الثلاثاء 5 آب (أغسطس) 2014

وتكسرت النصال على النصال

الثلاثاء 5 آب (أغسطس) 2014 par صالح عوض

غزة وما حمل الفؤاد من الحب والولاء وما وعى العقل من الذكريات العظيمة.. غزة سيف العرب الذي لا ينثلم وكرامة الأمة التي لا تهان وإرادة الإنسان في وجه الطغيان.. وحدها غزة في ساحة المعركة خلفها روم وامامها روم وعلى الجانبين روم من فوقها روم ومن تحتها روم وهي لاتزال تقاوم.. وتكسرت النصال على النصال ولم ترفع الراية البيضاء للمجرمين.

في غزة تحررت الإرادة وتحرر العقل فكان صمود الشعب العظيم وكانت المقاومة الأسطورة.. لملم الفلسطينيون اشلاء اعزائهم وهم يرفعون اصابع النصر ويهتفون للمقاومة ومن تحت الركام في البلدات المنكوبة في خزاعة وبيت حانون والشجاعية ورفح كان المقاومون الأفذاذ يخرجون يتصيدون جنود العدو وآلياته يقتلون ويأسرون ويطاردون فيما جنود العدو وضباطه يلبسون حفاظات تستر عمليات بيولوجية تصيب المنهارين نفسيا ومعنويا.. فلقد حولت المقاومة الباسلة في قطاع غزة ايام العدوان الصهيوني ومحاولات الاجتياح البري إلى جهنم تطارد جنود الاحتلال حتى عاد ضباطه وخبراءه يناشدون بضرورة وقف اطلاق النار ويذهبون إلى قتل المدنيين والمواطنين العزل ونسف المساجد والمدارس ومحطات الكهرباء وكل سبل الحياة علّهم يحققون ضغطا على المقاومة فكان رد الشعب العظيم: كلنا فداء المقاومة.

كل الذين يحاولون رفع العتب يتقدمون لغزة بكلام ومبادرات وتصريحات وبيانات وغزة تسير في معركتها تشفق على هؤلاء المساكين المقيدة أرواحهم والمنهكة إراداتهم والممزقة عقولهم.. تشفق عليهم غزة، لأن الخوف يتلبسهم والتحسب من محاسبة امريكا يقيد تفكيرهم ويحرفهم عن الواجب.. تشفق عليهم غزة وهم يتوددون للمستعمر المجرم يخشون “ان تصيبهم دائرة”.. وغزة تمعن في الصمود وتهز عود الحياة لتنفض عنه كل الوهن لعله “يحيا الخشب”.

غزة بحاجة ان توصل رسالتها الواضحة الكبيرة العظيمة.. غزة بحاجة ان تقول للأمة لطلائعها لشبابها لحكوماتها لسياسييها ومثقفيها وللأجيال القادمة: هنا في غزة قاومنا بقلة سلاح وبلا دواء ولا غذاء ولا معين وتحالف علينا العدو والقريب وانزلوا علينا صواريخهم وجهنمهم فكانت لنا عرسا للشهادة؛ ولكننا عندما غرسنا سلاحنا القليل في اعينهم وفي قلوبهم فإذا بهم يخورون من فرط الذهول يغلقون مطارهم ويلجأون إلى تحت الأرض يشلون الحياة ويحزمون حقائبهم للرحيل..

غزة بحاجة ان توصل رسالتها لكي تكون للتضحيات قيمتها ولكي تكون التضحيات عاملا نفسيا ومعنويا كافيا ليصنع نقطة الانطلاق في استئناف المواجهة ضد المؤامرة التي تستهدف كيان الأمة ومستقبلها.. وغزة تبني الكرامة حجرا حجرا في بنيان الأمة العظيم.

اجل . إن الجريمة الصهيونية بلغت منتهاها.. ولقد قام الجيش الذي انتصر على الدول العربية مجتمعة بصب كل إجرامه دفعة واحدة على رأس غزة ليلغي معادلة توازن الرعب؛ ولكن لأنها غزة لم تشأ ان تخذل أمتها ولم تشأ ان يقتحم العدو الأسوار من بابها فنازلته بإباء وتكسرت النصال على النصال فتعسا وبعدا لك من كره غزة او تخلى عنها فوالله لن يكرهها ولن يتخلى عنها الا منافق زنيم.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 46 / 2182200

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2182200 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40