السبت 6 أيلول (سبتمبر) 2014

هل يستمر الوفاق بين حماس والسلطة؟

السبت 6 أيلول (سبتمبر) 2014 par حميدي العبدالله

لعب الوفاق الفلسطيني ووحدة الوفد الذي فاوض العدو الصهيوني عبر مصر لوقف إطلاق النار، دوراً بارزاً في تحقيق النتائج التي تمّ التوصل إليها، سواء في المفاوضات أو في الميدان. ولولا الوفاق الفلسطيني لما كانت هذه الوحدة الشعبية التي سجلت على امتداد أيام العدوان الـ 51 وفشل الوفد الصهيوني باللعب على صراعات الفلسطينيين أثناء التفاوض على وقف إطلاق النار وتماسك المقاومة حول شروطها لوقف إطلاق الصواريخ ضدّ المستوطنات الصهيونية.

ثمة مؤشرات تثير القلق حول استمرار الوفاق بين السلطة وحركة حماس يخشى أن تؤدّي إلى عودة الشقاق وإلى ضياع ما تحقق، وتؤثر سلباً على المفاوضات التي ستجري لاحقاً من أجل استكمال الاتفاق على التهدئة الدائمة وطويلة الأمد التي يسعى إليها العدو بالدرجة الأولى. تتجلى المؤشرات المقلقلة بالآتي:

أولاً، عودة التراشق السياسي والإعلامي بين فتح وحماس، إلى ما كان عليه الحال قبل العدوان الإسرائيلي، وإذا ما استمرّ هذا التراشق وتصاعَد فإنّ ذلك سيؤثر سلباً على استمرار الوفاق.

ثانياً، المساعي التي تبذل من جهات دولية عديدة، ولا سيما الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، لتحويل عملية إعادة إعمار غزة إلى فرصة لتحقيق نزع سلاح المقاومة عبر شروط محددة، أو على الأقلّ النيل من قدرات المقاومة التسليحية، أي تحقيق، عبر السياسة وعبر الإعمار، ما عجزت عن تحقيقه الحملة العدوانية التي شنّها الكيان الصهيوني على قطاع غزة وذهب ضحيتها أكثر من 13 ألف شهيد وجريح إضافةً إلى آلاف المنازل المهدّمة ومئات المصانع المدمّرة، وما يوازيها من إتلاف للمزارع.

ثالثاً، السعي إلى إعادة السلطة الفلسطينية وأجهزتها المختلفة إلى قطاع غزة، ليس على قاعدة احتفاظ المقاومة بقدراتها العسكرية الردعية إزاء الكيان الصهيوني، بل على أساس محاولة تعميم أنموذج الضفة الغربية، ونقل هذا الأنموذج إلى القطاع، الأمر الذي يعني مشروع حرب أهلية فلسطينية تحقق للعدو من خلال التدمير الذاتي ما عجز عن تحقيقه منذ احتلاله للقطاع في عام 1967 وحتى الآن.

صحيح أنّ فصائل المقاومة يقظة إزاء هذه المشاريع المشبوهة، وصحيح أيضاً أنّ السلطة الفلسطينية تدرك خطورة الانسياق وراء مثل هذه المشاريع أولاً، على الشعب الفلسطيني وثانياً، على وجود السلطة ذاته، ولكن الطرف الآخر متمثلاً بالولايات المتحدة والكيان الصهيوني وبعض حكومات المنطقة مصمّم على وضع الفلسطينيين أمام خيارين لا ثالث لهما: إما قبول هذه المشاريع المشبوهة، وإما لن تكون هناك أية أموال لأجل إعادة إعمار غزة وبناء ما هدمه العدو الصهيوني في حربه الهمجية التي استمرت لأول مرة في تاريخ المواجهات العربية الصهيونية 51 يوماً.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 38 / 2165482

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2165482 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010