السبت 6 كانون الأول (ديسمبر) 2014

إسرائيل بدأت معركة الانتخابات من دون إعلان

السبت 6 كانون الأول (ديسمبر) 2014 par حلمي موسى

يؤمن خبراء الشأن الداخلي الإسرائيلي أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيضطر قبل يوم الأربعاء، وهو يوم نهاية المهلة التي اتفق عليها للتصويت على قانون القومية، لاتخاذ القرار: هل سيستمر بحكومته الحالية أم سيعمد إلى تفكيكها. وبديهي أن الشق الآخر من السؤال يتعلق بمدى قدرته على تشكيل ائتلاف جديد في ظل الكنيست الحالية أو إنه سيضطر للذهاب نحو انتخابات مبكرة.
ويعتقد كثيرون أن نتنياهو ينتظر مواقف من الأحزاب الحريدية، شاس و»يهدوت هتوراه» قبل أن يحسم خياراته حيث يريد أن يعرف إن كانت مستعدة للانضمام إلى حكومته أو تأييد ترشيحه لرئاسة الحكومة إذا جرت انتخابات مبكرة. ولكن لا أقل من ذلك يحاول نتنياهو معرفة وجهة رياح الجمهور الإسرائيلي وما إذا كانت ستصب في مصلحته وحزبه أم ستضعفه في الانتخابات المقبلة.
ويظهر استطلاع نشرته صحيفة «هآرتس» أمس أن لا خوف على رئاسة نتنياهو للحكومة المقبلة إذا جرت انتخابات جديدة ولكن هذا لا يعني أن حاله سوف يكون أحسن. فالاستطلاع يظهر تراجع قوة الليكود لصالح قوى أشد تطرفا مثل «البيت اليهودي» الذي تتعاظم قوته ليغدو الحزب الثاني كبرا. ونظرا لازدياد قوة الأحزاب التي لا تريد، لأسباب شخصية وليست بالضرورة سياسية، نتنياهو رئيسا للحكومة، فإن مخاوف نتنياهو تزداد تبعا لذلك. وهناك اعتقاد لدى نتنياهو بأن أفيغدور ليبرمان، مثلا، تعهد بعدم السماح لنتنياهو بتولي رئاسة الحكومة للمرة الرابعة. ولا يمكن هنا تجاهل الخلافات داخل الليكود نفسه حيث ينافسه على الزعامة منذ الآن خصوم له أشد تطرفا مثل موشي فايغلين وداني دانون. كما لا يطمئن بال نتنياهو للبيت اليهودي وزعيمه نفتالي بينت. ولا يقل عن ذلك اهتمام نتنياهو بالليكودي السابق ذي الشعبية الكبيرة موشي كحلون الذي تمنحه استطلاعات الرأي كتلة من 12 مقعدا.
ولا تقل أهمية عن ذلك أن قراءة المزاج العام للشارع الإسرائيلي تظهر درجة من الغضب على نتنياهو، فـ52 في المئة من الإسرائيليين غير راضين عن أداء نتنياهو حيث لم يعد هؤلاء يرون فيه زعيما واعدا ولامعا.
وفي كل حال استغل نتنياهو أمس افتتاح جلسة الحكومة الأسبوعية ليطلق نوعا من التحذير ذي المغزى: «للأسف لا يمر يوم من دون تهديدات وإملاءات وتهديد بالاستقالة عبر حملات من وزراء على الحكومة وعلى رئيس الحكومة. وأنا آمل أن نعود للتصرف السليم. هذا ما يتوقعه الجمهور منا. ولأنه فقط هكذا يمكننا إدارة دولة. وإذا لم نقم بذلك، فعلينا استخلاص العبر».
وقد دفع هذا التحذير المراقبين للتساؤل من جديد: هل نتنياهو يريد انتخابات أم يريد الحفاظ على حكومته. بعض المقربين من نتنياهو يؤكدون أنه وبنسبة 98 في المئة بات داخل الانتخابات. آخرون يلحظون محاولاته التراجع والبحث عن حل وسط لمسألة قانون القومية ليؤكدوا أنه لا يريد الانتخابات وأنه فقط يضغط لتحسين وضعه في الائتلاف وزعامته لليمين.
ويذهب بعض المعلقين إلى تقدير أن نتنياهو سيعمل قبل يوم الأربعاء على تمديد المهلة الممنوحة للتصويت على قانون القومية على أمل التوصل إلى حل وسط. ولكن بالمقابل، ولأن المعركة الجارية حاليا على أعتاب انتخابات مبكرة هي معركة إظهار قوة الشخصية، ليس فقط من جانب نتنياهو، وإنما أيضا من جانب منافسيه في «هناك مستقبل»، يائير لبيد وحركة تسيبي ليفني، فإن الرقصة ليست فردية. وقد أكد ذلك يائير لبيد بجملته المتكررة لنتنياهو ومواصلته الشجار معه. وأعلن لبيد أن هناك قطيعة بينه وبين نتنياهو منذ حوالي شهر وأن «كل الأمور غارزة ورئيس الحكومة يقف جانبا... إنهم ينشغلون بالسياسة الأصغر: ماذا سيكون بعد الانتخابات، وكيف نعقد صفقات مع الحريديم؟».
عموما، سواء جرت انتخابات قريبة أم لا، فإن كثيرين يؤمنون أن حكومة نتنياهو تتفكك. هو يعترف بذلك وكل مكونات الحكومة تعترف بذلك. هذا يهدد بتفكيكها إذا سن قانون القومية أو غيره من القوانين، وآخر يهدد بتفكيكها إذا لم يحدث ذلك. ونتنياهو يعلن رفضه التهديدات، لكن القناعة الأوسع في إسرائيل هي أنه لا شخص مثله يرهب التهديدات ويخضع لها، وربما أن هذا ما يجعل خصومه في الحكومة والحزب أقوياء. فأفيغدور ليبرمان تحداه مرارا وكذا يفعل يائير لبيد وتسيبي ليفني وقبلهما نفتالي بينت.
ونتنياهو يريد الانتخابات المبكرة، لكن تلك التي تحل مشاكله في الائتلاف، وليست تلك التي تجلب له مشكلات جديدة. فلم يعد كافيا ترداد الشعارات القديمة حول «التحالف الطبيعي» مع الحريديم في وقت لم ينس فيه الحريديم إبعادهم عن الحكومة من جانب نتنياهو وتحالفه ضدهم مع نفتالي بينت ويائير لبيد. ومع ذلك، فإن الحريديم يعرفون كيف يديرون اللعبة السياسية وكيف يغيرون مواقفهم إذا ظهرت لهم مصالح، وفي الأصل هم قبل غيرهم لا يؤمنون بـ»التحالف الطبيعي».
أيا يكن الحال هناك في أوساط الليكود من يؤكد أن نتنياهو لم يعد يفكر في الانتخابات وإنما في المواعيد الأنسب لها: حل الكنيست والاتفاق على موعد انتخابات مع الكتل الأخرى وهو يفضل في آذار المقبل قبل عيد الفصح، أو تأجيل الصدام الحالي والعمل على إجراء انتخابات في الصيف المقبل.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 30 / 2178532

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع حلمي موسى   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2178532 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40