الاثنين 6 تموز (يوليو) 2020

نساء الأقصى وباب الجنة....

الاثنين 6 تموز (يوليو) 2020 par الموقف - خاص

القضية الفلسطينية هي القضية الوحيدة في العالم والتي تتعدى أبعادها العناصر المحلية والاقليمية في أبعادها وركائزها الأساس، فالبعدان الوطني والقومي هما بعدان قد يكونان متوفرين في عدد من قضايا العالم السياسية، أما القضية الفلسطينية فوحدها صاحبة البعد الكوني والانساني العابر للأزمان والأماكن أيضا وتحمل سمة اضافية هي صفة المعتقد والوجود الفكري العقدي.

الأماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس لا تقبل التغافل ولاسيما أن المسجد الأقصى تم تثبيته عقديا من خلال الكتاب المقدس لكل أصناف المسلمين في هذا العالم وهو القرآن الكريم، وجرى ربطه من خلال نصوص السنة المطهرة بالركن العقدي المباشر واعتباره ضمن أركان البيعة لله بحسب نص الحديث الشريف ولا يغني عن هذه البيعة شيئ من عمل آخر حتى ولو أن يرسل بزيت يسرج في قناديله.

الأقصى ومثله الأماكن المسيحية المقدسة يتعرض في هذه الآونة لعمليات معلنة ومبرمجة ومتبناة من حكومة العصابة الصهيونية في الكيان الغاصب، وتجري عمليات استهداف وجود قبلة المسلمين الأولى وموضع بيعتهم العقدية ومكان حشرهم ونشرهم هذه المرة فوق الأرض وليس تحتها كما كانت عليه عمليات الاستهداف المستمرة منذ جرى اغتصاب ما تبقى من فلسطين واحتلالها عقب هزيمة جيوش العرب عام 1967، ولم يتبق من مظلة تخفي طبيعة الاستهداف اختبأت خلفها أنظمة الهزائم طيلة الفترة الماضية.

لجنة القدس التي ترأسها المغرب لم يسمع لها صوت ولو احتفالي بذكرى انشائها رداً على جريمة احراق منبر صلاح الدين في الاقصى ومحاولة حرقه، وحكومة الاردن تكلّف موظفاً صغيراً بكتابة تهديد لفظي كلما اقترب الصهاينة من الأقصى بجريمة تدنيس وتهديد لمؤسسات وقفية مفترض أنها في عهدتها منذ احتلت القدس من أيدي هذه الحكومة، وبقية حكومات العالم الاسلامي لا تفعل أكثر من هذا في ردود موسمية أحيانا فقط كلّما احتدت الاجراءات الصهيونية في الاقصى.

هذا وضع أصبح معلوماً ولا تغيير فيه مثلما أنه لا أمل منه، يلحق به غياب جماعات “التدعيش” وأشباهها في تجارة الدين والاخلاق كما يلحق به بالقطع المواقف الدولية والمنافق أغلبها والتي قد تعلن عن شن حروب إذا اقتربت جماعات متطرفة من قوائم حماية اليونسكو لبعض الأماكن لكنها تكتفي بالمراقبة “الممتعضة” كما تقول من اجراءات الاحتلال رغم أن برنامج الاحتلال غير مقصور على استهداف الاقصى وكونه الموقع الاسلامي المقدس في القدس فالعدو يستهدف أيضا القيامة وما حولها من وقف مسيحي، لكن الشيئ الجديد هو وضع سلطة دايتون وموقفها.

غابت سلطة رام الله عن القدس باكراً وعن مؤسساتها وعن أوضاع الفلسطينيين فيها من حماة الأقصى وسمحت بتواصل عمليات تسريب الأراضي وعمليات حصار الأقصى وأهله، ولكنها اليوم تغييب عن عملية اقتلاع الأقصى نفسه وتشغل نفسها بمطاردة أخبار المليارات في مولد ما يسمى بإعادة الاعمار وكأن التخريب قد توقف ساعة واحدة، وتغيب منظمة التحرير الفلسطينية ومعظم فصائل العمل الوطني مثلها في ذلك مثل الآخرين في الصورة، فقط نساء الأقصى وبعض أبناء شعبنا في الوطن المحتل منذ عام 48 ينذرون أنفسهم لحماية الأقصى المهدّد ليل نهار والمستباح على مدار الساعة، هؤلاء هم بقية الضمير في هذا العالم وبقية الوجدان في هذا الانسان ولعل الله يفتح لهم غدا بابا للجنة مثل الصائمين العابدين الطائعين بابا مثل باب الاقصى لا يدخله غيرهم وهم الفائزون.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 103 / 2165336

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع افتتاحية الموقف   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

2165336 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010