الجمعة 24 تشرين الأول (أكتوبر) 2014

الطـلاق المـر بـين الإخـوان وإيـران

احمد سماره الزعبي
الجمعة 24 تشرين الأول (أكتوبر) 2014

- احمد سماره الزعبي
كانت الطائرة التي تحمل وفد الإخوان المسلمين، هي الطائرة الثالثة التي يسمح لها بالهبوط في مطار طهران عام 1979م للتهنئة بنجاح الثورة الاسلامية، فيما اعتبر القرضاوي انتصار الثورة الايرانية من ثمرات الصحوة الاسلامية. وقد ذكر كتاب “الاخوان المسلمون وايران” ان وفد الاخوان الذي زار طهران آنذاك طرح على الخميني مبايعته كخليفة للمسلمين، مقابل إعلانه ان خلافات الصحابة حول الخلافة كانت سياسية وليست ايمانية، لكن صدور الدستور الايراني الجديد بعد الثورة، الذي يقول بالمذهب الجعفري مذهبا رسميا للبلاد، وبولاية الفقيه، كانت الاجابة الخمينية على طروحات الإخوان، الذين ضم وفدهم العديد من القيادات الإخوانية، من بينهم عبد الرحمن خليفة المراقب العام للإخوان المسلمين في الاردن آنذاك.
العلاقات الايرانية – الإخوانية قديمة ترجع الى عام 1938م، حين قام الخميني بزيارة الى المقر العام لجماعة الاخوان المسلمين في مصر، والتقى لأول مرة بالمؤسس والمرشد العام حسن البنا، كما زار مصر لاحقا رجل الدين الايراني محمد تقي القمي، والتقى البنا، وشاركا معا في اجتماعات التقريب بين المذاهب التي كان يتبناها الازهر الشريف آنذاك، ففي الأربعينيات من القرن الماضي، وبعد زواج شاه ايران محمد رضا بهلوي من اخت الملك فاروق، نشأت في مصر حركة تزعمها الأزهر للتقريب بين المذاهب، بعد ان أدرج المذهب الجعفري مذهبا خامسا للتدريس في جامعة الأزهر، وكان الشيخ البنا من أشد المتحمسين لها، وقد استضاف في مقره السيد القمي، ثم التقى بآية الله الكاشاني في موسم حج عام 1948 م، واتفقا على عقد مؤتمر تقريب بين السنة والشيعة، قبل أن يتم اغتيال البنا في شباط من عام 1949م. في عهد خامنئي، أصبحت نظريات سيد قطب تدرس في مدارس الإعداد العقائدي للحرس الثوري الايراني، كما برز نفوذ آية الله يزدي الاستاذ الروحي لنجاد، الذي لا يخفي إعجابه بسيد قطب وتأثره به، حيث ترجم الإمام الخامنئي كتاب سيد قطب “المستقبل لهذا الدين” الى اللغة الفارسية عام 1966م.
حرصت طهران تاريخيا على نسج العلاقات مع جماعة الاخوان المسلمين، باعتبارها أكبر جماعة سياسية سنية منظمة في العالم، وتعود أهمية الإخوان بالنسبة لطهران الى القدرة النظرية للجماعة في مصر على تحقيق مصالحة سنية – شيعية، وفي وثيقة مسربة منسوبة الى مكتب ارشاد الجماعة، تحدثت عن لقاء سري عقد في نيسان 2011م في استنبول، جمع رجل ايران القوي قاسم سليماني بوفد من جماعة الاخوان في مصر، لعقد شراكة وتحالف لدعم وصول الاخوان لحكم مصر، والاستفادة من الخبرات الايرانية في هذا المجال، كما بذلت طهران جهودا مضنية منذ انتصار ثورتها عام 1979م، عبر التحالف مع حركات المقاومة الاسلامية، للوصول الى إعادة تعريف الصراع العربي – الاسرائيلي ليصبح اسلاميا اسرائيليا، وهو ما يؤهلها وفق ذلك، الى لعب دور قيادي في هذا الصراع، وهذا ما يفسر الموقف الايراني الداعم لحزب الله اللبناني، وحركتي حماس والجهاد الاسلامي في فلسطين.
يوما بعد يوم اتسعت دائرة الخلاف الإخواني مع طهران، بدءا من العراق، عندما اصطدم الحزب الاسلامي العراقي “الذراع السياسي للاخوان المسلمين” مع حكومة المالكي المدعومة من طهران، واتهام الشخصية الاخوانية طارق الهاشمي بالوقوف وراء عمليات ارهابية في العراق، وتتقدم سورية جبهات الصراع بينهما، حيث يخوض مقاتلو الإخوان وحلفاؤهم معركة ضروس ضد الجيش السوري وعناصر حزب الله وجماعات عراقية وايرانية موالية لدمشق، وكانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير انخراط الدكتور محمد مرسي في الأزمة السورية، وخاصة بعد ان قطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق، واعلانه الجهاد في سورية، وتنديده بحزب الله في الاحداث الجارية هناك، الأمر الذي دفع بطهران الى تأييد ثورة 30 يونيو التي أطاحت الرئيس مرسي ومن خلفه جماعة الإخوان المسلمين، وأخيرا في اليمن، حين أقدم الحوثيون على إقصاء الإخوان المسلمين من المعادلة السياسية في البلاد، وتقديم أنفسهم كطرف قوي وقادر على توحيد البلد، ومحاربة جماعات القاعدة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2181708

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع في هذا العدد  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2181708 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40