الأربعاء 3 كانون الأول (ديسمبر) 2014

إسلام أيّوب: إعمار غزّة في الأحلام؟

الأربعاء 3 كانون الأول (ديسمبر) 2014 par جهاد أبو مصطفى

«يا سلملم ويا سلام، وضع البلد تمام“.. بهذا المقطع الغنائي الساخر، المُناقض تماماً للواقع المعيشي في قطاع غزّة، يستهل الفنان الفلسطيني الشعبي إسلام أيّوب أغنيته الجديدة باسم”صرخة إعمار".
أيّوب الذي غنّى لأزمتي الغاز والكهرباء، وكثير من هموم وأزمات الناس في غزّة، عاد مُجدداً في أغنية الإعمار بكلمات وأداء ساخرين ليُسلّط الضوء على ملف إعادة إعمار القطاع، داعياً المسؤولين لوضع هذا الملف على سلّم أولوياتهم، مع دخول فصل الشتاء، وبقاء معاناة النازحين قائمة.
يصوّر فيديو الأغنية (4:28) بعضاً من مشاهد الدمار الهائل الذي حلّ بمنازل سكّان غزّة جراء الحرب الإسرائيليّة الأخيرة، إلى جانب مُعاناة النازحين في مراكز الإيواء والخيام. ويعرض الشريط بشكل ساخر الأوضاع التي آلت إليها الأمور في غزّة بعد الحرب، وزوبعة الحديث عن عمليّة إعادة الإعمار، من دون تنفيذ فعلي لأيّ خطوة على الأرض.
يتحدّث أيّوب عن تحدّي الناس في غزّة وصمودهم خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، مُتسائلاً ما إذا كانت مُكافأة الصمود هي التشرّد وتأخير عمليّة إعادة الإعمار، فيقول في أغنيته: “شعب تحدّى العدوان، وتحدّى قصف الطيران، ليش أنتوا بتعذّبوه، معقول شعبي كان غلطان؟”.
كما يتطرّق إلى أوضاع أصحاب المنازل المُهدّمة والنازحين في الخيام و“الكرافانات” المُتنقّلة ومدارس الأونروا، مُعتبراً أن الوحدة الوطنيّة الفلسطينيّة، وعمليّة إعمار غزّة ضرب من “الأحلام”، إذ يقول في أغنيته: “ناس بتسكن الخيام، وناس مدارس وكرافان. أما الوحدة والإعمار، ممكن ممكن في الأحلام”.
وبالكوميديا السوداء أيضاً، يُطلق الفنان الشعبي إسلام أيوب صرخةً لتوفير مأوى للنازحين، لا سيّما وأنّ الناس ضاقت ذرعاً بكثرة الوعود والمواعيد التي ما تلبث حتّى تذهب أدراج الرياح، واصفاً حياة الناس في غزّة بـ“الجحيم”.
لاقت هذه الأغنية الشعبيّة رواجاً واسعاً بين الفلسطينيين، خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط دعوات كثيفة للعمل الجاد على إيواء النازحين قبل وقوع كارثة في القطاع مع اقتراب عواصف الشتاء.
يُعقّب الفنان أيّوب على أغنيته الشعبيّة بقوله إنها رسالة فنيّة من أصحاب البيوت المُدمّرة، والنازحين في الخيام ومدارس الأونروا، والبيوت المُتنقّلة “الكرافانات”، لكافة المسؤولين، حول عمليّة إعادة إعمار غزّة، بوجوب حل الأزمة فوراً، مع حلول فصل الشتاء ثقيلاً على النازحين في غزّة هذا العام.
ويُضيف أن “الناس صمدت في الحرب الإسرائيليّة الأخيرة ووقفت إلى جانب المقاومة، لكنها لم تجد حلولا سريعة لإعادة بناء بيوتها المُدمّرة”. مُشيراً إلى أن موضوع الإعمار أصبح من المواضيع الأخيرة التي يتم التطرّق إليها.
وكان أيّوب، وهو من سكّان غزّة، قد تناول مشاكل كثيرة عانى منها الناس وما زالوا يعانون منها في القطاع من خلال الفن الساخر والكوميديا، سواء مشكلة انقطاع التيّار الكهربائي لساعات طويلة، أو أزمة انقطاع المحروقات وغاز الطهي، وغيرها من الأزمات التي تعصف بغزّة منذ سنوات من دون حلول جذريّة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2165872

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165872 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010