الخميس 23 تشرين الأول (أكتوبر) 2014

يعلون يشيد بالعلاقات مع واشنطن: تركيا وقطر تقودان محور «الإخوان»

الخميس 23 تشرين الأول (أكتوبر) 2014 par حلمي موسى

حمل وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون، أثناء زيارته واشنطن، بشدة على تركيا وقطر، واتهمهما بقيادة محور جماعة «الإخوان المسلمين» في المنطقة، موضحا أن حركة «حماس» تتخذ من تركيا مقراً قيادياً لها بعدما نقلت قيادتها من سوريا إليها.
وشدد يعلون على أن «الغرب» يهمل الخطر النووي الإيراني، مؤكدا أهمية التعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة التي وصلها لمناقشة جملة قضايا، بينها برمجة المساعدات الأميركية لإسرائيل. ودعا إلى بذل جهود لاغتيال قادة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش».
وللمرة الأولى منذ تدهور العلاقات الإسرائيلية التركية يتهم مسؤول إسرائيلي أنقرة بأنها غدت قاعدة للإرهاب. وقال يعلون، في مقابلة تلفزيونية، إن تركيا وقطر غدتا الدولتين اللتين تقودان «محور الإخوان المسلمين» في الشرق الأوسط، وإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «نصير مشهور» لهذا التنظيم. وأضاف أن «حماس» نقلت نشاطاتها من سوريا إلى تركيا، وأنشأت في اسطنبول «مقرا قياديا إرهابيا» إلى جانب ذلك العامل في غزة. وأضاف «هذا لا يصدق. كيف يمكن تجاهل ذلك؟».
كما حمل يعلون على تركيا في اللقاء الذي جمعه بوزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل، حيث قال في مكتبه إن «تركيا تلعب دورا متناقضا، وحماس مدعومة من تركيا وقطر. ولحماس مقران قياديان، في غزة وفي اسطنبول؟ حماس نقلت قيادتها الإرهابية من دمشق إلى اسطنبول، إلى تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويمثلها هناك صالح العاروري، الذي يمارس من هناك الإرهاب ضد إسرائيل وحاول تنفيذ انقلاب في يهودا والسامرة (الخليل) ضد (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) أبو مازن».
وطوال زيارته إلى واشنطن دأب يعلون، الذي سبق وانتقد مرارا الإدارة الأميركية، على الثناء على الولايات المتحدة وامتداح المساعدات التي تقدمها لإسرائيل، خصوصا لتطوير «القبة الحديدية». وقال «حتى إذا كانت هناك خلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل فإنه محظور لهذه الخلافات أن تعيب الصداقة العميقة والصلة الوثيقة والحميمة بين الدولتين».
ولم يخف يعلون الخلافات الجوهرية بين الدولتين بشأن الملف النووي الإيراني، حيث تركز أميركا على عدد أجهزة الطرد المركزي التي يمكن لطهران الاحتفاظ بها فيما تطالب إسرائيل بمنع التخصيب تماما. وقال إن «احتفاظ إيران، ولو بجهاز طرد مركزي واحد» يجعل كل اتفاق سيئا، وهو ما يلزم إسرائيل بدراسة خطواتها. وحسب يعلون فإن «الخطر الإيراني يبقى الخطر الأهم. ونحن نراقب المفاوضات مع إيران، ويهمنا أن تدرج فيه مواضيع مثل استمرار التخصيب والنشاطات الإرهابية الإيرانية. النظام الإيراني يرسل أذرعاً إرهابية إلى كل مكان في الشرق الأوسط».
واتهم يعلون الغرب بأنه لا يفعل ما يكفي لمجابهة إيران التي هي «على مسافة عام واحد» من القدرة على إنتاج قنبلة نووية. ودعا الغرب إلى خوض حملة شاملة، دعائية وتثقيفية واقتصادية، ضد طهران و«أيضا الخيار العسكري إذا استدعت الحاجة». وأضاف أن إيران راضية جدا على قرب إزالة نظام العقوبات و«عدم وجود خيار عسكري موثوق» ضدها.
واضطر يعلون للاعتراف بالفائدة التي قد تجنيها الدول الغربية من «التحالف الغريب» مع إيران ومع الميليشيات التي تدعمها في مكافحة «داعش» في العراق. وقال إن «داعش خطر على استقرار المنطقة، ويجب العمل على تعزيز القوى المعتدلة في الشرق الأوسط التي تحارب داعش»، مشددا على أن «بالوسع إيقاف داعش. لكن هذه سيرورة طويلة تتطلب وقتا».
وأشار إلى عدم حاجة الغرب إلى إرسال قوات برية لمحاربة «داعش»، حيث تكفي القوة الجوية لتحقيق الغاية بالشراكة مع قوات محلية، مثل الأكراد و«المتمردين» في سوريا وكذلك الجيش العراقي. وأضاف «نحن نرى حاليا داعش يعمل في سوريا ولبنان ضد حزب الله والجيش اللبناني»، معتبرا لو أن الأمر يتعلق به لأمر باغتيال زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي.
واعترف يعلون بأن إسرائيل تقدم معلومات استخبارية للدول العربية المشاركة في العملية الجوية ضد «داعش». وأشار، في مقابلة مع تشارلي روز من قناة «بي بي إس» الأميركية، إلى التعاون مع دول التحالف وإلى احتمالات اغتيال قيادات «داعش». وقال «لدينا علاقات ممتازة مع جهات كثيرة في الائتلاف، خصوصا الولايات المتحدة ودولاً غربية أخرى، وكذلك مع دول عربية». وحسب كلامه فإن «مساهمة إسرائيل تتجلى في تقاسم المعلومات الاستخبارية مع التحالف، والأمر سيكون حساسا إن شاركنا علنا في العملية، ونحن نقبل ذلك».
وحول تجربة إسرائيل في الاغتيالات قال «حينما يتوافر لك تفوق استخباري وجوي يمكنك العثور على البغدادي وإطلاق النار عليه».
وعما إن كان يمكن الافتراض أن هناك الآن تخطيطاً لعملية كهذه، رد يعلون «نعم»، وابتسم بعدها مطولا. واستدرك بعدها قائلا: «لإسرائيل تحديات أهم من داعش».
وكرر يعلون مواقفه المتطرفة ضد إقامة الدولة الفلسطينية، مشددا على أن عباس وشعبه يتطلعون إلى «دمار إسرائيل». وقال إن الفلسطينيين في الضفة الغربية «يتمتعون حاليا باستقلال سياسي» وأنه لا يخطر بباله وضع تتخلى فيه إسرائيل عن حرية عملها الأمني الكاملة في الضفة الغربية. وأضاف «سموا هذه دولة أو امبراطورية، لكنها فعليا ستكون حكما ذاتيا».
وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن يعلون وصل إلى العاصمة الأميركية لكي يناقش مع هايغل الهيكل الجديد للمساعدات العسكرية لإسرائيل، بدلا من الهيكل الحالي بقيمة 3 مليارات دولار سنويا والذي ينتهي سريانه في تشرين الأول العام 2017.
وبحسب الهيكل الجديد تستطيع إسرائيل الالتزام بمشتريات لوسائل حربية أميركية في إطار مشاريع أبعد زمنا. وقد بدأ يعلون زيارته لواشنطن الاثنين الماضي، أجرى خلالها مقابلات مع وزير الدفاع وفي نيويورك مع المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنتا باور.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 33 / 2166031

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع حلمي موسى   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2166031 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010