويض اليهود عن أملاك لهم في البدان العربية.

الجو الدولي محموم بقضية شارلي كما كان بالضبط بعد عملية البرجين ولن يحاول أحد نصح الفرنسيين بالتريث وإحالة الموضوع على التحليل العلمي والمنطقي بعيدا عن المواقف المسبقة المعادية العنصرية تجاه العرب والمسلمين.. وفي هذا الجو المحموم ستتحرك إسرائيل لفرض وقائع جديدة..

ومجددا نكتشف أن الأمة في حالة فراغ مذهل.. إنها من دون مرجعية شرعية أو سياسية تواجه للمرة الثانية تحديا خطيرا قد يودي ببعض عواصمها كما كانت آثار سقوط البرجين.. الأمة في حالة اضطراب عنيف وهي ترى أن رمزها يساء إليه وأن العنصرية الغربية انقلبت على العرب والمسلمين في بلاد الغرب.. هذا هو المعطى الذي لن يتوقف غدا.. ومن هنا أصبح على العرب والمسلمين ضرورة أن يتخذوا موقفا واضحا يبدأ برفض التدخل الأجنبي فيما بينهم ورفض قدوم البوارج والسفن الحربية الغربية إلى بحار العرب.. والوقوف أمام عصابة الكيان الصهيوني المجرمة وإيقاف العلاقات معها.. إننا أمام تحد كبير فأين نضع أقدامنا؟ تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2178377

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2178377 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40