الأربعاء 22 تشرين الأول (أكتوبر) 2014

فلنصنع مستقبلنا بأيدينا

الأربعاء 22 تشرين الأول (أكتوبر) 2014 par صالح عوض

اننا نقف مشدوهين امام التحديات المطروحة علينا وما اكثرها ولعل اخطرها ما يحاول التشكيك في رسالتنا والطعن في مقاصدنا مستغلا نماذج رديئة تتحرك في الفراغ مربكة الجهود الخيرة... ولعل الأمة لم تتعرض لمثل هذه التحديات قط.. وعلى هذه التحديات تتعدد الإجابة اما ان تكون منفلتة من عقال اي مرجعية او ان تتلبسها حالة من التقديس لكل ما هو قديم.. وهكذا نسقط بين الإفراط والتفريط وتضيع منا اعمارنا، لأننا لم نركز على المفيد والنافع ولم نفهم سر الاستخلاف في الأرض وانه تكليف ليس بالوراثة، بل بالانتخاب.

لقد صنع السلف من أمتنا واقعهم واجابوا من خلال ذلك على التحديات المطروحة عليهم في الزمان والمكان الخاصين وكان ذلك الإرث الذي نفتخر به ونعتز وهو بلا شك أسهم في الحفاظ على الأمة والحفاظ على رسالتها.. وان من يمنح السلف ذلك الحق هو بلا شك لا يستطيع منع الخلف من الحق نفسه ليجيبوا على التحديات المطروحة عليهم مع الأخذ بعين الاعتبار ان التحديات تتجدد وان لا شيء يشبه شيئا.. ولقد ضرب لنا الأئمة من علماء السلف كيف انهم يغيرون فتواهم بتغير المكان والزمان.. فكيف اذا تبدل الزمان والمكان على بعد مئات السنين.

صنع السلف واقعهم ومستقبل ابنائهم ولنصنع نحن واقعنا ولنسهم في صناعة مستقبل ابنائنا ولا شيء امامنا ثابت الا القرآن الكريم وصحيح الأحاديث والسيرة.. وننفتح على البعد الإنساني من خلال تجربة الانسان للاستفادة منها أيما استفادة في شتى المجالات لاسيما في التكنولوجيا والتصنيع كما في الخلق الإنساني العام.

وحتى نصنع واقعنا.. من العيب ان ننطلق لمعالجة واقع آخر وهمي موجود بين دفتي الكتب قيل فيه ما قيل واستنزف من الوقت والمال ما استنزف او واقع الآخر بما فيه من ملابسات خاصة ونسيج ثقافي ومعرفي من عادات وتقاليد متباينة.. حتى نصنع واقعنا لا بد من رؤية الأشياء كما هي في الواقع ونتحرك لتنمية الخير وتحجيم نوازع الشر وأعيننا على مقاصد الشرع من حفظ النفس والمال والعرض والدين.

لقد أصاب السابقون وهم يضعون لواقعهم القوانين والمحددات كي لا تفلت الأمور من ايديهم وهم معذورون ان وقعوا في هفوة او خطأ المهم هي تجربة انسانية.. ونحن علينا ان نتحرك باليقين اننا مكلفون بتجديد ايماننا بالرسالة، لأنه لا إيمان بالوراثة ولا خطة لواقع تصلح لواقع آخر.. فالإيمان بالرسالة والخطة عملية تحتاج إلى تجدد ايضا بما يتناسب مع الجديد من المعطيات.

لابد من الانعتاق من الإجابات المسبقة ولا بد من الالتزام بمصلحة الناس الحقيقية على هدي بتوجيهات الاسلام ومنظومة قيمه وكل ما سيجعل هذا العمل ايجابيا ومفيدا للناس اجمعين.. وتولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 54 / 2165522

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2165522 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010