الأربعاء 22 تشرين الأول (أكتوبر) 2014

سلوان... وجعنا وألمنا

الأربعاء 22 تشرين الأول (أكتوبر) 2014 par راسم عبيدات

أكتب عن سلوان… سلوان وجعنا وألمنا… سلوان طريقنا إلى الأقصى والقيامة… سلوان رغم ما يجري من خذلان وتساقط من أناس فقدوا كلّ قيم ومعاني الانتماء، فنحن واثقون بأنكِ ستبقين قلعة من قلاع القدس الصامدة… سلوان في دائرة الاستهداف، والاحتلال يجنّد كلّ طاقاته وإمكانياته ومستوياته السياسية والأمنية والشرطية، وكذلك كلّ جمعياته الاستيطانية ومؤسساته من أجل تهويدها والسيطرة عليها، ويندرج في إطار ذلك تجنيد مرتزقة وعملاء وعديمي الضمير والأخلاق والانتماء لتحقيق هذا الهدف…

أكثر من مرة جرى تسريب عقارات في سلوان… وكان ذلك كفيلاً ليس لأهل سلوان والقدس أن يدركوا حجم الخطر المحدق بهم، بل لمن هم يبيعون الشعارات ويطلقون الخطب والبيانات خلف جدار الفصل العنصري، بأنّ القدس عاصمتنا الأبدية… سلوان والقدس بحاجة الى اكثر من خطبة وشعار ومقال ومؤتمر صحافي… سلوان بحاجة الى دعم جدي وحقيقي في أرض الواقع… سلوان بحاجة الى وقفة شاملة على كل الصعد والمستويات…

وما يجري في سلوان يجري في قرية النبي صموئيل المحاصرة بالاستيطان من كل الجوانب… بؤرة استيطانية من ثلاثة مستوطنين يسير لها الاحتلال باصا خصوصيا، وقرية كاملة ممنوع على أهلها الوصول إلى القدس، والوصول إلى الضفة الغربية عبر معبر خاص… قرية تفتقر الى كلّ أشكال وأنواع الخدمات، فيما لا يزيد من تبقى من أهلها على 250 نسمة… من أجل بقائهم وصمودهم لو كانت هناك سلطة حقيقية تريد القدس لسجّلتهم كمتفرّغين على احد أجهزتها ودفعت لهم رواتب شهرية لقاء البقاء والصمود بدلاً مما تدفعه من ملايين على اجهزة ومتفرّغين لا يقدمون للبلد شيئاً.

سلوان يجب ان تدق جدران الخزان لكلّ مقدسي، بأن يلتفت الى كلّ شاردة وواردة من حوله، فهناك الكثير ممن يلبسون لبوس الدين او الوطنية، ويدّعون الحرص على عدم ضياع وتسريب العقارات لجهات مشبوهة وجمعيات استيطانية، يظهرون في ثوب وعّاظ ونسّاك، وهم شياطين وثعابين ومتاجرين بالدين والوطن، ولا تبرير لأيّ كان ان يقول قد جرى التغرير بي، او بأنني بعت لفلان او علان، وفلان او علان معروف بتدينه وتقواه، فاليوم جزء من عدة النصب والاحتيال عند البعض هو التستر بالدين، تماماً كما هو دور العملاء العصافير» داخل السجون في غرف العار، الاحتلال يغيّر وجوه عملائه حسب المرحلة ونوعها، ولا يعقل ان يباع عقار بثلاثة او أربعة أضعاف سعره، ويكون قصد البيع شريفاً، ويكفينا اختلاقاً للحجج والذرائع، يجب ان نسمّي الأمور بأسمائها، وان تكون الحقائق عارية، يجب نشر وتعميم الأسماء على الناس علناً حتى تأخذ جانب ال حذر والحيطة.

لجان الدفاع عن الأراضي والعقارات، يجب ان تكون لجان فاعلة ولها دور في توثيق كل عقارات البلدة وملكيتها، ومتابعة أدقّ الأمور في هذا الجانب، ويجب ان تكون مرجعية في بيع او شراء أي عقار، وأن تقف بكل حزم امام كل من يقدمون على بيع عقاراتهم وممتلكاتهم من دون علمها ومعرفتها ومصادقتها.

الغريب اليوم أننا أصبحنا أمام نغمة جديدة، ونسمع العديد من الأصوات النشاز الناعقة، والتي تقول إما ان تقوم السلطة بشراء عقاري بالسعر المطلوب، أو أقوم بالبيع إلى اليهود، هذه الناس الفاقدة لكلّ معاني القيم والانتماء، يجب أيضاً مساءلتها ومحاسبتها، بدلاً من السكوت عليها، ولو كان هناك حركة وطنية قوية، او سلطة واجهزة تقوم بدورها وواجباتها، لما وجدنا بأنّ مثل هذه الأصوات تتكاثر تكاثر الطحالب في المياه الآسنة.

نعم سلوان في دائرة الاستهداف الأول من بلدات ما يُسمّى بالحوض المقدس، فهي في فكرهم وتراثهم التوراتي والتلمودي مدينة داود، وبالسيطرة على بلدة سلوان تفتح لهم الطريق وتصبح معبّدة للسيطرة على المسجد الأقصى، هذا المسجد الذي سيطرح موضوع تقسيمه على ما يُسمى «الكنيست الإسرائيلي» الشهر المقبل، في ظلّ موقف عربي وإسلامي مخز، ويعبّر عن حالة انهيار غير مسبوقة، ونحن لا نريد ان نسمع المزيد من الشعارات والإسطوانة المشروخة التي يردّدها مَن هم أوصياء على المقدسات والأقصى، فالمرحلة مرحلة فعل وتصدّ جدّي وحقيقي، ولمن أراد ان يكون أميناً على الأقصى فليكن قدر الأمانة.

سلوان يريدون لها ان تكون الرابط بين بؤرهم الاستيطانية داخل البلدة القديمة وخارجها. بسيطرتهم على سلوان يحكمون السيطرة كاملة على القصور الأموية، وعلى كامل المنطقة الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى، وسيعملون على تغيير طابع المنطقة العربي الإسلامي، وسيسرقون آثارها ويزوّرن تاريخها، بإقامة أبنية جديدة تحاكي ما يُسمّى بتاريخهم ووجودهم المزعوم في هذه الأرض.

الخطر داهم علينا جميعاً كمقدسيين، صحيح أن بلدة مستهدفة اكثر من الأخرى، ولكن الاستهداف يطال الجميع، البلدة القديمة، سلوان، الشيخ جراح، الصوانة والطور، شعفاط وبيت حنينا، العيساوية، جبل المكبر، صورباهر، ام طوبا، الثوري وبيت صفافا…

هذا الخطر يتطلب منا جميعاً أن نتوحد وان نصهر جهودنا في بوتقة واحدة، يجب ان يكون هناك جسم مقدسي علني يقود المدينة في كلّ نواحي وشؤون حياتها، ويقف على همومها واحتياجاتها، جسم على غرار لجنة المتابعة العربية في الداخل الفلسطيني، فنحن اليوم أحوج من أيّ يوم آخر لهذا الجسم، جسم يمثل فيه كلّ ألوان الطيف السياسي والمؤسساتي والمجتمعي المقدسي، يتولى التنسيق مع كلّ الجهات الرسمية التي لها علاقة بالقدس.

سلوان حرب مستعرة عليها، بغرض تهويدها، معركة يضخ فيها الاحتلال مليارات الدولارات، لأنه يعرف معنى وقيمة سلوان والأرض، ويحقق اختراقاً هنا وهناك مع بعض المرضى وعديمي الضمير والقيم والأخلاق، وفاقدي أيّ معنى من معاني الانتماء والشرف، ولكن ما يحدث يجب ان يكون درساً قاسياً للجميع، لسلوان والقدس، والحركة الوطنية والسلطة، بأن معركة القدس يجب ان توحد الجميع، وان يدفع الثمن فيها الجميع، وان يدافع عنها الجميع، وان يسهم في حمايتها الجميع.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2165399

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام الموقف  متابعة نشاط الموقع راسم عبيدات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2165399 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010