الأربعاء 14 كانون الثاني (يناير) 2015

فرنسا المسلمة سنة 2060 تنادي

الأربعاء 14 كانون الثاني (يناير) 2015 par محمد سليم قلالة

يخفي الغرب السبب الحقيقي لخوفه من الإسلام في فرنسا وفي غيرها. الدافع الحقيقي لردود أفعاله غير المتناسبة اليوم ليس أبدا الخوف على حرية التعبير، أو التنديد بالإرهاب.. ما يقوم به هو رد فعل خائف على مستقبله ليس من الإرهاب إنما من الإسلام. الخوف من المؤشرات التي تقدمها له دواوينه الإحصائية عن الحقيقة الديمغرافية في بلاده. عن امكانية تحول فرنسا، بل ألمانيا قبلها إلى دول مسلمة بحكم الواقع.

يعبر بعض الفرنسيين عن هذا الواقع بقولهم: لا تتحدثوا عن الإسلاموفوبيا في فرنسا، ولا تجعلوا منها هاجسا، لأن فرنسا ستصبح مسلمة بعد سنة 2060.. المجتمع الفرنسي اليوم يعرف أعلى معدل خصوبة في أوروبا بنحو 2 بالمائة، ويشير الاقتصاديون الفرنسيون لذلك بنوع من الثقة في المستقبل باعتبار أنهم افضل من ألمانيا وإيطاليا واسبانيا التي يتراوح معدل الخصوبة فيها ما بين 1.2 بالمائة و1.5بالمائة، أي أقل من النسبة الدنيا 2 بالمائة التي تضمن بقاء عدد السكان على حاله. ولكن ثقة الفرنسيين ما تلبث ان تتزعزع عندما يعرفون بأن 50 بالمائة من المواليد الجدد سيكونون مسلمين في حدود سنة 2027، وأن معدل عدد أفراد العائلة الفرنسية لن يزيد على 1.8 فرد، في حين سيصبح معدل عدد أفراد العائلة المسلمة أكثر من 8 أفراد.

وما ينطبق على فرنسا ينطبق على ألمانيا وعلى بريطانيا وحتى روسيا، بل تقول بعض الإحصائيات بأن واحدا من كل 3 أطفال في أوروبا سيولد مسلما سنة 2025 أي خلال العشر سنوات المقبلة فقط.

هذا الإسلام الطبيعي هو الذي يخيف الغرب وليس إسلام السلاح والقتل والإرهاب، عكس ذلك إسلام العنف والإرهاب هو الذي يمنع الإسلام من الانتشار طبيعيا، هو الذي سيسمح للغربيين بإصدار تشريعات تحد من الهجرة أو من الزواج المختلط أو من إقامة الشعائر الدينية بكل حرية، حتى ضد الحرية، القيمة المركزية في الفكر الغربي والركيزة التي بدونها سينهار كل البنيان الديمقراطي الحديث.

المشكلة تكمن هنا قبل “شارلي إيبدو” التي أصبحت موضوع إخراج هوليودي غير مسبوق مرفقا بحملة إعلامية ودولية كبيرة هدفها هو التأثير في عقول الناس ومواقفهم من الإسلام والمسلمين، وليس خوفا على حرية التعبير... هدفها إيجاد المناخ الملائم لكبح هذا التطور المذهل للجالية المسلمة في الغرب، من غير أي تخطيط أو توجيه أو تمويل من المسلمين.

المشكلة تكمن في أن الغربيين اكتشفوا متأخرين بكل تأكيد أن سياساتهم تجاه البلاد المسلمة التي لم تترك أرضا واحدة، بلدا واحدا، دولة واحدة من غير إرهاب، أو لم يطلها العنف أو الحصار، هي التي اضطرت ملايين المسلمين إلى الهجرة خارج الديار. ومازالوا يكتشفون إلى اليوم كيف أن سياساتهم التخريبية والاستعمارية الجديدة في سوريا وليبيا والعراق ومالي والنيجر وفي كل بلاد المسلمين، والتي تحركها أطماع اقتصادية وأغراض سياسية وأهداف دينية أيضا هي التي تدفع بالمسلمين إلى الهجرة أو البقاء حيث كانوا.

المشكلة، إذن ليست مشكلتنا، والإرهاب ليس صحيحا أننا أنتجناه، لم نصنع القاعدة ولم ننشئ داعش، ولا غزونا ليبيا ولا العراق ولا حاصرنا إيران، ولا غزونا مالي جارتنا، ولا نحن الذين قمنا بتربية وتدريب الإرهابيين الذين يعودون إلى الديار للقيام بردود أفعالهم المريضة.

لذلك فالبكاء اليوم على الماضي لا يجدي نفعا، والسخرية منا المسلمين لا تنفع حتى بملايين الصور، وإحياء شارلي أو عدم إحيائها لن يكون له جدوى، ولا فائدة من الاستعجال بإصدار جريدة أو 1000 أو تطوير قناة أو 1000.. لقد قال الدبلوماسي الفرنسي الشهير تاليران: عندما يكون الأمر مستعجلا فقد فات الأوان.

وقد فات الأوان على أوروبا وعلى فرنسا أن لا تصبح مسلمة، قبل قرن من الآن، على أكثر تقدير، سواء سحبت شارلي إيبدو مليون أو 3 ملايين نسخة أو أغلقت الأبواب.. ستصبح فرنسا مسلمة ربما حتى قبل 2060.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 44 / 2176503

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع سليم قلالة   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2176503 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40