الأحد 3 آب (أغسطس) 2014

هستيريا إسرائيلية

الأحد 3 آب (أغسطس) 2014 par د. فايز رشيد

إسرائيل تخرق الهدنة التي حددها كيري وبان كي مون لمدة 72 ساعة. اسرائيل تهاجم مدينة رفح وتحاول تقسيم القطاع إلى ثلاث مناطق. إسرائيل قتلت العديدين من الفلسطينيين في شكل جماعي في بلدة الخزاعية. أسر ضابط إسرائيلي ثان بعد أسر الجندي. أصبح لدى المقاومة أسيران. القادة الإسرائيليون أصيبوا بالهستيريا وفقدوا وعيهم وعقولهم. خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية. نتنياهو يتهم وزراءه بقصف الحكومة من الدبابات. الصحافة الإسرائيلية تخرق مبدءا من مبادىء عملها:” بان لا تهاجم الحكومة أثناء الحرب, وإنما تجري الانتقادات بعدها”, وتتحدث علنا: عن فشل حرب الانفاق التي يخوضها الجيش الإسرائيلي. المقاومة, وفقا للصحف الإسرائيلية الرئيسية كلها ( يديعوت أحرونوت, هآرتس, معاريف, جيروزاليم بوست) تعنون صفحاتها الاولى: حماس تستغل الأنفاق لإيقاع أكبر الخسائر بالجيش الإسرائيلي. “ارتباك إسرائيلي واضح “ذلك هو العنوان الحالي لعدوان إسرائيل على قطاع غزة. من ناحية أخرى: يبث التلفزيون الإسرائيلي منظرا همجيا وقميئا: الشباب الفاشي المتطرف يرقص طربا لقتل اطفال الفلسطينيين! نعم, إنها النازية الجديدة, الفاشية الجديدة, بل الأدق قولا: الصهيونية الإسرائيلية الجديدة, التي تفوقت في جرائمها على الظاهرتين المجرمتين السابقتين, هذا هو ملخص اليوم الخامس والعشرين للحرب الاسرائيلية المجرمة على قطاع غزة.
على صعيد آخر: في كل مؤتمراته الصحفية وتصريحاته يحرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الطلب من الإسرائيليين, الاستعداد لمعركة طويلة, كما يعد بتوسيع العملية العسكرية. قادة الجيش مثلما تعكس ذلك الصحافة الإسرائيلية, وبخاصة في اليومين الاخيرين, يطالبون رئيس الحكومة إما بوقف الحرب أو اتخاذ قرار بتوسيع القتال, شريطة أن لا تبقى القوات الإسرائيلية مرابطة على الحدود مع قطاع غزة, لان هذا الامر يجعل منها صيدا سهلا لمقاتلي المقاومة الفلسطينية. إنها من المرات النادرة في إسرائيل: هذا التناقض بين المستويين السياسي والعسكري, وبروز هذا الأمر ووصوله إلى الشارع وأجهزة الإعلام.
هذا الأمر يذكر بحرب أكتوبر المجيدة عام 1973 حينما تمكن المقاتلون العرب الأشاوس: مصريون وسوريون من عبور خط بارليف ( الذي شبهوه بخط ماجينولصعوبة اختراقه) وهضبة الجولان. الجيشان المصري والسوري كبّدا الإسرائيليين خسائر فادحة إلى الحد الذي كاد فيه وزير الدفاع حينها موشيه دايان, أن يعلن هزيمة إسرائيل واستسلامها. رئيسة الوزراء حينذاك جولدة مائير عنّفت وزير دفاعها, وجاءت الجسور الجوية الاميركية لتمد إسرائيل بالأسلحة كما تفعل الآن. في الحرب الإسرائيلية القائمة على غزة, يقف نتنياهو حائرا ومرتبكا فكلا الأمرين بالنسب له صعبان , والخيار أمامهما مرّ, فوقف العملية يعني اعتراف إسرائل بهزيمتها وهذا ما لا يريده رئيس الحكومة, أما الخيار الآخر فيعني دخول الجيش الإسرائلي إلى منطقة ” عش الدبابير – كما يطلقون عليها ” وهو يعني : مزيدا من الخسائر الإسرائيلية بين صفوف الجنود الإسرائيليين. أيضا فلربما يبدأ نتنياهو توسيع العملية العسكرية ( كما يسميها) لكنه لن يعرف موعد إنهائها, فالطرف الآخر في الصراع هو أيضا عدو شرس ,, كما عبّر هو عن ذلك في تصريح له مؤخرا. الخيار الثاني قد يعني تورط إسرائيل بالكامل في مستنقع غزة, وسكان الأخيرة لا يمتلكون شيئا وليس لديهم ما يخسرونه سوى احتلالهم, بعدما وصلت إليه الخسائر من أرقام عالية بين المدنيين الفلسطينيين, وحصارهم الخانق للعام الثامن على التوالي, لذا فمقاتلو فصائلهم جاهزون لكل الاحتمالات الممكنة.
نتنياهو منذ ستة أيام يستجدي وقفا لإطلاق النار. هذا ما تقوله مصادر إسرائيلية ومن بينها القائد العسكري حاييم يال. من جانبه اعترف كيري, أن نتنياهو هاتفه وطلب منه العمل على وقف إطلاق النار. رغم كل ذلك يصرح نتنياهو بأن مجلسه المصغرعلى وشك اتخاذ قرار بتوسيع العملية العسكرية والتي سوف تمتد لفترة طويلة. ماذا يعني ذلك؟ باختصار: أولا , أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يكابر, أي يبدو بصورة كاذبة غير حقيقية,عنوانها أن الوضع العسكري الإسرائيلي أكثر من جيد على جبهة غزة, وهذا لا تعكسه الحقائق ولا الواقع الميداني, ويدّعي أن تصريحاته تعكس ما يجري واقعا على الارض. الذي تبين أن نتنياهو لا يقول الحقيقة. ثانيا: أن الرد الفلسطيني أكثر من مؤلم للإسرائيليين, فرئيس مدينة بئر السبع صرّح اليوم للقناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي بأن سكان مدينته لم يذهبوا إلى بيوتهم منذما ينوف عن الثلاثة أسابيع ( وهي الفترة الزمنية للحرب الإسرائيلية). أن إسرائيل غير قادرة بالفعل على الاستمرار بالحرب أطول من ذلك. رابعا: أن الإسرائيليين محقون عندما يتهمون قيادتهم بالكذب, وإعلامهم بالتضليل. ولذلك, بدؤوا يبحثون عن الحقيقة في مصادر إعلامية خارجية, من بينها وكما تقول مصادر إسرائيلية: الفضائيات العربية. خامسا: أن الخسائر الإسرائيلية أكبر بكثير من الارقام الرسمية التي يجري إعلانها. لكل ذلك, يذهب الجيش الإسرائيلي بعيدا, وبطريقة تعويضية, في إحداث أكبر الخسائر في كل يوم, بين صفوف المدنيين الفلسطينيين, وفي هدم البيوت, والبنى التحتية كمحطة الكهرباء, للمزيد من التضييق على الفلسطينيين, من أجل إجبارهم على الخضوع للمطالب الإسرائيلية.لا يدركون أن الفلسطينيين لن يرفعوا الرايات البيضاء. إن تصوروا ذلك فهم واهمون.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 39 / 2165493

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع فايز رشيد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2165493 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010