الأربعاء 26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014

إهانات السفير وسخريته!

الأربعاء 26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 par حلمي الاسمر

سخر المدعو «دانييل نيفو»، الذي يحمل رتبة «سفير» في عمان ممثلا لكيان العدو الصهيوني، من البرلمان الأردني وأعضائه، قائلاً: إن هذا البرلمان والنواب يهتمون فقط في الأمور الهامشية!
سخرية «السفير!» جاءت في معرض تعليقه على قيام أعضاء البرلمان بقراءة الفاتحة على روح منفذي العملية الفدائية على الكنيس اليهودي في القدس المحتلة، إذ قال «نيفو» إنه يتوجب عدم أخذ سلوك نواب البرلمان الأردني بجدية كبيرة، مدعياً أن رجل الشارع الأردني لا يتعامل مع هؤلاء النواب بجدية!
تصريحات هذا الـ .. جاءت في مقابلة أجرتها معه إذاعة جيش العدو الإسرائيلي منذ أسبوع، إذ قال بالحرف الواحد بحسب رصد مواقع إخبارية عربية: «الانطباع لدى الناس في الأردن أن كل ما يعني النواب هو مصالحهم الشخصية، وينظرون إلى تصعيدهم ضد إسرائيل على هذا الأساس».
نيفو هذا، هاجم بشكل خاص النائب خليل عطية، الذي قال إنه يقود حملة تحريض على إسرائيل، قائلاً : إن عطية يحاول توظيف كراهيته لإسرائيل كوسيلة لتحقيق مصالح شخصية(!)
نحن ندرك «المكانة» الرسمية التي يحتلها هذا الشخص في بلدنا، وهو يعلم -قبل غيره- أنه مكروه كراهية عمياء، ليس من قبل سواد الشعب الأردني، بل من كثير من المسؤولين الرسميين، الذين يبدون تبرما من وجوده أصلا على أرضنا، وهو يعلم أيضا، أن هذا الوجود مرتبط بظروف تاريخية معينة، فرضت توقيع معاهدة وادي عربة المشؤومة، ويعلم أيضا، أن الأردن لو استطاع لطرده من أراضيه، ورمى بوجهه تلك المعاهدة، لكن الخذلان العربي للأردن، وفلسطين من قبله، أوقعنا في سياقات مريرة، أفضت إلى ما أفضت إليه!
أنا لا أدافع البتة عن هذه الاتفاقية وما ترتب عليها، والتي لم تجر على البلاد والعباد إلا الشؤم والأذى، ولو اجري استفتاء حرٌّ ونزيه في أوساط الشعب الأردني، لكان ثمة شبه إجماع على طرد السفير، وتمزيق المعاهدة، لكن الأمنيات شيء وما تفرضه موازين القوة، ومعطيات التمزق العربي شيء آخر، خاصة في وقت قيام «أحلاف» عربية مع إسرائيل، سرية وعلنية، لمحاربة أي جهد شعبي يرمي لبناء مجتمعات عربية حرة، بل يمتد تأثير هذه الأحلاف للقدس وانتفاضتها، فيتآمر عليها بعض أبناء فلسطين، بالتعاون مع عرب آخرين، في سياق ما يمكن أن يسمَّى «الثورة المضادة» التي نشأت لإجهاض ثورات الربيع العربي.
لقد اعتدنا من هذا السفير، وبعض المسؤولين الإسرائيليين، صدور تصريحات ساخرة من الأردن، ومسؤوليه، فهم لا يتورعون عن المسِّ بكرامة الأردن، كلما اتَّخذ موقفا ساخنا، خاصة تجاه القدس، بزعم أن مثل هذه المواقف «للاستهلاك المحلي» وليست جدية، وحتى حين أعلن الأردن عن استدعاء السفير وإبلاغه احتجاجا رسميا على سخريته من نواب الأردن، سارعت إسرائيل إلى نفي الخبر معلنة أن الاستدعاء كان مجرد موعد معد له بشكل مسبق، وهذه سخرية أخرى من الحكومة الأردنية، تستحق ردا يتفق مع مستوى هذه الوقاحة، لأكاذيب إسرائيل ومسؤوليها المتكررة تجاه الأردن، وبوسع الحكومة أن تفعل الكثير في هذا الاتجاه، خاصة أن الكل يعلم مستوى سخونة العلاقة على المستوى الرسمي، وبالوسع معاقبة هؤلاء الساخرين بما يستحقون، (إطلاق سراح الدقامسة مثلا، والتوقف عن التعامل الخشن مع المواطنين الذين يتعاونون مع المقاومة الفلسطينية، وغير ذلك!) كي يكفوا عن الاستخفاف بالأردن، وتسخيف مواقفه، وبغير هذا، فسيستمر هؤلاء بوقاحتهم، وإهاناتهم، المتكررة!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2178944

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع حلمي الاسمر   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

2178944 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40