الثلاثاء 9 كانون الأول (ديسمبر) 2014

استهتارهم يكفي لإيقاظنا

الثلاثاء 9 كانون الأول (ديسمبر) 2014 par صالح عوض

قصفت طائرات إسرائيل الحربية مخازن أسلحة سورية ادعت أنها كانت في طريقها إلى “حزب الله” اللبناني.. وفي إسرائيل أيضا يصرح وزير إسرائيلي أنهم في طريقهم إلى ضم الضفة الغربية خلال أربعين سنة.. وفي الأردن يكشف الملك الأردني عن احتمال وقوع حرب على غزة والمسألة فقط وقت.. وكيري يقول إن هناك تعاونا اسرائيليا مع بعض الحكومات العربية للقضاء على المقاومة الفلسطينية أي بوضوح حرب على غزة.. وفي المسجد الأقصى يطوف المستوطنون بحراسة من الشرطة الإسرائيلية بمسجد قبة الصخرة ويتراقصون على جثة كرامة الأمة لا يتصدى لهم إلا قلة من الناس الذين تمكنوا من دخول المسجد الأقصى.

إننا نواجه استهتارا صهيونيا غير مسبوق.. قد يغريهم في ذلك انهيار الدولة العربية وانشغال قواها في معارك داخلية وسعي بعض الدول العربية إلى علاقات تحالفية أمنية وسياسية وتنسيق على أعلى مستوى بخصوص مواجهة التحديات المتمثلة في المقاومة الفلسطينية وإيران.. وترى القيادة الصهيونية أن الفرصة مواتية لفرض وقائع على الأرض تفشل الهمة الفلسطينية المعقودة بالذهاب إلى مجلس الأمن والمنظمات الدولية.. ورغم التحذيرات المتتالية من الجهات الأمنية الصهيونية للقيادة السياسية من خطورة إيقاف التنسيق الأمني بين الفلسطينيين والأجهزة الأمنية الصهيونية، إلا أن هناك تطرفا سياسيا لا يفسره إلا الاستهتار المجنون بكل مشاعر الأمة وضميرها، بل بمشاعر الناس في الغرب إلى درجة استفزاز لأصدقاء الكيان الصهيوني في الغرب وأمريكا أولئك الذين علت أصواتهم في تحذير قيادة الكيان الصهيوني من الاستمرار في الاستهتار، وما مواقف الدول الأوربية إلا إشارة واضحة لما عليه الرأي العام في العالم تجاه الغطرسة الصهيونية.

هل يجوز ونحن نواجه بهذا الاستهتار أن نظل مشوشين في تحديد أولوياتنا، فماذا بعد كل هذا، إلا أن نعلن بوضوح أن إسرائيل نشء سرطاني عنصري لاينبغي التعامل معه إلا على اعتبار أنه الشيطان الرجيم وأن تنصرف كل مواقفنا وقوانا لتخليص البشرية من شروره وأن الأوان قد حان لتعديل فوهات بنادقنا لتصبح ليس لها هدف إلا معاقله وحصونه.. نقول هذا فيما نسمع كلاما غريبا يتداوله البعض المنهمك في الحروب الداخلية بأن الأولى محاربة الأنظمة ومقاتلتها ومقاتلة جيوشها فتشتت قوانا وتناحرت وصرنا نتحرك على قاعدة المعادلة الصفرية.

أمام الاستهتار الصهيوني ينبغي أن نربط كل مواقفنا وتجارتنا وعلاقتنا مع الغربيين بما يحقق ضغطا كافيا لردع اسرائيل على الاقل عن مزيد من استهتارها بنا كامة تتعرض مقدساتها بالإهانة ليلا ونهارا من قبل المستوطنين العنصريين الصهاينة.. وننستطيع كامة ودول أن نقدم الكثير لقضيتنا المركزية، فيما لو صحت منا الهمم وصدقت النوايا من خلال وضع القضية الفلسطينية على طاولة المبحثات الاقتصادية والسياسية مع دول الغرب المستميت من أجل الحصول على فرص في بلداننا تنقض اقتصاداته المتهاوية.

أمام الاستهتار الصهيوني لابديل عن التصدي بأشكاله الملائمة.. ولعله استهتار كاف لإيقاظنا من غفلتنا أو غفوتنا.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 26 / 2165522

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2165522 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010