الاثنين 4 آب (أغسطس) 2014

تحالفٌ عربي- صهيوني ضد غزة

الاثنين 4 آب (أغسطس) 2014 par حسين لقرع

ربّما لم تفاجئ تصريحات نتنياهو حول تشكّل “علاقات خاصة” بين الكيان الصهيوني وعدد من الدول العربية خلال العدوان على غزة، وتحوّلها إلى “حلف استراتيجي” سيكون “ذخرا مهمّا” لكيانه، الشعوب العربية.. فالمعروف أن هناك حلفاً غير معلن بين عدة أنظمة عربية والصهاينة منذ سنوات طويلة، ولكن الجديد هذه المرة هو أن نتنياهو كشفه على الملإ وفضح “حلفاءه” العرب.

في تموز 2006، فضل قادة هذا “الحلف” الوقوف إلى جانب العدوّ الصهيوني في حربه على حزب الله، وفُهم الأمرُ على أن الخلافَ ذو خلفية مذهبية وإن كانت لا تبرّر مساندة العدو وموالاته ضد المسلمين، أما الآن فقد سقطت آخرُ أوراق التوت عن هؤلاء الحكام بخيانتهم للمقاومة في غزة وتحالفهم مع العدو ضدها مع أنها مقاومة سنية.

القضية لا علاقة لها بالمذهب أو الطائفة بل بالمقاومة مهما كان انتماؤها أو هويتها، وما دامت حماس محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين التي يمقتها هؤلاء وتآمروا عليها لإسقاطها في مصر وموّلوا الانقلاب عليها وصنفوها جماعة ً إرهابية في بلدانهم، فكل شيء جائز لإسقاطها في غزة أيضاً بأي وسيلة ولو كانت التحالفَ مع العدو الصهيوني والتآمر معه.

كان الصهاينة يعتبرون مبارك “كنزاً استراتيجياً” لهم، وبكوا بحرقة بعد إسقاطه، أما الآن فقد كسبوا عدة “كنوز استراتيجية” عربية وحقّ لهم أن يفخروا بها علناً في مؤتمراتهم الصحفية، فلهم السيسي الذي أمعن في حصار غزة وتجويعها، ولهم بعض حكام الخليج الذين لا يتورعون عن دعوة المقاومة إلى الاستسلام والكفّ عن “العنتريات”.. هؤلاء الأعراب أوقفوا الدعم المالي عن غزة لإنجاح الحصار الصهيوني- المصري عليها، ورفضوا إمداد المقاومة ولو ببندقية صيد خوفاً من سيّدهم الأمريكي وفضلوا إنفاق مليارات الدولارات لاقتناء أحدث الأسلحة للمعارضة السورية، ثم تحالفوا مع العدوّ الصهيوني ضد المقاومة وساندوه في عدوانه على غزة للإطاحة بحماس وأطلقوا إعلامهم القذر لينهش لحم المقاومة ويحمّلها مسؤولية المجازر النازية الصهيونية ضد الأطفال والنساء لأنها لم تقبل الاستسلام للعدو وفق مبادرة السيسي...

العالم كله انتفض ساخطاً على جرائم الإبادة الصهيونية، خمسُ دول أمريكية لاتينية سحبت سفراءها من هذا الكيان النازي احتجاجاً على جرائمه، ورئيس بوليفيا إيفو موراليس لا يتردد في وصفه بـ“الدولة الإرهابية”، ورئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا يدعو العالمَ إلى معاقبته على جرائمه ضد الإنسانية، في حين لم يخجل حكامُ العار والتآمر والخيانة من أنفسهم وفضلوا موالاة العدوّ والاصطفاف معه ضد المقاومة وتأييد عدوانه الرامي إلى سحقها وإنهاء القضية الفلسطينية وتهويد الأقصى وفلسطين وتحويل أهلها إلى هنود حُمر جدد في بلدهم.

الآن لم يعد ينقص أحفادَ ابن العلقمي سوى أن يوجّهوا جيوشهم إلى غزة، ليس لشدّ أزر المقاومة وتحرير فلسطين، فذلك عهدٌ انقضى منذ أكتوبر 1973، بل للقتال جنباً إلى جنب مع جيش الاحتلال ضد المقاومة في إطار استنجاد نتنياهو بحلفائه في العالم لمساعدته على نزع سلاحها، والكرة الآن في مرمى شعوب هذه البلدان التي فضلت، إلى حدّ الساعة، الصمت على خيانة أنظمتها ولم ترقَ حتى إلى مستوى الشعوب الغربية التي هزتها صور الشهداء من الأطفال فأضحى الآلافُ من أبنائها يخرجون كل يوم للتظاهر احتجاجاً على المحرقة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2165247

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165247 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010