الجمعة 8 آب (أغسطس) 2014

البغايا في خدمة العدوان!

الجمعة 8 آب (أغسطس) 2014 par حلمي الاسمر

لم يكن موضوع «الجنس» بعيدا أثناء عدوان اليهود على غزة، بنات الهوى، من بني إسرائيل، وربما «سيدات المجتمع» أيضا ساهمن أيضا في «تحميس» الجنود، الذين ذهبوا لقتل أطفال غزة ونسائها، فأنشأن صفحة على فيسبوك، لرفع معنويات القتلة، ووعدنهم بأنهن سيكن في انتظارهم حينما يعودون!
الظاهرة –كما قيل- أثارت عاصفة في كيان العدو، حيث اندلع نقد عارم من قبل المنظمات النسائية على الظاهرة «الغريبة» إذ كيف لنساء بني إسرائيل أن تتعرى كي تعرب عن دعمها للقتلة الإسرائيليين، باعتبار أن هذا الأمر غريب عن مجتمع العدو! «بغايا» بني إسرائيل، كما قيل أيضا، خرجن عن نطاق السيطرة. ويشهد على ذلك عدد الصفحات في الفيس بوك التي تقنع نساء وفتيات في التقاط صورهن وهن عاريات كي يعربن بهذا عن دعمهن للجيش الإسرائيلي ورفع معنويات الجنود(!) ..
صحيفة «هآرتس» هاجمت الصفحة وقالت إنها لا تستخفّ بالنساء فقط، بل بالرجال أيضًا لأنها تعتبرهم «كآلات هرمونية فقط». تمت إزالة الصفحة مرات عديدة، لكن وجد مديروها طريقة لفتحها مرة تلوَ أخرى، وبقيت شاهدة على سلوك يهودي راسخ، لم يبدأ في العصر الحديث عبر استعمال الجنس لإسقاط العملاء، ولا لإسالة لعاب بعض القادة والشخصيات لحثها على التعاون مع إسرائيل، كما أشيع قبل فترة، ولكن القصة تمتد إلى عصور سحيقة جدا، وإن «جددها» القوم إياهم، حينما أطلق أحد خامات اليهود منذ فترة «فتوى» تبيح للمرأة - اليهودية - أن تبيع جسدها من أجل مصلحة بني صهيون!
في العصر السحيق، لا ننسى قصة سالومي، التي كما يبدو تستلهم اليوم، كـ «قدوة» لحفيداتها، سالومي (أو شالوميت بالعبرية) هي واحدة من العديد من النساء في تاريخ الفن اللواتي ألهمنا الكتاب والشعراء والفنانين، وقصتها باختصار، إنها كانت ابنة لزوجة هيرود الذي كان ملكا على الجليل وحيفا في القرن الأوّل الميلادي. وكثيرا ما يأتي ذكر هذه المرأة، أي سالومي، مقرونا بحادثة قتل القدّيس يوحنّا المعمدان (أو النبي يحيى). كان الملك هيرود متردّدا في قتل يوحنّا خوفا من ردود فعل الناس. وكان يوحنّا قد استنكر زواج هيرود من زوجة أخيه هيروديا، أي والدة سالومي. لذا قرّر هيرود الغاضب أن يُلقي بالقدّيس في السجن. زوجة هيرود الجديدة كانت تريد يوحنّا ميّتا. وقد أتيحت لها فرصة مثالية لفعل ذلك خلال حفلة عيد ميلاد هيرود التي جمع فيها وزراءه وأركان حكمه. وتوسّلت الأمّ إلى ابنتها الجميلة سالومي كي تحاول التأثير على هيرود من خلال رقصها أمام الضيوف. ويقال إن سالومي لم تكن قد بلغت سنّ المراهقة عندما أدّت أمام هيرود رقصة الأقنعة السبعة المشهورة. وقد وقع الملك تحت سحر حركاتها المغرية، لدرجة انه عرض عليها وعدا بمكافأة. فطلبت أن يُسلّم لها رأس يوحنّا المعمدان على طبق. كان هذا طلبا دمويّا، خاصّة أنها عبّرت عنه أثناء حفل عشاء. كانت سالومي، مثل أمّها، تريد القدّيس ميّتا. ومن المؤكّد أن غضب أمّها كان دافعا لها لأن تطلب ذلك الطلب الغريب والقاسي. وكان واضحا أن سالومي تمكّنت من السيطرة على هيرود في لحظة لم يكن يستطيع فيها رفض طلبها. وكان التنفيذ فوريّا، ما بعث السرور والارتياح في قلب أمّها. ويبدو أن قصّة سالومي، الشابّة الجميلة والواثقة، وردت تفاصيلها في كتاب العهد الجديد. لكن المرأة لم تُمنح اسما إلا بعد أن أشير إلى حكايتها في الآثار المكتوبة لليهود.
بغايا بني إسرائيل، المتحمسات لقتل ابناء غزة، من حفيدات سالومي، ذكرنني ببغايا من نوع آخر، لهم هيئة الذكور، وناطقين بلغة الضاد، سخّروا أقلامهم المسمومة للنيل من المقاومة، وخذلانها، والتآمر عليها، و»تحميس» جنود إسرائيل للإثخان بلحوم أبناء غزة !



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2178205

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2178205 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40