الجمعة 26 كانون الأول (ديسمبر) 2014

المطلوب برنامج اقتصادي ينقذ العراق ويسعد شعبه

الجمعة 26 كانون الأول (ديسمبر) 2014 par كاظم الموسوي

حتى نقرب واقع الحال الذي يعيشه العراق ونؤشر مكامن الخلل لا بد أن نتوقف عند ما آلت إليه السياسات الفاشلة للحكومات السابقة وإخفاق الطبقة السياسية التي أنتجتها في محاولة لتوصيف واقع الحال والبحث عن سبل لمعالجتها.
وواقع الحال الذي نستعرضه هو واقع مرير يحتاج إلى جهود المخلصين من أبناء العراق وفي مقدمتهم رجال الأعمال والاقتصاد لكي ينهضوا به مجددا، ويعيدوا إعماره وتوظيف الطاقات لتعويضه عما فاته لا سيما وأن رئيس الحكومة الحالية حيدر العبادي مهتم بالجانب الاقتصادي لمسار عمله.
وعندما نتحدث عن دور رجال الأعمال والاقتصاد فإننا نتوقف عند إخفاق السياسيين في تلبية تطلعات العراقيين بوطن آمن ومستقر وموحد، ولم يقتصر الأمر على إخفاق الطبقة السياسية في مهمتها، وإنما تسبب هذا الإخفاق في تعطيل البرلمان كمؤسسة تشريعية ورقابية، ما أدى إلى تراجع الأداء البرلماني، ما فتح الأبواب أمام تغول السلطة التنفيذية في تقرير مصير الكثير من الملفات.
وما يؤكد ما ذهبنا إليه إخفاق البرلمان في تشريع قوانين لها علاقة بحياة العراقيين ومستقبلهم في مقدمتها قانون التوازن السياسي والمصالحة والوطنية، وأخرى تتعلق بالتوزيع العادل لثرورة العراق وصولا إلى إخفاقه في المصادقة على موازنة العراق.
والسبب بتقديرنا فيما وصلنا إليه هو الخلافات السياسية بين المكونات العراقية التي رحلت خلافاتها إلى المؤسستين البرلمانية والقضائية، ما عطل دورهما في خدمة المجتمع وتحصينه بقوانين تمنع التغول في السلطة والاستئثار بالقرار السياسي على حساب حق الآخرين بالشراكة الوطنية.
لقد آن الأوان لبلورة رؤية واقعية تستند إلى خارطة طريق تعالج أوضاع العراق السياسية والاقتصادية والأمنية من خلال برنامج طموح يأخذ بنظر الاعتبار تجربة السنوات العشر الماضية وصولا إلى صعود نخبة واعية من أبناء العراق متحررة وعابرة للطائفة والعرق وولائها للوطن فقط، وما يدعونا للتفاؤل الإجراءات التصالحية التي بدأ رئيس الوزراء حيدر العبادي عهده بتطبيقها.
وهذه النخبة التي نتحدث عنها ينبغي أن تكون قادرة على بناء أسس النهوض الاقتصادي والعمراني وتوظيف ثروة العراق في البناء، وإعادة تأهيل جميع المؤسسات المتعطلة بفعل الفساد وهدر المال العام.
ومن المناسب ونحن على أعتاب مرحلة جديدة بعد رحيل المالكي أن تنهض نخبة من رجال الاقتصاد والأعمال تعتمد برنامجا للنهوض الاقتصادي وتوظيف الطاقات والخبرات العراقية في عملية البناء وتحديث المجتمع العراقي وتعويضه عن سنوات الحرمان لإنقاذ العراق من محنته.
إن العراقيين ياملون بعد أن أصيبوا بخيبة أمل من أداء وفشل السياسيين أن ينفذ العبادي ما وعد به بعد تكليفه بمهمته لكي ينهض بلدهم من جديد ويكرس الثروة لسعادتهم وضمان مستقبلهم.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 20 / 2182036

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع كاظم موسوي   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

48 من الزوار الآن

2182036 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 48


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40