الجمعة 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014

منزل في صنعاء

الجمعة 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 par معن بشور

في صنعاء الغالية على كل عربي، منزل كان مفتوحاً لكل عربي او مسلم او حرّ من احرار العالم، بل كان صاحبه الراحل في قلب أي مبادرة داعمة لقضايا الامة وفي المقدمة منها قضية فلسطين وعاصمتها القدس.
في هذا المنزل كانت تتلاقى احزاب وتيارات وقبائل يمنية عربية واسلامية تتشاور وتتصالح وتتكامل مدركة بحكمة يمنية اصيلة ان ما من أحد في اليمن، مهما بلغ شأنه، يستطيع ان يلغي الآخر… وقد جرّبت ذلك قوى عديدة مدججة بالمال والسلاح والدعم الخارجي والاستبداد الداخلي، ولكنها فشلت امام وعي اليمنيين وصمودهم..
لهذا المنزل وصاحبه الراحل الكبير الشيخ عبد الله بن حسين الاحمر (رحمه الله)، حق على كل من دخله، وحاور صاحبه، وتعاون معه على مساندة حقٍ هنا، او عدل هناك، ان يعلن اعتراضه على ما تعرّض اليه هذا المنزل بالامس من اعتداء، وهو اعتداء على قيمة وقامة يمنية وعربية واسلامية لا يمكن القبول بأي مبرر من مبرراته.
ورغم معرفتنا انه في ظل الاصطفافات الملتهبة التي تعصف بكياناتنا الوطنية ووجودنا القومي، يصعب لاحدنا ان يبدي اعتراضه على ممارسة من هنا، او تجاوز من هناك، لأن ذلك سيدخله خنادق الاصطفافات وهو يحاول تجنبها.
ولكن الخلاف السياسي، مهما بلغت حدّته، محكوم بنظرنا بسقف لا ينبغي تجاوزه، اولهما رفض الاستقواء بقوة عسكرية ، خصوصاً لانتهاك حرمة المنازل، أياً كان صاحبها، او بتدخلات خارجية، فالأولى تمزق الجسد الوطني، والأخرى تطيح بالسيادة الوطنية.
ولكن كما اعترضنا يوما على اغتيال الشهداء حسين بدر الدين الحوثي، وجار الله عمر، ومحمد عبد الملك المتوكل، وقبلهم جميعاً اغتيال الرئيس العقيد ابراهيم الحمدي، وكما اعترضنا على عقوبات امريكية ودولية بحق الرئيس علي عبد الله صالح واثنين من قادة انصار الله رفضا لمبدأ التدخل الخارجي في شؤون اليمن الداخلية.
وكما اعترضنا بالامس على كل اعتداء بحق هؤلاء وكل واحد منهم ينتمي الى تيار فكري وسياسي معين، نعترض اليوم على الاعتداء الذي تعرض له منزل الشيخ الراحل رئيس مجلس الشورى اليمني السابق وهو احد رموز الثورة السبتمبرية الجمهورية عام 1962، ومنزل نجله الشيخ صادق الذي عرفه اليمنيون بحرصه الدائم على لّم الشمل اليمني والتخفيف من اندفاع هنا او توتر هناك.
لن ندخل الان في تفاصيل المشهد اليمني، فأهل اليمن ادرى بشعابه، ولكن من موقع الالتزام الاخلاقي والانساني والانسجام مع مبادئنا وتاريخنا، لا بد من ان نسجّل اعتراضاً على كل ما نراه خطأ او تجاوزاًً فمثل هذه الاعتراضات هي التي تحصّن السياسات والممارسات، كما تصون المجتمعات والاوطان.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 60 / 2165664

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع معن بشور   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

24 من الزوار الآن

2165664 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 24


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010