الجمعة 8 آب (أغسطس) 2014

القبّة الحديد: نصف نجاح نصف فشل

الجمعة 8 آب (أغسطس) 2014 par حميدي العبدالله

يتحدّث «الإسرائيليون» عن نجاح باهر «للقبة الحديد». ليس المسؤولون وحدهم في الكيان الغاصب هم الذين يتحدثون عن النجاح، بل الكتّاب والمعلقون على اختلاف انتماءاتهم السياسية.

الفلسطينيون يتحدثون عن فشل مطلق لـ«القبة الحديد»، وليس المسؤولون في المقاومة وحدهم الذين يتحدثون عن هذا الفشل، بل أيضاً جميع المتابعين للصراع بما في ذلك الخبراء والمحللون العسكريون.

لكن أين الحقيقة في الادّعاءات «الإسرائيلية»، وفي ما يقوله قادة المقاومة والمحللون العسكريون؟

يمكن القول إنّ استنتاجات الطرفين تتمّ تبعاً لزاوية الرؤية.

«الإسرائيليون» عندما يستنتجون أنّ «القبة الحديد» حققت نجاحاً مطلقاً يستندون إلى أنّ «القبة الحديد» تمكّنت من اعتراض جميع الصواريخ التي استهدفت المناطق الآهلة بالسكان أو المرافق الحيوية مثل مطار اللد أو مفاعل ديمونا، أما الصواريخ التي سقطت في مناطق «مفتوحة» أي مناطق خالية من السكان أو الأهداف الحيوية، فلم تعترضها «القبة الحديد»، ولذلك كان النجاح كاملاً ومطلقاً من وجهة نظر «إسرائيل»، إذ لم يسقط أي قتيل مدني «إسرائيلي» باستثناء قتيلين في مستوطنات غلاف غزة.

الفلسطينيون يعتقدون أنّ «القبة الحديد» فشلت فشلاً ذريعاً إذ لم تتمكّن من اعتراض سوى 30 في المئة من الصواريخ التي أطلقتها المقاومة على مناطق مختلفة من فلسطين المحتلة تمتدّ من حدود قطاع غزة وحتى حيفا والقدس.

موضوعياً يمكن القول إنّ «القبة الحديد» حققت نصف نجاح ونصف فشل. نصف النجاح تمثل في اعتراضها غالبية كبيرة جداً من الصواريخ التي استهدفت المناطق الآهلة والأهداف الحيوية في الكيان الصهيوني، ونصف فشل لأنها عجزت عن:

أولاً، منع الشلل الكامل الذي أصاب أكثر من 70في المئة من «إسرائيل» وإرغام سكان هذه المناطق على ملازمة الملاجئ أو الغرف المحصّنة طيلة فترة الحرب، إضافة إلى قدرتها على تعطيل الملاحة في مطار بن غوريون لمدة تزيد على 48 ساعة، لما ترتب على هذه العملية من آثار اقتصادية وسياسية ومعنوية، سيكون لها تأثير كبير لاحقاً في الوضع «الإسرائيلي»، وفي معادلات الردع بين قوى المقاومة الفلسطينية واللبنانية والكيان الصهيوني.

ثانياً، فشلت «القبة الحديد» في التصدي لجميع الصواريخ المتساقطة عندما بلغ عدد هذه الصواريخ نحو هدف محدّد أو منطقة محدّدة أكبر من طاقتها الاستيعابية، وهذا يعني أنّ امتلاك المقاومة، سواء المقاومة الفلسطينية أو المقاومة اللبنانية، كمية كبيرة من الصواريخ بمَدَياتها المختلفة، وإطلاقها بكثافة، سيعطل «القبة الحديد» حتى في المناطق الآهلة، وفي المناطق التي تنتشر فيها أهداف حيوية، وهذا سيقود إلى فشل مطلق في «القبة»، أو على الأقلّ يجعل فائدتها أقلّ من كلفتها الهائلة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 38 / 2165480

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165480 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010