الجمعة 24 تشرين الأول (أكتوبر) 2014

ما هو المطلوب فلسطينياً

الجمعة 24 تشرين الأول (أكتوبر) 2014 par د. فايز رشيد

مرحلة ما قبل العدوان على غزة هي بالتأكيد يتوجب أن تختلف عن مرحلة ما بعده. فما أنجزته فصائل المقاومة الفلسطينية من تحولات في الصراع الدائم والمستمر مع العدو الصهيوني بكل تداعياتها على الصراع ذاته أولا، وعلى الداخل الإسرائيلي ومجابهة قوات الاحتلال ثانيا، تفرض سماتها التغييرية. فبالضرورة يجب أن تترك تأثيراتها على الجانب الفلسطيني، المعني أولا وثانيا وأخيرا بالمجابهة.
المراقب للساحة الفلسطينية بعد انتهاء المرحلة الأولى من العدوان الصهيوني في العام الحالي 2014 يلحظ بلا أدنى شك: أن مسار الأحداث يأخذ نهج العودة إلى أساليب العمل السابقة بكل تداعياتها السلبية على النضال الفلسطيني.
إن أهمية العلاقة بين الفصائل الفلسطينية هي الأساس في صياغة البنود الأخرى المتعلقة بكل العوامل آنفة الذكر. لذا فإن المطلوب الأول: صياغة علاقات من نمط جديد عنوانها: تشكيل الجبهة الوطنية العريضة والكفيلة بإنشاء القيادة الوطنية الموحدة على أساس القواسم المشتركة على أرضية الثوابت الوطنية الفلسطينية. العمل المشترك لا يعني التماهي التام بين الفصائل فهناك الحق في الاختلاف، لكنه التعارض الثانوي الذي لا يؤثر سلبا على التناقض الرئيسي التناحري مع العدو في عملية الصراع، المطلوب الثاني: المواءمة التامة بين التكتيك السياسي المتبع تجاه القضايا والأحداث وبين إستراتيجية النضال الفلسطيني والحقوق الوطنية الفلسطينية، الطلاق نهائيا مع نهج المفاوضات.
ثالثها: تسييد نهج الكفاح المسلح والمقاومة بكافة أشكالها ووسائلها في مجابهة العدو، الذي لا يستجيب لأي لغة غيرها، هكذا أثبتت كل تجارب حركات التحرر الوطني على صعيد العالم أجمع وفي الثورة الفلسطينية بشكل خاص في مجابهة عدو خاص، هكذا أثبتت تجربة المفاوضات مع العدو الصهيوني. صحيح أن المقاومة لها أشكالها المتعددة لكن أكثرها فعالية هي المقاومة المسلحة ومطلوب المحافظة على حالة الاشتباك مع العدو وأي هدنة معه لا يتوجب أن تكون طويلة ودائمة.
رابعا: إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد لشعبنا في كل مواقعه والتعامل مع السلطة باعتبارها حالة طارئة ناتجة عن اتفاقيات مشؤومة جرى توقيعها سابقا وألحقت دمارا كبيرا بقضيتنا الوطنية. هذا يقتضي تفعيل مؤسساتها وضمان تمثيلها لكافة الفصائل والكفاءات الفلسطينية. خامسا: توقيع اتفاقية روما والانضمام إلى كافة الهيئات التابعة للأمم المتحدة بما فيها: محكمة الجنايات الدولية ورفع قضايا عليها من نمط: ارتكاب جرائم حرب بحق شعبنا وأمتنا.
سادسا: اعتبار أن المرجعية الشرعية لقضيتنا الفلسطينية هي قرارات الأمم المتحدة حول حقوق شعبنا وليست اتفاقيات أوسلو ولا الولايات المتحدة أو اللجنة الرباعية ولا أي شرعيات أخرى غيرها. إن العودة إلى هذه القرارات عدا كونها تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح. فإنها تستند إلى حقوق واضحة وصريحة صدر بها قرارات تتناول حقوقا معينة من كامل حقوقنا الوطنية.
سابعا: إجراء مراجعة وطنية شاملة للأحداث الفلسطينية منذ اتفاقيات أوسلو وصولا إلى المرحلة الحالية. والإجابة عن أسئلة أبرزها: أين أصبنا؟ وما هي أخطاؤنا؟ وانعكاس المتغيرات المحلية والعربية والإقليمية والدولية على مسيرة ثورتنا. رسم صورة الملامح المستقبلية لمسيرة قضيتنا الوطنية والحرص على التلاحم مع جماهيرنا العربية من المحيط إلى الخليج وقواها الحية وأصدقاء ثورتنا على الساحة الدولية.
ثامنا: اتخاذ الإجراءات الضرورية من نمط: وقف التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني وإن لزم حل السلطة فليجر حلها فهي في نظر الكيان الصهيوني لست أكثر من أداة لحفظ الأمن الإسرائيلي. وشكل لإدارة الجوانب الحياتية والقضايا الإدارية للفلسطينيين تحت الاحتلال. بمعنى آخر: إراحة الكيان وإعفائه من تبعات احتلاله للأرض الفلسطينية.
هذه هي المهمات الأبرز المتوجب تنفيذها فورا من كافة الفصائل الفلسطينية بمختلف توجهاتها الأيديولوجية ومشاربها الفكرية وانتماءاتها التنظيمية. نعم. هذا هو المطلوب.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 40 / 2165426

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع فايز رشيد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165426 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010