الأحد 31 آب (أغسطس) 2014

وانتصرت غزة . .

الأحد 31 آب (أغسطس) 2014 par أحمد مصطفى علي

وأخيراً وبعد 51 يوماً من العدوان “الإسرائيلي” الوحشي والمتسلح بكل وسائل وأدوات القتل والدمار، انتصرت غزة المحاصرة بشروطها ورضخت سلطات الاحتلال لمطالبها بعد أن ارتكبت بحق شعبها الجبار ما يندى له جبين الإنسانية من الجرائم والمجازر الدموية المروعة، وبعد مماطلات عدة وانتهاكات الهدن الإنسانية التي توقع هي نفسها على بنودها .
رضخ الكيان الصهيوني لشروط المقاومة بعد عجزه عن الاستمرار في الحصار الجائر على القطاع المنكوب، وفشله في كسر إرادة الفلسطينيين وقهرهم وإذلالهم، بالرغم من قدرته الشيطانية على تضليل الرأي العام العالمي وإظهار نفسه بمثابة الحمل الوديع، وأن المقاومة هي المعتدية عليه، في ظل غياب قوانين دولية ومؤسسات حقوقية قادرة على لجم العدوان ومحاسبته .
الصمود الباسل للشعب الفلسطيني في غزة في وجه عدو شرس لم يوفر وسيلة من وسائل القتل والدمار والبطش إلا واستخدمها، مكّنه من إنجاز اتفاق تاريخي لوقف إطلاق النار ينص على الشمولية والتبادل بالتزامن مع فتح المعابر وبما يسرّع من عملية إدخال المساعدات الإغاثية ومستلزمات إعادة الإعمار، إضافة إلى وضع قادة الكيان في مأزق سياسي لا يحسدون عليه، خاصة بعد أن أظهر استطلاع للرأي أجري بين المستوطنين أن “إسرائيل” لم تنتصر في الحرب، في وقت أشار فيه آخرون إلى انتصار المقاومة .
وتشير الأنباء القليلة المترشحة من داخل الكيان أنَّ رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ووزير حربه يتخبّطان في مأزقٍ سياسيّ حقيقي، بعد أن فشل العدوان في تحقيق ما كانا متوهمين به من إنجازات على أشلاء أكثر من ألفي شهيد وأكثر من عشرة آلاف جريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى عملية تدمير ممنهج لكل مقومات الحياة في القطاع المنكوب أصلاً بالسلوك الإجرامي للكيان .
ولعل من أهم التحديات التاريخية التي تواجهها القضيّة الفلسطينيّة، اليوم، مواجهة أعتى قوى الشرّ في العالم، متسلحة بتأييد دول عظمى وفي مقدمتها الولايات المتحدة، لكن معجزة صمود الشعب الفلسطيني مؤشر على أن العدوان زائل ولا محالة طال الزمن أو قصر .
الأيام الخمسون للعدوان الصهيوني على غزة قد تكلف قادة الكيان وفي مقدمتهم نتنياهو الكثير على الجبهات السياسية والدبلوماسية، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى أن شعبيته تدنت كثيراً بعد العدوان، مهما حاول تقديم المبررات والدفاع عن نفسه، خاصة مع مقتل أكثر 64 جندياً في أكبر خسارة ل “إسرائيل” منذ عدوانها في عام 2006 على لبنان، فضلاً عن الصواريخ والقذائف الفلسطينية التي انهالت على معظم أرجاء فلسطين المحتلة والتي أجبرت آلاف المستوطنين على الاختباء في الملاجئ كالجرذان وتعليق الرحلات في مطار بن غوريون، الأمر الذي شكل حالة من الرعب في قلوب الصهاينة، إضافة إلى ارتفاع تكاليف هذا العدوان إلى أكثر من أربعة مليارات دولار .
التحالف “الإسرائيلي” مع واشنطن الذي يعتبر حجر الزاوية في السياسة الخارجية للكيان ولأمريكا معاً، ثأثر سلباً نظراً لما استخدمه الكيان من وسائل عسكرية بحجم كبير جداً وبقوة تدميرية هائلة سببت خسائر جسيمة في صفوف المدنيين ولا سيما الأطفال من دون اكتراث حتى بمؤسسات الأمم المتحدة ما أوقع واشنطن في حرج لا تحسد عليه أمام المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية والإنسانية .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 43 / 2178053

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2178053 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40