الأربعاء 3 كانون الأول (ديسمبر) 2014

اسم محمد هو الأول

الأربعاء 3 كانون الأول (ديسمبر) 2014 par صالح عوض

أظهر استطلاع لموقع “بيبي سنتر” الإلكتروني عن أكثر الأسماء انتشارا في بريطانيا تصاعدا للأسماء العربية، حيث حل اسم “محمد” في المركز الأول في قائمة أكثر من 100 اسم شيوعا في البلاد. ورصد الاستطلاع تقدم أسماء “عمر” و“علي” و“إبراهيم” لتنضم إلى قائمة الـ100. وفي أسماء البنات صعدت أسماء “نور” و“مريم”.

وأشارت القائمة إلى أن اسم “محمد” صعد من الموقع 27 في العام الماضي ليصل إلى المركز الأول وسط موجة من الانتشار للأسماء العربية التي شهدت دخول اسم “نور” القائمةَ ليحتل المركز 29 واسم “مريم” الذي احتل المركز 35، بينما دخلت أسماء “عمر” و“علي” و“إبراهيم” قائمة الـ100 للمرة الأولى.

إنه لملفت مجددا أن يظل محمد اسما وقيمة هو الرقم الأول في العالم .. فبعد أن أصبح شخص محمد- صلى الله عليه وآله وسلم- لدى العلماء والمفكرين والمدققين أعظم شخصية في التاريخ وضمّنوا ذلك دراسات وكتبا.. هاهو اسمه الشريف يصبح الأول في التسميات في بريطانيا.

في الأمة مشرقا ومغربا يتربع اسم محمد في صدارة أسماء الأسر والعوائل حتى يكاد لا يخلو بيت من اسم محمد أو أحمد أو محمود أو مصطفى أو طه أو أمين وهكذا.. هذا مفهوم ومستوعب، ولكن أن يتربع اسم محمد في صدارة الأسماء في بلد عريق في المسيحية ومعاداة الإسلام في بريطانيا، فإن هذا أمر عجيب بلا شك..

لا بد من رصد أفكار تبلورت في خضم المعركة الحضارية بيننا وبين الغرب. كان الجانب الثقافي هو الاكثر حساسية وحرص دهاقنة المشروع الاستعماري على سلخنا من هويتنا وصناعتنا بطريقة ممسوخة بعد أن صنعوا لنا تاريخا أصروا على إدخالنا فيه، وصنعوا لنا ذوقا ومفاهيم بل وقيما لإجبارنا على الالتزام بها، ومن لا يلتزم ينعتونه بالإرهابي ويشنون عليه حربا صليبية.. وانساق الكثيرون من أبنائنا في السياق الثقافي الهجين حتى عاد هؤلاء كالقرود ليس لهم إلا التقليد..

ومما طالنا أذاه من التقليد هو الأسماء، فكثرت عندنا أسماء غربية غريبة عن حسنا لا علاقة لها بأي شيء فينا.. تسمع أسماء فتيات لا قيمة لها، لم ترتبط بأي صورة جمالية أو قيمية أو معنوية، إنما هي فقط من باب التقليد لأسماء أجنبية ورموز أجنبية. وأصبح هذا السلوك الشاذ يعرف على أنه من باب التمدن والرقي ومسايرة الحضارة.

لن يكون سهلا على كثير من الأوربيين تصور أن كثيرا من المجتمعات الأوربية ستجد نفسها تنزاح شيئا فشيئا نحو الإسلام ورموزه رغم أن هناك إحصائيات ملفتة في أوروبا تفيد بانتشار وتوسع في نسبة تمدد الإسلام حتى إن بعض المراصد تشير إلى أن هناك مجتمعات أوربية ستصبح أغلبيتها إسلامية بعد فترة قليلة من الزمن..

من هنا مجددا يتعين النظر إلى الإنسان بأنه الإنسان.. وأن الإنسان أخو الإنسان.. وأن الرهان الحقيقي على ضمير الإنسان.. فعندما تعلن هذه الإحصائيات فإنها تفيد شيئا منطقيا وهو أن البشرية معذبة بمناهج الرأسمالية العاتية وغلو التصرف الاستحواذي الجشع..

كما أننا نرقب هذا التطور الثقافي في المعنى الإيجابي ليؤكد لنا مجددا أن الاستعماريين أعداء الشعوب يفشلون في مخططهم في تكسير قيم الإنسان وزرع العداوة بين الشعوب بخلق مشكلات دامية لقرون طويلة.

ورغم كل ما تبذله المؤسسات الرأسمالية والعنصرية في اتجاه مسخ الإنسان إلا أننا نلاحظ تقاربا بين الشعوب وتعاطفا مع القضايا العادلة. ونرى بأن الإنسان في الغرب لديه من القدرة والوعي ما يكفي للدفاع عن تلك القضايا رغم تقصيرنا الفادح في الدفاع عن قضايانا.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 48 / 2165514

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2165514 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010