الجمعة 9 كانون الثاني (يناير) 2015

الناعقة

الجمعة 9 كانون الثاني (يناير) 2015 par سمير الحجاوي

تراجع وزارة الثقافة عن دعوة المصرية فاطمة ناعوت عن المشاركة في ندوات معرض الكتاب نتيجة الانتقادات الواسعة على مواقع التواصل الاجتماعي أمر جيد، رغم استهجان توجيه دعوة لكاتبة تخصصت في الهجوم على الإسلام وقطر بشكل دائم، وهو ما يفتح الأبواب أمام السؤال الكبير: من يتحمل مسؤولية دعوة ناعوت إلى الدوحة؟ وكيف غاب عمن قام بتوجيه الدعوة ما تقوله بحق الإسلام وقطر، وهو منشور على الإنترنت ويوتيوب؟
لن نتجنى على هذه الكاتبة وسأورد نصا كاملا اعتبرت فيه عيد الأضحى والأضحية ليس أكثر من استمرار لكابوس دموي وشهوة للقتل والدم حيث كتبت ما نصه: "بعد برهة تساق ملايين الكائنات البريئة لأهول مذبحة يرتكبها الإنسان منذ 10 قرون ويكررها كل عام وهو يبتسم. مذبحة سنوية تتكرر بسبب كابوس باغت أحد الصالحين بشأن ولده الصالح، وبرغم أن الكابوس قد مر بسلام على الرجل الصالح وولده وآله، إلا أن كائنات لا حول لها ولا قوة تدفع كل عام أرواحها وتنحر أعناقها وتهرق دماؤها دون جريرة ولا ذنب ثمنا لهذا الكابوس المقدس، رغم أن اسمها وفصيلها شجرة في الكائنات لم يحدد على نحو التخصيص في النص.
فعبارة “ذبح عظيم” لا تعني بالضرورة خروفا ولا نعجة ولا جديا ولا عنزة، لكنها شهوة النحر والسلخ والشي ورائحة الضأن بشحمه ودهنه جعلت الإنسان يلبس الشهية ثوب القداسة وقدسية النص الذي لم يقل.
اهنأوا بذبائحكم أيها الجسورون الذين لا يزعجكم مرأى الدم ولا تنتظروني على مقاصلكم، انعموا بشوائكم وثريدكم وسأكتفي أنا بصحن من سلاطة قيصر بقطع من الخبز المقدد بزيت زيتون وأدس حفنة من المال لمن يود أن يطعم أطفاله لحم الضأن الشهي، كل مذبحة وأنتم طيبون وسكاكينكم مصقولة وحادة".
هذا النص واضح لا لبس فيه، وهو ما أدى إلى رفع دعوى قضائية ضدها بتهمة ازدراء الإسلام، وإلى جانب فهي مؤيدة شرسة للانقلاب، ومن قبله للمجلس العسكري وأحمد شفيق وهي من أبواق انقلاب السيسي، وسبق أن كالت الشتائم للشعب المصري الذي انتخب الرئيس محمد مرسي واعتبرته “شعبا جاهلا”، وكتبت ما نصه: “مصر تحتاج في الأربع سنوات القادمة إلى”المستبد العادل“، فالشعب”بلا وعي“، ولو كان الشعب واعيًا، لكنا انفتحنا على كل العالم، لكن الكارثة أننا نعيش في مجتمع”مشوه".
أثمرت حملة المغردين القطريين ومعهم المقيمون ومن يحترمون الإسلام وقطر عن إلغاء دعوتها.
فاطمة ناعوت وكثيرون مثلها من مؤيدي الانقلاب في مصر عملوا على تجريف العقول في مصر، فهم ينعقون لتحطيم الوعي وإهانة الشعب المصري باتهامه بالجهل واللا وعي والتشوه، وعملوا على تسطيح الثقافة في مصر وتهيئة الظروف للانقلاب ضد الإرادة الشعبية وضد الديمقراطية التي تمثل ما يريده المصريون.
لقد عم بلاء النخب الفاسدة مصر والعالم العربي، وهذه النخب تم صناعتها في مصانع أنظمة الاستبداد، وتحولوا إلى نجوم بفعل رعاية الأنظمة والآلة الإعلامية الفاسدة، ورعاية الدولة العميقة، وهم ليسوا أكثر من معاول للهدم، هدم الإسلام والتاريخ والثقافة والتراث، وهدم كل ما هو جميل في العرب والعروبة والإسلام.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 30 / 2165776

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع سمير الحجاوي   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2165776 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010