الجمعة 17 تشرين الأول (أكتوبر) 2014

وقاحة وابتزاز صهيونيان بامتياز

الجمعة 17 تشرين الأول (أكتوبر) 2014 par د. فايز رشيد

الوقحون، الكذابون، الديماغوجيون، العاكسون للحقائق، المضللون، وكل ذلك بامتياز . هذه بعض من صفات قادة الكيان بشكل عام فيما يصرحون ويقولون . الفاشي ليبرمان وزير خارجية الكيان وفي مقابلة له (الأحد 12 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي) مع موقع “واينت” للانترنت التابع لصحيفة “يديعوت أحرونوت” اعترض على عدم دعوة “إسرائيل” للمؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة، الذي انعقد مؤخراً في القاهرة، من خلال القول: “إن عدم دعوة”إسرائيل“للمؤتمر الدوري للمانحين، أمر سيئ، فلا يمكن إعادة إعمار غزة من دون مشاركة”إسرائيل“، ومن دون تعاونها” . تصوروا مدى الوقاحة في كلامه . دولة الكيان هي السبب في الدمار الوحشي الهائل في القطاع، حين قامت طائراته بهدم بيوت وأحياء بأكملها على رؤوس ساكنيها من الفلسطينيين، واليوم يطالب وزير خارجية دولته بحضور مؤتمر إعمارها . هل يمكن لإنسان أن يجد وقاحة على هذه الشاكلة في كل التاريخ البشري؟
كذلك صرّح ليبرمان: بأن التسهيلات، وإدخال المواد والأموال إلى غزة لن يتم، إلا من خلال رقابة “إسرائيلية” محكمة وتامة على كل ما يمكن إدخاله . أما الشرط الثاني: فهو أن تفرض السلطة سيطرتها على القطاع“. وهذه الشروط أبلغتها - يستطرد ليبرمان - للوزير الأمريكي كيري، وأصبح يعرفها جيداً” . إنه الابتزاز الشايلوكي الصهيوني . فيما يتعلق بالمبادرة الفلسطينية والمتعلقة برفع القضية إلى الأمم المتحدة، قال ليبرمان وبمنتهى العنجهية والاستعلاء: “إن العالم الآن منشغل في أمرين، الأول: مرض الإيبولا، والثاني: داعش، ولهذا، فإن كل مبادرة فلسطينية أحادية الجانب لن يكون نصيبها سوى الفشل” . النازي ليبرمان نصّب من نفسه “قائداً للعالم” وليس وزيراً لخارجية دولة احتلالية عنصرية فاشية .
أما زعيم عصابة الائتلاف الصهيوني الحاكم في الدولة الصهيونية نتنياهو، ففي خطابه الأخير في الأمم المتحدة ادّعى عكس كل ما ارتكبته “إسرائيل” على مدى قرن من حرب إبادة جماعية ومذابح وجرائم، متفوقة بذلك على الظاهرتين الأبشع في التاريخ : النازية والفاشية .
منتهى العنجهية والكذب . المذابح للفلسطينيين على أيدي الصهاينة بدأت من خلال ما مارسته المنظمات الإرهابية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني قبل إنشاء “إسرائيل” القسري بالتعاون مع كافة الدول الاستعمارية، وبريطانيا خصوصاً، لتكون الدولة الجديدة المصطنعة رأس جسر متقدم للاستعمار في المنطقة، وتقام على أرض فلسطين المغتصبة، ويحل المهاجرون اليهود من مختلف أنحاء العالم، على ترابها، بعد تهجير وطرد أهلها .
توالت مذابح الكيان وجرائمه وموبقاته في الفترة التي صاحبت إنشاء الدولة الصهيونية، وتواصلت بلا انقطاع، واستمرت منذ تلك اللحظة المشؤومة حتى هذه اللحظة . هذا ما يعرفه العالم وما أثبتته الوقائع الحية عن دولة الكيان . ولذلك كان قرار الأمم المتحدة باعتبار الصهيونية حركة عنصرية وشكلاً من أشكال التمييز العنصري . معروفة هي ظروف إلغاء القرار بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ودول المنظومة الاشتراكية، وتشكل عالم القطب الواحد بزعامة أمريكا، الحليفة الاستراتيجية للكيان الصهيوني، التي ضغطت على أغلبية دول العالم وهددتها إن لم تصوت لصالح إلغاء القرار المذكور .
نتنياهو في خطابه التزويري في الأمم المتحدة يحاول تسويق دولة الكيان باعتبارها دولة “مسالمة، يمارس الإرهاب ضدها من الإرهابيين الفلسطينيين والعرب” و“أنها تيمناً بالمسيح” تدير خدها الأيمن إذا ضربها أحد كفاً عليه ليقوم بضربها على الخد الأيسر“. دولة”تريد السلام مع العالم وبخاصة جيرانها، دولة منذورة للمحبة وللأخوة والتسامح بين البشر “دولة” هي ضحية الإرهاب الفلسطيني والعربي وترتكب بحقها حرب إبادة جماعية" . هذا يتضح من بين سطور خطابه المذكور .
ما قلناه في بداية المقالة، لا نتجنى فيه على ليبرمان ونتنياهو بل نقدم غيضاً من فيض لقباحتهما وعنصريتهما الكريهة والبشعة . حقيقة نتنياهو وليبرمان أنهما إرهابيان ويقفان على يمين مائير كاهانا الذي اغتالته يد العدالة في أمريكا . نتنياهو وليبرمان أكثر عنصرية من أعتى غلاة المستوطنين المتطرفين الصهاينة، لكنهما يتصوران أنهما قادران على خداع الآخرين بالكلام المنمق الجميل في الحديث عن السلام . إن كل محاولاتهما المكشوفة تماماً، وبضاعتهما فاسدة وكاسدة، وهما لا يخدعان سوى نفسيهما، إذ “يمكن لمطلق إنسان أن يخدع بعض الناس، بعض الوقت، كما أنه يمكن أن يخدع كل الناس، لبعض الوقت، ولكن لا يمكن أن يخدع كل الناس، كل الوقت” . نتنياهو وليبرمان من أكثر السياسيين الصهاينة كذباً وانتهازية، ومن أشدهم عداء للعرب والفلسطينيين والإنسانية جمعاء .
بالنسبة لمواقف الحكومات التي ترأسها بنيامين نتنياهو، وليبرمان (الوجه الدبلوماسي الأول فيها) على الصعيد السياسي، فهي من أشد السياسات الصهيونية تطرفاً وإنكاراً للحقوق الوطنية الفلسطينية وللحقوق العربية . لو أن أدنى حدود العدالة متوفرة في عالمنا، فإن المكان الطبيعي لنتنياهو وليبرمان هو قفص الاتهام في محكمة الجنايات الدولية، فكل التهم تنطبق عليهما: مجرمان، مخادعان، انتهازيان وعلى ذلك قس .
هذه هي دولة الكيان وهؤلاء هم قادتها . وتصوروا: البعض يعتبرهما “معتدلين”، أليس ذلك أعجوبة في زمن الغرائب؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2165490

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع فايز رشيد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2165490 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010