الجمعة 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014

إسرائيل وأميركا تضغطان لمنع عقد مؤتمر بشأن فلسطين

الجمعة 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 par حلمي موسى

رغم ما يبدو من توتر في العلاقات الأميركية ــ الإسرائيلية، إلا أن ديبلوماسيين من الجانبين يعكفون على بذل الجهود لإحباط مسعى فلسطيني لعقد مؤتمر للدول الموقعة على معاهدة جنيف. لكن هذا لم يمنع وزراء إسرائيليين من ذم أميركا وإدارتها الحالية، واتهامها بالوقوف خلف الحملة الأوروبية الراهنة للاعتراف رسمياً، أو رمزياً، بالدولة الفلسطينية من طرف واحد.
وكشفت صحيفة «هآرتس»، نقلا عن ديبلوماسيين إسرائيليين وأميركيين، أن تل أبيب وواشنطن تحاولان منع عقد اجتماع للدول الموقعة على معاهدة جنيف الرابعة يتعلق بالأراضي الفلسطينية المحتلة. وهناك تقديرات في تل أبيب تفيد بأن الحكومة السويسرية، بضغط من الفلسطينيين والدول العربية، وبوصفــها الدولة الراعية للمعاهدة، تنوي في الأيام القريبة إصدار دعوات لحضور المؤتمر، المتوقع عقده منتصف كانون الأول المقبل.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد قرر مطلع نيسان الماضي، وبعد رفض إسرائيل تنفيذ الجزء الرابع من صفقة الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين القدامى، التوقيع باسم دولة فلسطين على 15 معاهدة دولية، وطلب الانضمام لها. ومعروف أن معاهدة جنيف الرابعة هي واحدة من هذه المعاهدات، وتعنى بحماية السكان المدنيين في مناطق الصراع أو في المناطق المحتلة.
وكان هذا الانضمام ذروة الأزمة التي قادت إلى تفجير المساعي الأميركية لتمديد المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. وبعد انضمام فلسطين للمعاهدة، طلب الفلسطينيون بشكل عاجل من الحكومة السويسرية عقد اجتماع للدول الموقعة على المعاهدة، لمناقشة الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وشرقي القدس والمساس بالمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة. وقد ترافق هذا الطلب مع قرار بهذا الشأن من المجلس العالمي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ومقره جنيف أيضا.
وحتى اليوم جرت أربع محاولات لعقد مؤتمر للدول الموقعة على معاهدة جنيف الرابعة، وجميعها تعلقت بالصراع العربي ــ الإسرائيلي. وكانت آخر محاولة في العام 2009 في أعقاب حرب «الرصاص المسكوب» على غزة. لكن وزارة الخارجية السويسرية، وبعد التشاور مع دول وجهات في تلك الفترة، قررت عدم وجود تأييد دولي واسع لعقد المؤتمر. ولكن خلافا لذلك تم عقد مؤتمر كهذا في العام 2001 في أعقاب نشوب انتفاضة الأقصى، وقد قاطعت إسرائيل وأميركا المؤتمر.
ومنذ تموز الماضي ووزارة الخارجية السويسرية تجري مشاورات مع الدول الموقعة على المعاهدة، لرؤية مدى استعدادها لحضور المؤتمر. وأشار ديبلوماسيون سويسريون إلى أن المقوم المركزي الضروري لاتخاذ قرار كهذا هو وجود كتلة راجحة من الدول، على أساس جغرافي، معنية بحضور المؤتمر.
وقد وزعت الخارجية السويسرية على الدول الموقعة وثيقة تقترح عقد المؤتمر، ليبحث في احترام القانون الدولي الإنساني وقضايا قانونية تتعلق بحماية المدنيين. وأشارت الوثيقة إلى مؤتمر قصير نسبياً، يستمر ثلاث ساعات فقط، وعلى مستوى السفراء وقليل من الخطب ومن دون حضور إعلامي. وقال ديبلوماسيون سويسريون «أوضحنا أننا لا نريد حدثاً سياسياً، ولا منتدى خطابات، ولا حتى مؤتمراً لتوجيه الاتهامات والانتقادات لأي من الأطراف».
وبديهي أن إسرائيل رفضت الخطوة السويسرية وسافر عدد من الديبلوماسيين الإسرائيليين إلى بيرن وجنيف لإقناع الخارجية السويسرية بعدم عقد المؤتمر، وإلا فإن إسرائيل ستقاطعه. والمؤتمر الذي تدعو له سويسرا ليس لاتخاذ قرارات فعلية ملزمة، لكنه قد يفسح المجال لزيادة الانتقادات لإسرائيل، خصوصا بسبب المستوطنات. وقد زادت المخاوف الإسرائيلية بعد الاطلاع على صيغة مسودة البيان الختامي، والتي اعتبرتها تل أبيب سياسية جداً، وذكرت إسرائيل بالاسم، وأشارت بتفصيل للمستوطنات في الضفة الغربية.
وأوضح ديبلوماسيون إسرائيليون وسويسريون أن الولايات المتحدة وكندا وأستراليا تساعد إسرائيل، وتمارس ضغوطا شديدة على سويسرا وعلى دول أخرى في محاولة لإحباط عقد المؤتمر. وقد أبلغ الأميركيون سويسرا أنهم سيقاطعون المؤتمر إذا تقرر عقده، وكذلك فعلت كندا. وكثف وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان اتصالاته مع وزراء خارجية العديد من الدول، لكن يبدو واضحا أن مساعي إسرائيل في منع انعقاد المؤتمر محكومة بالفشل.
وهكذا رغم التعاون الأميركي مع إسرائيل في كل المحافل الدولية لإحباط المساعي الفلسطينية، إلا أن وزراء في إسرائيل، وفق «يديعوت احرونوت»، يؤمنون أن كل اعتراف أوروبي بالدولة الفلسطينية، سواء كان من جانب الحكومات، كما السويد، أو البرلمانات، كما في بريطانيا وأسبانيا وإيرلندا، تقف وراءه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما.
ومن المتوقع أن يناقش البرلمان الدنماركي هذا الاعتراف بعد حوالي أسبوعين، في حين ستحاول ذلك أيضا في الأسابيع القريبة برلمانات البرتغال وإيطاليا وسلوفينيا. كما أن البرلمان الأوروبي نفسه ينوي التصويت على صيغة اعتراف بالدولة الفلسطينية في الشهر المقبل أيضا.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 28 / 2166103

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع حلمي موسى   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2166103 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010