الاثنين 1 أيلول (سبتمبر) 2014

النصر.. أعلى من المذاهب

الاثنين 1 أيلول (سبتمبر) 2014 par محمد سليم قلالة

للمرة الثانية ينهزم الكيان الإسرائيلي أمام مقاومة شعبية أصرت على الانتصار. الأولى في 2006 أمام حزب الله في جنوب لبنان عندما خرجت كل الشعوب الإسلامية مهللة مكبرة لأول انهزام حقيقي لكيان أذل جيوشها لعقود من الزمن واحتل أراضيها في بضعة أيام. والثانية أمام المقاومة الفلسطينية في غزة منذ أيام عندما ولّت آلة الحرب الإسرائيلية الأدبار فرارا من إرادة النصر أو الشهادة التي واجهتها..

وفي الحالتين لم تطرح الأمة السؤال ما إذا كان النصر شيعيا أو سنيا ولا بحثت في مذهب المقاومين الفلسطينيين ولا أحرجها أن يكونوا من الإخوان المسلمين أو من حركة الجهاد الإسلامي أو من أي فصيل آخر علماني أو وطني، بل عبرت عن استعدادها لتُطلق على أبنائها اسم القسام أو هنية، كما فعلت مع نصر الله من قبل عندما تحقق على أيدي قواته النصر المبين.

وكانت الأمة الإسلامية قبل ذلك لا ينطق لسانها إلا بجميلة بوحيرد والعربي بن مهيدي وعميروش وحسن آيت أحمد وبن بلة وبومدين وغيرهم من الأبطال عندما كان هؤلاء يخوضون معركة استراتيجة ضد العدو ... لم تكن تعرف شيئا عن تفاصيل حياتهم أو الخلافات التي كانت بينهم ...

وعبر التاريخ كانت تضع في أعلى المقامات الأمير عبد القادر الجزائري والإمام شاميل الداغستاني في القوقاز والسلطان بهادر شاه الثاني المغولي في الهند.. ولم تكن أبدا تفتنهم بطرح الفروقات والتفاصيل وهم يخوضون المعركة.

أبدا ما كانت أمتنا تفرق بين هؤلاء وهؤلاء عندما يخوضون معارك مصيرية وتكون أهدافهم إستراتيجية ضد عدو مركزي ومن أجل غاية واضحة .. أبدا ما كانت تنقسم عندما تدرك بعمق بصيرتها أن المعركة بحق هي معركة الأمة إن في لبنان أو فلسطين أو غيرها من المواقع.

أمتنا تنقسم في حالة واحدة بين داعش والنصرة والقاعدة وأنصار كذا وكذا من مثل هذه الجماعات، عندما لا يصبح لأي منها غاية مركزية، عندما تحيد عن المنهج الصحيح، وتصبح ألعوبة تحركها مخابر هذه القوة أو تلك.

لذا فإنه إذا ما كان لنا من أمل نسجله، بعد كل ما حل من دمار بغزة، بعد كل التضحيات التي تم تقديمها، بعد المئات من الشهداء والآلاف من الجرحى، أن هؤلاء إنما ضحوا لأجل هدف أعلى من القناعات الضيقة والفروقات الشخصية، وحّد الأمة وجمع شملها فوق المذاهب والاتجاهات، خلافا لأولئك الذين مافتئوا يدفعونها دفعا لتنقسم انقسام حروف داعش إلى داعس إلى دالب... دون كل المذاهب والاتجاهات...



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 20 / 2166096

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2166096 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010