الأحد 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014

الانتفاضة الفلسطينية الثالثة تدق الأبواب

بقلم: ماجد توبة
الأحد 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014

لا يترك تواصل السياسات والممارسات العدوانية الإسرائيلية، ودخول مرحلة محاولات تهويد المسجد الأقصى المبارك، خيارات كثيرة أمام الشعب الفلسطيني، الذي تشير المقدمات الحالية، وحالة الاشتعال التي تمر بها الضفة الغربية المحتلة، إلى أنه في طريقه إلى انتفاضة شعبية جديدة.
الإجراءات الإسرائيلية العدوانية، وبناء المستوطنات، والتوسع في القائم منها، تحديدا في القدس الشريف ومحيطها، في تسارع، فيما تتقدم أجندة اليمين الصهيوني المتطرف، تجاه “الأقصى” والحرم القدسي، وتتماهي وتندمج في سياسة الحكومة الإسرائيلية التي لا يقل تطرف رئيسها عن تطرف ذلك اليمين التلمودي المتحجر.
كل ذلك مضافا إليه طرح مشاريع التقسيم الزماني والمكاني في “الأقصى”، وما يتعرض له الحرم من تدنيس يومي من المتطرفين، ومن حفريات تهدد أساساته، مع تنكيل يومي بالشعب الفلسطيني والمصلين في “الأقصى”، بات يحشر الشعب الفلسطيني في زاوية الانتفاض مرة أخرى، والثورة على الوضع القائم، وقلب الطاولة فوق رأس الاحتلال الإسرائيلي.
رغم المواقف السياسية، العربية والدولية، التي تندد بالإجراءات الإسرائيلية “الأحادية” في القدس، وبإيغالها في بناء المستوطنات وابتلاع الأراضي المحتلة، فإن هذا العدو لا يكترث بكل هذه المواقف السياسية، خاصة في ظل الحماية السياسية الدولية التي يوفرها التواطؤ الأميركي ودعمه اللامحدود لإسرائيل، ما يعيد حصر الخيارات أمام الشعب الفلسطيني، تحديدا في الضفة الغربية المحتلة، ويدفعه دفعا باتجاه إشعال انتفاضة جديدة، تحرق أصابع إسرائيل وتعري عدوانها وتمردها على الشرعية الدولية والإنسانية.
وكالات الأنباء العاملة في القدس والضفة الغربية المحتلة باتت ترصد نذر انتفاضة فلسطينية جديدة تلوح في الأفق، لن تستطيع السلطة الفلسطينية، حتى لو أرادت، منعها وعدم الوصول اليها. فالسلطة، التي سعت طويلا إلى حفظ الاستقرار في الضفة، وراهنت طويلا على إمكانية توفر ضغوط عربية ودولية لإلزام إسرائيل بالشرعية الدولية، ودفع استحقاقات السلام، والانسحاب من الاراضي المحتلة، لم تعد تملك من السلطة إلا اسمها، ولن تستطيع إلا التكيف مع انتفاضة فلسطينية ثالثة، يمكن لها وحدها فقط، أن تقلب موازين القوى قليلا، وأن توفر للشعب الفلسطيني ورقة ضغط حقيقية لإلزام إسرائيل باستحقاقات السلام، ورفع كلفة بقاء الاحتلال.
نعم، لن يكون اللجوء إلى انتفاضة جديدة قرارا سهلا، ودونه ستقف عقبات ذاتية وموضوعية كثيرة. فقطاعات الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، ترزح تحت نير أبشع احتلال في التاريخ، وسياسات عدوانية متواصلة منذ عقود، وظروف اقتصادية ومعيشية قاسية، وبطالة وفقر موجعين، ومصادرة أراض.
كما لن تجد بيتا فلسطينيا في الضفة أو غزة إلا وخرج منه شهيد أو أسير أو جريح. ولم يكد يمضي سوى عقد تقريبا على آخر انتفاضة فلسطينية شاملة مطلع الألفية، دفع الفلسطينيون فيها الغالي والنفيس؛ من دمائهم وأبنائهم واستقرارهم ومعيشتهم ومؤسساتهم، ولم يتعاف الجسد الفلسطيني بعد من الجروح والتضحيات الجسيمة التي قدمها في الانتفاضة الأخيرة.
كل ذلك صحيح ومفهوم، لكن القدس و“الأقصى” اليوم، وهما يتعرضان لآخر فصول التهويد والمصادرة، أشعلا ويشعلان النار الفلسطينية كما لم يحدث في السابق. وليست القصة في قداسة القدس والمسجد الأقصى فقط، لكن هذه الحرب الشعواء التي تشنها إسرائيل اليوم في القدس، تكمل حلقة الشر الصهيوني حول الشعب الفلسطيني، وتنهي أي أمل لديه بالوصول إلى حقوقه الشرعية والوطنية عبر مفاوضات عبثية، أو بالرهان على شرعية دولية ومجتمع دولي، هما أعجز من أن يلزما إسرائيل بإعادة هذه الحقوق.
الخيار الذي يدفع له الفلسطينيون دفعا، كما يبدو حتى الآن، هو الانتفاضة الثالثة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 6 / 2178384

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2178384 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40