السبت 9 آب (أغسطس) 2014

استقالة سعيدة وارسي..وما ربحته المقاومة

السبت 9 آب (أغسطس) 2014 par محمد سليم قلالة

لا أريد أن أقع في تمجيد الوزيرة سعيدة وارسي التي استقالت من الحكومة احتجاجا على السياسة البريطانية تجاه غزة، باعتبارها مازالت تعتبر حركة حماس منظمة إرهابية، ولأن بريطانيا مهما عدَّلت من سياستها تبقى هي السبب الأول تاريخيا في نكبة الفلسطينيين، ومهما كانت مواقف وزرائها تبقى الراعي الأول لهذا الكيان المغتصب للأرض والعرض حتى قبل الأمريكيين، وتبقى مصرة على عدم التكفير عن الجرم الذي ارتكبته منذ سنة 1917 عندما أعطت ما لا تملك إلى من لا يستحق، من خلال وعد بلفور المشؤوم القاضي بتمكين اليهود من إقامة دولة لهم في فلسطين، وقد فعل.

ولكني أريد أن أشير إلى جانب هام في السياسة الخارجية للدول العظمى يتمثل في إمكانية تغيير مواقفها من قضايانا إذا كنا بالفعل نتعامل معها كقضايا، فاليوم احتجت البريطانية وارسي عن دعم بلدها للكيان الإسرائيلي ظلما، واستقالت من منصبها بكل شجاعة وغدا يمكنها كما يمكن لغيرها من الإنجليز أن يغيروا موقفهم من اعتبار حماس منظمة إرهابية، عندما يتأكد أنها حركة تحرر وطنية بالمفهوم الواسع للكلمة تسعى للدفاع عن نفسها واستعادة حقوقها من خلال الكفاح المسلح المشروع، مثلما حدث لجيش التحرير الوطني أثناء الثورة الجزائرية الذي أرغم الفرنسيين الذين كانوا يعتبرونه منظمة إرهابية على الاعتراف به والتفاوض معه والرضوخ لشروطه..

نفس السيناريو يتكرر اليوم مع حركة حماس في فلسطين، ها هو وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري يتهكم على المباشر على العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في غزة، عندما قال وهو لا يدري أن مكبر الصوت كان مفتوحا قبل إجراء حوار مع قناة فوكس الأمريكية: “يا لها من عملية دقيقة يا لها من عملية دقيقة”، معبرا عن حقيقة موقف غير قادر على قوله في العلن، وبعده بأيام تأتي استقالة وارسي، لتؤكد الاضطراب الكبير الذي أصبح يعيشه أكبر بلدين مدعمين للكيان الإسرائيلي: بريطانيا والولايات المتحدة، وفي هذا دليل آخر على أن المقاومة الصادقة والشريفة والدفاع عن الحق بالطرق المشروعة هي وحدها العوامل التي ستكون لها تأثيرات مباشرة وغير مباشرة قريبة وبعيدة على قضايانا الوطنية وأولها القضية الفلسطينية.

لقد أصبح ظاهرا للعيان أن الرأي الغربي لم يعد منحازا إلى جانب الكيان الإسرائيلي، مثلما كان عليه سابقا يوم كانت أنظمة عربية منافقة وأحيانا خائنة تقود المعركة، بل بدأ زعماؤه يتحدثون عن حتمية زوال الكيان الإسرائيلي لأنهم رأوا على الأرض بحق رجالا ونساء يقاومون بعزة وكبرياء وصدق يطلبون النصر أو الشهادة، وتلك مساحة الأمل.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2165442

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2165442 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010