الخميس 15 كانون الثاني (يناير) 2015

الإرهاب .. وتجديد الخطاب الديني !!

الخميس 15 كانون الثاني (يناير) 2015 par سامي حامد

في الوقت الذي كانت فيه فرنسا تضمد جراحها بعد الحادث الإرهابي على مقر صحيفة “شارلي أيبدو” شهد لبنان عملية انتحارية استهدفت ” مقهى ” بجبل محسن شمال لبنان أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة 38 آخرين حيث قام أحد الانتحاريين بتفجير نفسه بواسطة حزام ناسف وبعدها بدقائق قام انتحاري آخر بتفجير نفسه وقد تبنت “جبهة النصرة” بسوريا العملية التي قالت إنها تستهدف الحزب العربي الديمقراطي وهو أبرز حزب ممثل للعلويين في لبنان .. ومع الفارق بين حادثي فرنسا ولبنان من حيث الهدف من وراء تلك العمليات إلا أنه يجمعهما الفكر المتشدد والمتطرف الذي يؤدي في النهاية بحياة ضحايا أبرياء لا ذنب لهم بالصراعات السياسية والايديولوجية المتطرفة !!
الإرهاب يضرب العالم وإن اختلفت مسمياته ودوافعه وهو ما دفع العالم إلى أن ينتفض ضده حيث شهدت العاصمة الفرنسية الأحد الماضي مليونية للتنديد بالهجوم على مقر صحيفة ” شارلي ايبدو” شارك فيها 50 زعيم دولة ورؤساء حكومات ومنظمات عالمية للتضامن مع فرنسا ضد الإرهاب الناتج عن الفكر المتشدد والمتطرف والذي أصبح يطول العديد من الدول وهو ما حذرت مصر منه من قبل ولعل هذا ما دفع صحيفة أميركية إلى أن تدعو الغرب إلى استيعاب الدرس المصري في مكافحة الإرهاب حيث تساءلت صحيفة ” واشنطن تايمز ” عما إن كان الغرب سيتعلم من مصر كيف يواجه الإرهاب ويفوز في الحرب عليه وقال كاتب المقال شارلي اورتيل إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هاجم جذور الإرهاب والأصولية التي دائما ما تسبب صراعات دائما بين المتأسلمين والمنادين بحرية التعبير كما أن السيسي نجح في تحدي الرئيس الأميركي بارك أوباما ومنتقديه الشرسين على الرغم من انه يعيش في بلد يزيد تعداده على 87 مليون نسمة ويصل عدد مسلميه إلى 90% من تعداد السكان حين أكد أن جماعة الإخوان المسلمين ليست جماعة مدنية كما تدعي ولكنها جماعة دينية تستغل الدين لتحقيق مكاسب سياسية ؟!
لم يكتف الكاتب الأميركي بل زاد بقوله إن الرئيس السيسي يخاطر بحياته بينما الرئيس الأميركي يتأنق في خطاباته أمام الجموع منتقدا سياساته هو وأعضاء فريقه الرئاسي الذين فشلوا في استيضاح حقيقة جماعة الإخوان وعلاقتها بالأصولية المتطرفة وتساءل الكاتب عن متى يتعلم الغرب وأميركا من مراقبة ما يحدث في مصر خاصة وأنهم شاءوا أم أبوا في حالة حرب على الإرهاب مطالبا الجميع بالوقوف في صف مصر في حربها على الإرهاب لافتا إلى أن الرئيس السيسي بدأ مؤخرا في قيادة حملة لإعادة الروح السمحة للمسلمين وطالب إصلاح الخطاب الديني وتوضيح صورة الإسلام الصحيحة !!
تجديد الخطاب الديني دعوة رددها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كثيرا وآخرها في كلمته التي ألقاها في الحفل الذي أقامته وزارة الأوقاف المصرية مؤخرا بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عندما دعا إلى تجديد الخطاب الديني لمواجهة العنف والتطرف وهي كلمة وصفتها وسائل الإعلام الغربية بالجريئة والشجاعة والصادقة، حيث ذكرت شبكة ” سي . إن . إن” الاخبارية الأميركية أن كلمة السيسي أقوى من أي خطاب ألقاه الرئيس الأميركي باراك أوباما وأضافت الشبكة الأميركية أن السيسي يحارب هؤلاء الإرهابيين على العكس من أوباما الذي قلل من أهمية تنظيم “داعش” الإرهابي خلال خطابه أمام الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمر الماضي!!
من المعروف أن الخطاب الديني هو عملية فكرية تهدف إلى التوعية وتسعى إلى نشر الدين عقيدة وشريعة وأخلاقا ومعاملات وما ينفع الناس في الدنيا والآخرة معتمدا في ذلك على أسانيد فقهية سمحة تدعو إلى نبذ كل أسباب الفرقة والشتات وجمع شمل الأمة وما أحوجنا الآن إلى مراجعة وتنقية الأسانيد الفقهية التي يستند عليها أصحاب الفكر المتطرف الذين قاطعوا الحداثة ورفضوا اجتياز حدودها مع أن الدين قادر على اجتيازها والتعايش والتوافق معها وتصحيح مسار الخطاب الديني ما هو إلا عودة لصحيح الدين واستخدام العقل والفكر في توجيه وإرادة القوة الناعمة في مواجهة التطرف واستئصال جذوره الداعية للإرهاب كما أن تصحيح مسار الخطاب الديني هو أيضا دعوة وطنية أممية لوقف حالة الصراعات والإرهاب العابر للحدود !!
لقد أصبح الخطاب الديني في الوقت الحالي للأسف خليطا بين السياسة والمؤامرة وكانت النتيجة ما نراه الآن في العراق وسوريا وليبيا واليمن ومصر من تنظيمات إرهابية متعددة الجنسيات والتمويل تحت مسميات عدة من تنظيم القاعدة إلى جماعة الإخوان إلى أنصار الشريعة إلى جبهة النصرة إلى ” داعش ” و”بوكو حرام”. وهو ما دفع الرئيس المصري مؤخرا إلى التحذير من مخاطر عدم تكاتف المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب مؤكدا أن نار الإرهاب ستطول الجميع إذا لم يتحرك العالم بسرعة ودعا السيسي المجتمع الدولي إلى التكاتف من أجل مواجهة شاملة لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه بعد أن أصبح يهدد الأمن والسلم الدوليين وليس المنطقة العربية والشرق الأوسط فقط .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 66 / 2165260

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165260 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010