رغم مرور أكثر من أحد عشر عاما على غزو العراق فإن الإقليم العربي وجواره ومناطق أخرى في حالة عدم استقرار وغليان، ما أجبر الجميع على دفع فواتير لم تكن بالحسبان.
وعندما نرصد مسار الأحداث وتطوراتها على مدى السنوات الماضية نسطيع القول إن العراق وجواره والمنطقة عموما لم تشهد استقرارا ولم تنعم بالأمن بسبب التخبط الأميركي في مواجهة ارتدادات ما بعد احتلال العراق، وفشل الطبقة السياسية التي أنتجها ووضعها في صدارة المشهد السياسي.
وأدت سلسلة الأحداث إلى بروز القاعدة كلاعب في مسار الأحداث بالعراق والمنطقة عجزت واشنطن وحلفاؤها عن درء أخطارها، ناهيك عن انفتاح شهية قوى خارجية بالتدخل بمصائر دول المنطقة.
الواقع الجديد الذي نشأ عقب احتلال العراق أدى إلى استقطاب طائفي مخيف أعاد تشكيل المشهد السياسي من جديد طبقا لنزعة وإملاءات الخارج، واستخدام اللاعبين المحليين كأدوات في تنفيذ أهدافه التي أثبتت التجربة أنه يتقاطع مع تطلعات العراقيين في رؤية بلادهم آمنة ومستقرة وموحدة.
إن القوى المؤثرة في مسار الأحداث المحلية والإقليمية ينبغي أن تدرك أن مصالحها ومستقبل تعايشها السلمي يستدعي الانفتاح على بعضها بعضا، والبحث عن مشتركات ومخارج سياسية تزيل هاجس الخوف وتعزز أجواء الثقة، وتحترم خياراتها المستقلة من دون تدخلات وإملاءات.
إن حل أزمات ما جرى خلال العقد الماضي ينبغي أن يكون في صدارة اهتمام الحريصين على مستقبل المنطقة ونقصد الدول المؤثرة فيها لأنها فرصة لأصحاب الحكمة والعقل للبحث عن مخارج توافقية؛ لأن الخطر الداهم الذي يمثله التطرف الأعمى سيأتي على الجميع، وما جرى في التاسع من يونيو/حزيران الماضي بسيطرة “داعش” على نحو نصف مساحة العراق يضع الجميع أمام خيارات ستكون من الصعب مواجهة تداعياتها.
فمن شأن الحوار بين الأطراف المؤثرة والمتأثرة بالأحداث أن تدرك أن لهيب النار ستصل إلى حدودها، الأمر الذي يستدعي منها البحث عن مخارج وتفاهمات عادلة وواقعية لأزمات المنطقة بعيدا عن نوايا ومصالح الدول التي ساهمت في حال عدم الاستقرار التي تشهده المنطقة عموما.
إن التعصب الطائفي والتطرف الأعمى وسياسية التهميش، ومصادرة الحقوق والاستهداف السياسي، والظلم وغياب العدالة وحكم القانون؛ كل هذه مجتمعة ساهمت في ظهور “داعش” كغول وضع الجميع أمام خيارات البحث عن أسباب ما جرى خلال السنوات التي أعقبت غزو العراق.
والسؤال: ماذا تغير بعد أحد عشر عاما من غزو العراق؟
والإجابة بتقديرنا تكمن في حال العراق والمنطقة وأيضا العالم حيث يواجه الجميع ارتدادات ما يجري من دون رؤية واقعية لمعالجة الأزمة المستجدة بتكرار أخطاء الماضي التي أفرزت القاعدة و”داعش” وربما أخريات على الطريق إذا لم يجرِ البحث عن أسباب ما جرى، ووضع الحلول المناسبة بالتوافق، والحلول الوسط والحوار البناء بين الأطراف المؤثرة في مسار الأحداث بالمنطقة.
الجمعة 10 تشرين الأول (أكتوبر) 2014
بعد أحد عشر عاما .. ماذا تغير؟
الجمعة 10 تشرين الأول (أكتوبر) 2014
par
أحمد صبري
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
39 /
2180833
ar أقسام الأرشيف أرشيف المقالات ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
13 من الزوار الآن
2180833 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 14