كنت أبحث في شبكة الإنترنت، عن أصل مصطلح «الإسلامي» إسلاميزم (Islamism) أي الإسلاموية أو الإسلام السياسي ومن اين جاء، وما اصله، ومدى أصالته في الثقافة العربية المعاصرة، ومن اخترعه، ولماذا، حينما عثرت على مقالة في غاية الأهمية، تستعرض كتابا خطيرا بعنوان إسلاميزم: وجهات نظر متنازع عليها حول مصطلح الإسلام السياسي الصادر عام 2010 في 200 صفحة عن مطبعة جامعة ستانفورد الأمريكية الذي حرره د. ريتشارد سي مارتن، ود. عباس بارزغار.
يناقش الكتاب إيجابيات وسلبيات مصطلح إسلاميزم (Islamism) أي الإسلاموية أو الإسلام السياسي الذي يسرف بعض الكتاب العرب في استخدامه كيدا في التيار الحركي الإسلامي. والعرض هو بقلم البروفيسور توماس هيغهامر. وترجمه - د. حمد العيسى.
السؤال الجوهري الذي قوم عليه الكتاب هو: هل مصطلح إسلاميزم (Islamism) أي الإسلاموية أو الإسلام السياسي مسيّس لدرجة أن العلماء والكتاب الذين ينشدون الموضوعية يجب أن يتخلوا عنه؟ وقد تم تأليف الكتاب كنقاش يفتتح بفصلين يقدمان وجهتي نظر متعارضتين حول المنفعة والقيمة الحالية لمصطلح إسلاميزم (الإسلاموية أو الإسلام السياسي). فمن جهة، يدعو البروفيسور دانيال فاريسكو من جامعة هوفسترا الأمريكية للتخلي عن هذا المصطلح. ومن جهة أخرى، هناك البروفيسور دونالد إيمرسون، من جامعة ستانفورد الأمريكية الذي يريد أن يبقيه. ثم يساهم 13 كاتباً في التعليق على المقالات الافتتاحية، وأخيراً، يجيب الخصمان الرئيسان على ما ورد من آراء.
مشروع الكتاب ولد من جلسة مناقشة في اجتماع عام 2004، لجمعية دراسات الشرق الأوسط (MESA) الذي عقد في سان فرانسيسكو. وكان البروفيسور فاريسكو هو الذي نظم جلسة المناقشة تلك، الذي يعتبر الفصل الذي كتبه هو أيضاً الأكثر استفزازاً. ويجادل فاريسكو في كلمته الافتتاحية، أن الأكاديميين ينبغي عليهم التوقف عن استخدام مصطلح إسلاميزم (الإسلاموية / الإسلام السياسي)، لأنه يربط بصورة أكيدة بين الإسلام والعنف ويعزز الإسلاموفوبيا (الخوف من الإسلام) في الغرب. ويشير فاريسكو إلى أن المصطلح اكتسب شعبية لأنه للأسف يجسد التطرف والإرهاب الذي يرغب الكثير من المعلقين الغربيين في نسبهما إلى الإسلام . ويضيف مجادلاً بأنه ليست هناك حاجة لمصطلح من هذا القبيل، لأن وضع نعت بسيط يعتبر مناسباً وكافياً تماماً كأن نقول المسلمين المتشددين (أي نعت المتشددين هنا). وعلى أية حال وتأكيداً لعدم حياد هذا المصطلح، يجب أن نعترف أنه لا يوجد مصطلح كهذا لظواهر مماثلة في اليهودية أو المسيحية أو حتى البوذية كأن نقول اليهودية السياسية أو المسيحية السياسية أو البوذية السياسية على وزن الإسلام السياسي .
إن مصطلح إسلاميزم وجد ليبقى سواء أحببنا ذلك أم لا. ولن يكون بوسع أحد ان يشطبه من القاموس المعاصر، ولكن الأهم هنا، إطلاق الجدل حول هذا المصطلح، كي يكون من يستخدمه على بينة من خطورته، وكي يستخدمه بحذر شديد، كي لا يقع في حبائل من أطلقه، خاصة وأن ثمة كثيرين غيري، يعتقدون أنه مصطلح لقيط، وجد لتشويه صورة المسلمين، وتقسيمهم بين مسلمين وإسلاميين، ومن ثم، أخذ ضوء أخضر لهجاء الإسلام كبشر ودين، خروجا من تهمة العنصرية أو التعصب، او التمييز الديني، والحض على كراهية دين معين، فالإسلامي، والمسلم، هو واحد، كما هو الإسلام السياسي والإسلام، واي هجاء أو إدانة لي من هذه المصطلحات، يقصد بها هجاء الإسلام نفسه!
الأحد 28 كانون الأول (ديسمبر) 2014
لماذا لا يوجد مسيحية أو يهودية سياسية؟
الأحد 28 كانون الأول (ديسمبر) 2014
par
حلمي الاسمر
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
17 /
2165433
ar أقسام الأرشيف ارشيف المؤلفين حلمي الاسمر ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
12 من الزوار الآن
2165433 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 12