الجمعة 30 نيسان (أبريل) 2010

بين الحقيقة والهروب

الجمعة 30 نيسان (أبريل) 2010 par عبدالشافي صيام العسقلاني

استوقفتني حالة اهتمام بعض وسائل الإعلام الغربية وتركيزها على شخصية ودور رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض كشخصية فلسطينية قيادية تخطت دور مؤسسة القيادة الفلسطينية “بعجرها وبجرها” .
ولربط الموضوع بمقال سابق نَشَرْتُهُ عن الرجل في جريدة الصباح الفلسطينية وعدد من المواقع الفلسطينية الأخرى قبل أشهر تحت عنوان : “خيــار الانتخابات”
فأضع بين يدي القارئ الكريم بعض المقتطفات المنشورة في “جريدة الصباح الفلسطينية” و “دنيا الوطن” .

الصباح عن وكالة اسوشييتدبرس:

(يقوم رئيس الوزراء سلام فياض بهدوء بتغيير قواعد الصراع العربي- الإسرائيلي بمنطق بسيط : الفلسطينيون يجب أن يبنوا دولتهم الآن، ولا يستطيعون انتظار اتفاق سلام مراوغ مع إسرائيل.
فياض، الاقتصادي الذي تدرب في الولايات المتحدة، أحيط بسيل من المديح، والأموال والدعم من قبل الولايات المتحدة وأوروبا. ولم يقل الإسرائيليون سوى القليل، رغم أن البعض في إسرائيل عبروا عن القلق من أن فياض يتصدر إستراتيجية فلسطينية لتجاوز المفاوضات، وإعلان دولة أمر واقع والسعي لاعتراف دولي بها.

فياض ركز خلال الشهور الأخيرة على محاولة إثارة الحماسة في صفوف الفلسطينيين الذين خاب أملهم من سنوات من العملية السلمية الفاشلة. )

دنيا الوطن :

(احتل رئيس الوزراء د. سلام فياض المرتبة العاشرة في قائمة الـ 100 شخصية الأكثر تأثيرا على مستوى العالم التي نشرتها اليوم الخميس، صحيفة التايم الأمريكية كعادتها كل عام .
ووقف سلام فياض على رأس القائمة التي ينتظرها زعماء العالم على أحر من الجمر، وغابت عنها بكل مكوناتها أية شخصية إسرائيلية أو عربية أخرى إلى جانب الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس البرازيلي “لولا دي سيلفا” الذي احتل المرتبة الأولى في القائمة ومبعوث اللجنة الرباعية للشـرق الأوسط طوني بلير ورئيس هيئة الأركان الأمريكي المشتركة مايكل ملن .)

وأضاف بلير أن فياض اثبت قدرته القيادية وإمكانياته على التواجد في الصفوف الأولى بشجاعة شخصية عاليه وبثقة ذاتية ومنطق لا يقبلان الشك وهذه الصفات تمكنه من الاستمرار رغم الصعاب . )
ولقد رأيت إعادة نشر المقال ، وإرجاء نشر مقال آخر حول الفساد المستشري في السلطة الذي يحاولون لفلفته بقرار دفن نفايات الفساد ، رغم تشكيل لجان تحقيق وقضاء ثوري وقانوني وثبوت التهم على أصحابها ، كحالة أحد سفهاء السلطة من سفراء حفيظة ومن أدعياء الوطنية الثورية من خريجي مدرسة غنيم التعبوية .

خيــــار الانتخابــــات

كما تقول المقولة الحسابية .. “الزائد أخو الناقص”
يبدو أن كثــرة الحديث عن الانتخـــابات أصبح مثل قلة الحديث عنها ..
تُجــرى أو لا تُجــرى .. !!
تُؤجــل أو تُعطَّــل .. !!

المهم أن يبقى من هم في مواقعهم على يسار القرار ، مكتفين بالحديث عن ضرورة إجــراء الانتخابات في موعدها حسب ما ينص عليه القانون ويحدده الدستور . وإبداء رغبة عدم الترشح أو الترشيح ، والإصرار عليها كاللازمة التي تتكرَّر في الأناشيد و“الموشحات السياسية”.

لجنة الانتخابات المركزية تعلن عدم قدرتها على التحضير لإجراء لانتخابات . ـ طبعا ليس لأسباب فنية ـ كما يقول مسئولوها .

والمعنيون بالشأن الانتخابي يعلنون عن تعذر الاتفاق حول الشخص أو الأشــخاص المهيأين للترشـح وقيادة العمل الفلسطيني ، ويهيئون الرأي العام لقبول إبقاء الحال على حاله خشية الوقوع في فراغ دستوري يؤدي إلى انعكاس سلبي على واقع الوضع الفلسطيني الغارق في السلبية .

الحاجة للاتفاق على شخص لقيادة العمل أو تخطي عقبة المرحلة التي تمر بها الساحة الفلسطينية أمر في غاية الدقة والأهمية والإلحاح ، نظراً لضياع سنوات بلا فائدة ، أو نتيجة ، كما يقول الأخ صائب عريقات كبير المفاوضين والأدرى بخفايا اللعبة التفاوضية ـ لفشل المسلسل التفاوضي الأوسلوي .

عمليا هناك شخصية فلسطينية يمكن منحها الثقة ، اكتسبت خبرة عملية في إدارة الشأن الفلسطيني ، وسجلت نجاحاً من خلال الممارسة اليومية وقطعت أكثر من منتصف الطريق كشخصية قيادية قادرة على الإمساك بعدد من الخيوط بمسئولية عالية ، وأداء خلاق وبنَّـاء لامس حياة الناس اليومية ، وتخطى حاجز العمل الإداري والتسيير الوظيفي إلى البعد السياسي ، مما جعل المراقبين ينظرون للرجل أكثر من كونه رئيساً لمجلس الوزراء أو الحكومة بل وكأنه رئيس الظل للسلطة .

الرجل أدى دوره بمسئولية عالية وبهدوء وبلغة الحقائق ، والبناء على الأرض وليس بلغة المخاطبة الحماسية والبيانات والتصريحات وشعارات الوعود والأماني ، بعيداً عن أي احتكاك أو مُلامسة تـُحدث شرارات الصراع والتنازع مع القوى ومراكز لنفوذ التي تتحكم بهيمنة “الثلاث ورقات” في الساحة الفلسطينية .

لماذا لا تتم الدعوة لاختيار الدكتور سلام فياض لتولي رئاسة السلطة الفلسطينية واستكمال مشوار بناء المؤسسات الفلسطينية المُمَهّدةِ لقيام الدولة الفلسطينية ضمن مشروعه الذي بناه وجعل منه حقائق وطنية فلسطينية ستظل مهدَّدة بالفشل والاندثار إن لم نؤمن لها الإطار السياسي السليم ونقوي دور حاضنتها الوطنية منظمة التحرير الفلسطينية .

لا إنكار بأن منظمة التحرير الفلسطينية تمثل الإطار الجامع للشعب الفلسطيني ، وأن جميع الفصائل الفلسطينية ولدت من رحم منظمة التحرير الفلسطينية ، وأن الاعتراف الدولي كان اعترافاً بمنظمة التحرير الفلسطينية . وشرعية أي عمل فلسطيني يجب أن تمر عبر شرعية منظمة التحرير الفلسطينية . وما يطرح بين فترة وأخرى حول تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة بناء مؤسساتها ودوائرها وإحيائها يجب أن لا يظل شعار مزايدات وضحك على الذقون .

العدو الصهيوني لا يريد لنا النجاح ، ولا يريد لنا أن نضع أقدامنا على الطريق الصحيح ، لذلك سيظل يناور لإبعادنا عن الوصول إلى أهدافنا ، وإبقائنا في دائرة الدوران في الهواء .

فمسار المفاوضات كله كان يحمل عنواناً سياسياً ، لكن عناصر بحثه كانت البحث في القضايا الأمنية ليس أكثر . وهذا النهج لن يوصل إلى حل حتى لو استمر مائة عام .

ربما يكون الدكتور سلام فياض هو الشخصية الأقدر على مخاطبة الطرف الأمريكي والدولي باللغة التي يفهمونها إلى جانب أنه يحظى بثقة الإدارة الأمريكية والأطراف الأوروبية وهو أمر مهم لنجاح مهمته واستكمال المشروع الذي بدأه فعلا على الأرض .

لذك يجب أن يظل خيار الانتخابات خياراً قائماً ، بعيدا عن ألاعيب الخيارات الأخرى والحجج والذرائع التي يتوارى خلفها أصحاب النوايا غير الحسنة في أن الساحة غير مهيأة لإجراء انتخابات .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 35 / 2165953

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2165953 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010