قيام الفلسطينيين بالتوقيع على طلب انضمام فلسطين “ للجنائية الدولية “ لانهاء الاحتلال في مدة سنتين بعد أن طفح الكيل , أخرج نتنياهو عن طوره . هذا التحرك العملي جعل نتنياهو يتخبط كالمجنون وكان أول رد فعل أن قام به,عدم تحويل أموال الفلسطينيين المحصلة من الضرائب والبالغة 125مليون دولار. هذا القرار بحد ذاته يشير بوضوح الى رغبة مستمرة من إسرائيل في “جرائم حرب “ علّ الفلسطينيون ينسون القضية . تهوّر نتنياهو يكشف عن وقاحة غير مسبوقة بالتاريخ . لقد تأخر الفلسطينيون بالعودة للمؤسسات الدولية للمطالبة بحقهم البحث عن الطرق القانونية المشروعة لاسترجاع وطنهم . و لا يبدو قرار نتنياهو غريبا , بل كان متوقعا وبخاصة أن أمريكا تشد على يده سرا وعلانية . فالوقت للشريكين لم يحن بعد لحل القضية الفلسطينية بشكل نهائي لارجاع الحق لأهله دون شروط استعمارية خبيثة . الوقت لم يأت بعد, فلم ينتهيا من ترتيب المنطقة بعد الفوضى التي نشهدها والتي لا تزال تعيق تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير , عنوان مرحلتهم .
إسرائيل بمصادرتها ملايين الدولارات عن الفلسطينيين تقوم بجريمة حرب كبيرة تضيفها لجرائم دولة محتلة وحشية تمنع الطعام والحياة عن الفلسطينيين تحت الاحتلال كما تفعل بالنسبة لقطاع غزة منذ عام 2008. بتجويع الاطفال والنساء . تحاول بهذا الاسلوب الضغط على السلطة الفلسطينية للتراجع عن اللجوء لمحكمة الجنايات لانهاء الاحتلال الاسرائيلي . فقد كانت تمدد الاحتلال من خلال تضييع الوقت بالمفاوضات والخداع والمماطلات. ولعل ذلك أيضا يعاقب إسرائيل على مثل هذه الجرائم التي تطيل حروبها المتواصلة منذ حرب 1947- 1948 . ومن ينسى إحداها مجزرة دير ياسين والفظائع الانسانية التي لم يعاقبها عليها القانو ن الدولي . تذوقت إسرائيل طعم الدم الفلسطيني وهي تقوم بحروب بشعة بعد طرد الفلسطينيين من بيوتهم , وتهجيرهم خارج فلسطين عنوة لاسكان يهودها القادمين من شتى بقاع الأرض . حروب إسرائيل التي تعتبرها انتصارا في الحقيقة هي انهزامات متكررة لحروب غير نظيفة تخدم مصالح أشخاص وأحزاب صهيونية , بالاضافة للمصالح الأمريكية.
جرائم إسرائيل , وبشكل متواصلة منذ 208- 209 ’ على قطاع غزة تحت إدارة نتنياهو . ارتكبت أكبر الجرائم الانسانية وجرائم الحرب على قطاع الذي تسيطر عليه حماس وحتى يومنا هذا . حربها الاخيرة على غزة كانت ولا زالت موجهه بشكل مباشر ضد المدنيين وتجويعهم وقتلهم . وكانت تعتقد أنها ستنتصر في عملية “الرصاص المصبوب “ التي فضحت نواياها, وخسرت إسرائيل ,الحرب الهمجية وانتصرت غزة التي صمدت للدفاع عن الوطن . مجازر عسكر إسرائيل موثقة من كل الجهات الرسمية كما وسائل الاعلام الرسمية والشعبية المحلية والعالمية . ولم ينس أحد دماء الاطفال وهم يحتضنون لعبهم .تحت أنقاض البيوت المهدمة على رؤوسهم .
إسرائيل كانت دوما خاسرة في” حروبها “ وإن كانت تسرق المزيد من الأرض وتوقع المزيد من ضحايا حروبها وتجويع الناس تحت احتلال لئيم فهي أيضا خاسرة. تضع حماس على قائمة ما يسمونه “الارهاب “ لتجد مبررا لافعالها , وهنا تلتقي هي وأمريكا في سياسة , أصبحت مكشوفة . لقد تغير الرأي العام العالمي في أمريكا وأوروبا نسبيا في السنين الأخيرة واصبح لاسرائيل من يرى في في احتلاله وفي مستوطناتها المتكاثرة عملا اجراميا . ما يغيظها اليوم هو فشلها في اقناع العالم , أن” حماس إرهابية “, و أن الفلسطينيين يجب ألا يستمروا في مفاوضات فاشلة , وعليهم عدم اللجوء لمنظمات الأمم المتحدة , لمحاكمة إسرائيل على أعمالها الاجرامية . لقد هددت إسرائيل الفلسطينيين , ولكنهم لم يتراجعوا عن عمل جاء متأخرا .ولعلهم بمواصلة هذه التحديات , وتزيز الوحدة الوطنية ستجلب لهم المزيد من الأصدقاء , ولاسرائيل المزيد من الأعداء والعزلة وبخاصة إذا ما قامت المؤسسة الدولية بالعمل الصادق والمخلص دون تحيّز أو تلاعب بالقوانين الدولية .!!!
الاثنين 5 كانون الثاني (يناير) 2015
إسـرائيل تستمر في جرائمها وتعاقب الفلسطينيين !
الاثنين 5 كانون الثاني (يناير) 2015
par
د. عايدة النجار
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
20 /
2178810
ar أقسام الأرشيف ارشيف المؤلفين عايدة النجار ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
13 من الزوار الآن
2178810 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 13